23 نوفمبر، 2024 1:18 ص
Search
Close this search box.

الإيرانيون يهتفون ضد خامنئي ونظام الجمهورية الإسلامية

الإيرانيون يهتفون ضد خامنئي ونظام الجمهورية الإسلامية

هذه المرة، وبعد حادثة الطائرة الأوكرانية، اتسمت هتافات الجماهير الإيرانية الغاضبة بالوضوح والمباشرة والتصريح، إذ وجهوها ضد سليماني، وخامنئي، وولاية الفقيه، ونظام الجمهورية الإسلامية، بما لم يبسق له مثيل. حتى في انتفاضة 2009 بما عرف بالحركة الخضراء، لم تكن بهذا الوضوح، فأقصى ما كانوا يهتفون به «مرگ بر دكتاتور» أي «الموت للدكتاتور»، وكانوا يعنون به خامنئي، أما هذه المرة فاستخدموا مفردة الـ «رهبر»، وتعني القائد، ولا أعرف لماذا تترجم إلى العربية بالمرشد، ولذا سأستخدم المفردة الفارسية «رهبر»، بدلا من «مرشد» أو «قائد». ووصفوا الرهبر بالقاتل بهتاف «سليماني قاتله ورهبرش هم قاتله» أي «سليماني قاتل ورهبره كذلك قاتل». وكذلك هتفوا ضد أصل النظام، معبرين عنه تارة بولاية الفقيه، وأخرى بالجمهورية الإسلامية، فانطلقت هتافات «نمخايم نمخايم جمهوريَ إسلامي» أي «لا نريد لا نريد جمهورية إسلامية»، وكذلك «مرگ بر ولايت فقيه» أي «الموت لولاية الفقيه»، وغيرها. ثم تصاعدت شجاعة المتظاهرين، حتى هتفوا أخيرا بكل وضوح وبتسمية رأس النظام باسمه، متجاوزين التلميح، بمفردة «الدكتاتور»، أو الوصف بمفردة الـ«رهبر»، فهتفوا مؤخرا إلى جانب «مرگ بر أصل ولايت فقيه» أي «الموت لأصل ولاية الفقيه» بـ «مرگ بر خامنئي» أي «الموت لخامنئي».

نحن نعلم كم هو مهم ومصيري إسقاط نظام الجمهوية الإسلامية، للشعب الإيراني الذي يستحق الحرية، ولشعوب المنطقة، لكننا نعلم أيضا كم هو صعب إسقاط هذا النظام المتطرف والمتخلف والدموي، الذي هو على استعداد لتحويل أرض إيران إلى بحر من دماء، من أجل أن يبقى. ولو كان نظام الشاه، مع ما عليه، الذي أسقطته ثورة 1979 بهذه الدرجة من الدموية، ربما لما استطاعت تلك الثورة أن تسقطه، رغم كل عنفوانها. ونعلم إن إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية أصعب بكثير من إسقاط الطبقة السياسية الشيعسلاموية في العراق بأحزابها وميليشياتها وثرواتها الملياردية. لكننا لا نفقد الأمل في سقوط كلاهما، وإن سقوط أي منهما، سيقرب سقوط الثاني، ولكن سقوط نظام الجمهورية الإسلامية الولايتفقيهية سيكون حتما مقدمة لسقوط الإسلاميين الشيعة في العراق، ومعهم شركاؤهم السنة الفاسدون من إسلامويين أو طائفيين وعروبيين، أو كرد مستقوين بإيران على خصومهم السياسيين. أما سقوط الطبقة السياسية الفاسدة في العراق، فلن يؤدي بالضرورة إلى سقوط النظام الإيراني، لكنه سيضعفه إلى حد كبير، لأن إيران ستفقد أهم ساحة نفوذ بها، ألا هي العراق، التي قد تضحي من أجله بلبنان وسوريا واليمن.

وإننا عندما نؤشر على سوء وخطورة النظام الإيراني، لا نغفل عن السعودية وقطر وتركيا. لكن سيبقى سقوط نظام ولاية الفقيه في إيران من أهم ما سيخدم شعوب المنطقة. وعندما نتكلم عن غضب الجماهير الإيرانية وهتافها بموت خامنئي وسقوط نظام الجمهورية الإسلامية، لا نغفل عن وجود أعداد غير قليلة من الشعب الإيراني، مؤيدين لهذا النظام، وهذا أمر يتكرر مع كل نظام ديكتاتوري، إسلاميا كان أو عنصريا، فهناك ما يقارب نصف شعب تركيا هم مؤيدون لأردوغان، وحتى في العراق هناك أعداد غير قليلة مؤيدون للأحزاب الشيعسلامية الفاسدة، وفي ألمانيا النازية كان التأييد واسعا لهتلر، وفي الاتحاد السوڤييتي بعد صعود ستالين إلى قمة السلطة، كانت الأكثرية تؤيده. وعودا إلى إيران، أعتقد إن أكثرية الشعب الإيرانية، بفرسه وتركه وآذرييه وعربه وكرده وبلوشه، يتطلعون سقوط النظام، ومن يدري، لعل حلم الأحرار سيتحقق أسرع مما نتوقع، فإرادة الشعوب لا بد يوما من تفرض نفسها على الواقع.

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات