خاص : ترجمة – آية حسين علي :
نشرت مؤسسة “هنلي وشركاءه” تصنيفها الجديد لجوازات السفر عالميًا؛ مستندة إلى بيانات حصلت عليها بشكل حصري من “اتحاد النقل الجوي الدولي”، (لاتا)، بشأن 107 دولة، وهو عبارة عن ترتيب تنازلي للدول حسب جوازات السفر التي تتيح لحاملها دخول عدد أكبر من الدول دون الحاجة إلى استخراج تأشيرة مسبقة.
آسيا تقود التصنيف..
أوضحت المنظمة، في تقريرها؛ أن الدول الآسيوية جاءت، خلال التصنيف الجديد، على رأس القائمة بفضل سياسات الباب المفتوح والاتفاقات التجارية متبادلة المنفعة، مشيرة إلى أنه على مدار السنوات القليلة الماضية بات واضحًا أن العالم يتكيف مع فكرة التنقل، وأن الدول التي تبنت هذه الظاهرة كجزء من الواقع حققت إزدهارًا وبات مواطنيها يتمتعون بأقوى جوازات السفر عالميًا.
وكشفت المؤسسة، في تقريرها؛ أن هناك إرتباطًا بين حرية السفر والإنتقال وأنواع أخرى من الحريات، مشيرة إلى أنه بشكل عام تكون جوازات سفر الدول ذات التصنيف العالي في مجال “حرية الاستثمار” أقوى، مضيفة أنه بالنظر إلى مؤشر “حرية الإنسان” نجد أن هناك إرتباطًا وثيقًا بين حرية الفرد وحرية السفر من بلد إلى آخر.
وخلال التصنيف الجديد، أحتفظ جواز السفر “الياباني” بالمركز الأول؛ إذ يتيح لحامله دخول 191 دولة، لكن “السنغافوري” هبط إلى المركز الثاني؛ إذ يسمح بدخول 190 دولة، وكان يتشاطر المركز الأول في تصنيف المؤسسة، للعام 2019، كما هبط “الكوري الجنوبي” إلى المركز الثالث إلى جانب “الألماني”، ويسمحا بدخول 189 دولة.
وشهد جواز السفر “الأميركي” تراجعًا كبيرًا، إذ جاء في المركز الثامن، بعدما شغل المركز السادس للعام الماضي، كما كان يتصدر القائمة قبل 6 أعوام، ليحقق بذلك أدنى مستوى له منذ 2010، وإلى جواره يأتي الجواز “البريطاني والبلجيكي والنرويغي واليوناني”، ويسمحوا بدخول 184 دولة.
العرب في مراتب متأخرة والإماراتي يتراجع..
جاءت جوازات سفر الدول العربية في مراتب متأخرة، باستثناء “الإمارات العربية”، التي حجزت لنفسها مكانًا بين أفضل 20 جواز سفر عالميًا، وبحسب التصنيف الأخير يُعد جواز السفر “الإماراتي”، الأول عربيًا والثامن عشر عالميًا، لكنه شهد تراجعًا بمعدل 3 مراتب عن تصنيف العام الماضي؛ إذ شغل المرتبة الـ 15 في قائمة 2019، ويسمح لحامله بدخول 171 دولة بدون تأشيرة مسبقة أو بتأشيرة عند الوصول.
وذكرت المؤسسة، في تقريرها؛ أن التصنيف يُعد نظرة رائعة على عالم سريع التغيير، مضيفة أنه من الأمور البارزة أنه على مدار عقد من الزمان حقق الجواز “الإماراتي” صعودًا متواصلًا، إذ قفز على مدار 10 أعوام 47 مركزًا.
بينما إنقطع ذكر جوازات سفر عربية أخرى في القائمة، حتى ظهرت مرة أخرى في المركز الـ 57، الذي أحتلته “الكويت” محافظة على مكانتها في الترتيب، للعام الثاني على التوالي، ويسمح جواز السفر “الكويتي” بدخول 95 دولة، تليها “قطر” التي استطاعت تحسين ترتيبها، لتقفز إلى المركز الـ 58، وذكر تصنيف العام الماضي أن “القطري” كان يسمح بدخول 86 دولة فقط، وإنما بات في إمكان حامله دخول 93 دولة، وفي المركز الثالث عربيًا يأتي “البحريني”، الـ 63 عالميًا، محققًا تقدمًا ملحوظًا.
وفي إطار إتجاه “المملكة العربية السعودية” ناحية الانفتاح تحسن وضع جواز سفرها، خلال سنة، إذ قفز 6 مراكز ليحتل المرتبة الـ 66 في تصنيف هذا العام، ويسمح لحامله بدخول 77 دولة، ويُعد “السعودي” من بين أبرز جوازات السفر التي حققت قفزات في التصنيف الجديد.
ورغم أن عدد الدول التي يسمح لحامل جواز السفر “المصري” بدخولها لم يرتفع، بحسب بيانات المنظمة الدولية، إلا أن تصنيفه ارتفع بواقع مركزين، ليحتل المركز الـ 93، ويحق لحامله دخول 49 دولة فقط.
واحتلت جوازات دول عربية أخرى المراكز الأخيرة، فجاء “الليبي” في الترتيب الـ 102، يليه “اليمني” في المركز الـ 103، و”السوري” في المركز الـ 105، و”العراقي” في المركز قبل الأخير، فيما أُختتمت القائمة بالجواز “الأفغاني”.
وأضاف التقرير؛ أنه بحسب آخر نتائج أصدرتها “هنلي وشركاءه”، فإن الشعوب باتت محبة للتنقل أكثر من أي وقت مضى، لكنها تشير أيضًا إلى الاختلاف الكبير بين الدول، فبينما يتيح جواز السفر “الياباني” دخول 191 دولة؛ لا يتمكن حامل الجواز “الأفغاني” من دخول سوى 26 دولة فقط، مشيرًا إلى أنه بتحليل البيانات التاريخية يظهر أن فجوة التنقل العالمي هي الأشد منذ أول تنصيف تقدمه المؤسسة، في 2006.