26 نوفمبر، 2024 12:32 م
Search
Close this search box.

خطر التنافس الاميركي -الايراني على منطقة الشرق الأوسط والعالم

خطر التنافس الاميركي -الايراني على منطقة الشرق الأوسط والعالم

اولا..ان النظام القائم في البلدين هو نظام راسمالي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً من حيث المبدأ ولكن يكمن الاختلاف في طبيعة الأيديولوجية ففي ايران ((رأسمالية اسلامية)) وفي اميركا تبنى الرأسمالية وفي مرحلتها المتقدمة الامبريالية الاحتكارية، ولكن الاساس الاقتصادي للنموذجين هو الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج.

ثانياً.. ان البلدين لديهما اهداف توسعية غير مشروعة وخطيرة، ان الامبريالية الاميركية، القيادة الاميركية لغاية اليوم لم تدرك ان عصر القطب الواحد، القطب الاميركي، الهيمنة وقيادة العالم قد انتهت منذ عام 2008 ولغاية اليوم، وان العالم اليوم يعيش نظام تعددية الاقطاب، وهذا النظام ضروري لشعوب العالم اجمع من اجل خلق التوازن على الصعيد العالمي وفي كافة المجالات.

ثالثاً. ان الاهداف التوسعية والخطيرة لايران، تكمن في تصدير الثورة الاسلامية الى البلدان العربية والاسلامية في اسيا وافريقيا……، ولكن المهمة الاولي هي منطقة الهلال والتي تشمل العراق وسوريا ولبنان، وكذلك تسعي بسط نفوذها على اليمن……،ولكن هذا الهدف يواجه مقاومة من قبل اميركا وحلفائها في المنطقة، دول الخليج العربي واسرائيل. وبسبب هذه الاهداف غير المشروعة تعيش شعوب منطقة الشرق الأوسط اوضاع معقدة وتوتر عسكري واقتصادي واجتماعي والفقراء هم الضحية في هذه الاهداف.

رابعاً.. في عام 2003 اقدمت اميركا وحلفائها وبالتنسيق والتعاون مع طهران على تقويض النظام الديكتاتوري في بغداد وكلفت عملية تقويض النظام السابق في بغداد خسائر بشرية ومادية كبيرة ولغاية اليوم فان الشعب العراقي يدفع الثمن البشري والمادي بشكل مرعب ومخيف. وكما يلاحظ ان الشعب العراقي خلال الفترة2003-2010تحت النفوذ الاميركي بشكل ملموس وبنفس الوقت وجود دور للاحتلال الايراني، ونفوذ غير كبير،وخلال الفترة 2011ولغاية اليوم فان الاحتلال الايراني والنفوذ الايراني هو السائد على الارض اكثر من النفوذ الاميركي، ان حلفاء اميركا هم الاكراد والمكون السني بالدرجة الأولى، اما حلفاء ايران هو المكون الشيعي بالدرجة الأولى، اي الاحزاب الشيعية والمليشيات المسلحة التابعة للأحزاب السياسية المتنفذة في السلطة وغير التابعة للاحزاب والمدعومة من قوي اقليمية. ، واستطاعت واستطاعت ايران شراء البعض من المكون السني،وعلاقة حزب الاتحاد الوطني ((اوك))علاقة قوية مع ايران عكس الحزب الديمقراطي الكردستاني، حزب مسعود،ولكن في النهاية الحزبين وثيقي الصلة مع الاميركان.

خامساً. ان الشعب العراقي منذ عام 2003 ولغاية اليوم واجه ويواجه ازدواجية الاحتلال الامريكي والإيراني في آن واحد ، وهذه حالة فريدة وبسبب هذه الازدواجية في الاحتلال والتنافس الاميركي-الايراني حول منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والعراق بشكل خاص حول الدور والنفوذ والهيمنة في الميدان السياسي والاقتصادي والعسكري والامني على العراق.
ان الهدف الرئيس لايران هو بسط نفوذها الكامل على سوريا ولبنان واليمن، اما العراق من وجهة نظر القيادة الايرانية فهو في الجيب كمايقال،ولكن تخطئ القيادة الايرانية بذلك،وخير دليل على ذلك ثورةاكتوبر الشعبية الشبابية السلمية التي قوامها الرئيس من الشباب الثائر والثوري سلمياً من بغداد والوسط والجنوب وهم من المكون الشيعي، ناهيك عن المكون السني والاكراد.
وكما يلاحظ ان اميركا لديها اهداف توسعية غير مشروعة وغير مبررة في منطقة الشرق الأوسط ومن هنا بدأ التنافس يشتد ويتصاعد بين اميركا وايران على الدور والنفوذ والهيمنة على ثروات منطقة الشرق الأوسط.

سادساً.. ان للبلدين اهداف توسعية واطماع غير مشروعة ويتدخلون في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وبشكل مهين لهذه الشعوب وخاصة منطقة الهلال، وبسبب اشتداد وتفاقم التنافس بين اميركا وايران حتى تفجر هذا التنافس بين البلدين بمقتل قاسم سليماني وابومهدي المهندس وبعض القادةالمهمين معهم من خلال قيام طائرة مسيرة بقصف موكب سليماني في مطار بغداد الدولي، وهذا جاء كرد احد الافعال التي اقدمت عليها ايران عبر حلفائها في بغداد من الاحزاب الشيعية والمليشيات المسلحة التابعة للأحزاب السياسية المتنفذة في السلطة وغير التابعة للاحزاب والمدعومة من قبل قوي اقليمية.

ويمكن ان يستمر مسلسل (الفعل وردة الفعل)بين البلدين بدليل اقدمت ايران على قصف قاعدة عين الاسد الاميركية في الانبار وقصف قاعدة عسكرية اميركية ثانية في اربيل،لن تحدث حرباً بالمفهوم العسكري بين البلدين.

سابعاً.. ان استخدام العقل واحترام القانون الدولي والابتعاد عن التصعيد العسكري هو خدمة للشعبين ولشعوب المنطقة وشعوب العالم. على اميركا وايران ان تكفا عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة ومنها العراق…….. سواء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر واعطاء الشعوب حقها في تقرير مصيرها واختيارها للنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي ترغب فيه، وعلى البلدين انهاء الاحتلال للعراق، اي انهاء الاحتلال الامريكي والإيراني للعراق، نريد عراق حر يتمتع بالسيادة الوطنية الحقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية له، الشعب العراقي وقواه الوطنية والتقدمية واليسارية هم اصحاب القرار النهائي فيما يتعلق بالعراق.

ثامناً.. ان احترام القانون الدولي من قبل الدول العظمى وغيرها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة واحترام ارادة الشعوب في اختيار نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، واقامة علاقات التعاون بين الدول على اساس مبدأ المساواة والنفع المتبادل وعلى اساس المصالح المشتركة، كل ذلك يوفر الثقة بين الدول ويحقق الامن والاستقرار على الصعيد العالمي، عكس ذلك سيدخل العالم وشعوبها نفقا له بداية وليس له نهاية.

احذرو خطر الحروب،اوقفوا التصعيد العسكري،، لا لسباق التسلح من جديد،لا لعودة الحرب الباردة من جديد، السلام والتعايش السلمي بين الانظمة المختلفة قاعدة لضمان تحقيق الامن والاستقرار على الصعيد العالمي .

أحدث المقالات