19 نوفمبر، 2024 1:34 م
Search
Close this search box.

بعد رحيل “قابوس” .. هل يتم المحافظة على العلاقات “الإيرانية-العُمانية” الإيجابية في العهد الجديد ؟

بعد رحيل “قابوس” .. هل يتم المحافظة على العلاقات “الإيرانية-العُمانية” الإيجابية في العهد الجديد ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بإعلان وفاة السلطان العُماني، “قابوس بن سعيد”، اختار ديوان السلطنة، “هيثم بن طارق آل سعيد”، وزير الثقافة؛ سلطانًا جديدًا لـ”عُمان”.

وللحديث عن مستقبل “عُمان”، في العهد الجديد؛ وتحديدًا حوزة العلاقات “الإيرانية-العُمانية”، أجرى “عبدالرحمن فتح إلهي”، مراسل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية”، الحوار التالي مع، “محمد صالح صدقيان”، رئيس المركز “العربي” للدراسات الإيرانية وخبير شؤون الشرق الأوسط..

“عُمان” أقرب إلى سياسة “قابوس” بعد رحيله..

“الدبلوماسية الإيرانية” : بعد تسمية، “هيثم بن طارق آل سعيد”، سلطانًا لـ”عُمان”، أبدى الكثيرون توقعاتهم بشأن مستقبل هذه البلاد؛ وبخاصة حوزة السياسات الخارجية. في رأيكم هل تستمر سياسات “مسقط” الحيادية في عهد السلطان الجديد، وهل يتبنى إستراتيجية دبلوماسية براجماتية ؟

“محمد صالح صدقيان” : المسألة المهمة في الإجابة على سؤالكم، أنه لا يمكن حاليًا القطع برأي فيما يخص مستقبل “عُمان”.

فلم تتضح، حتى اللحظة، مواقف السلطان الجديد في حوزات السياسة الداخلية والخارجية. ولكن إنطلاقًا من أنه شغل فترة منصب مساعد وزير الخارجية، وكذلك كان في فترة ما مبعوث السلطان “قابوس” الدبلوماسي الخاص، ثمة احتمال أن تتبنى “عُمان”، في عهد السلطان الجديد، نفس رؤية السلطان “قابوس” في إتباع سياسية حيادية بحتة، والإستراتيجية الدبلوماسية البرغماتية وجهود الوساطة.

وكما تفضلتم بالإشارة؛ يسود حاليًا وضع مأزوم، منطقة الشرق الأوسط. ومما لا شك فيه فهذا الوضع ليس ناجم بالكامل عن التوتر “الإيراني-الأميركي”؛ أو الخصومة بين “طهران” و”الرياض”. وإنما نشأ في جزء منه عن بلورة نوع من القطبية الثنائية بين دول الخليج.

وفي هذا الصدد؛ ما تزال “السعودية” تقف في جهة، مع “الإمارات والبحرين”، إزاء “قطر وعُمان والكويت”، الأمر الذي أحدث صدعًا خطيرًا في “مجلس التعاون الخليجي”. وهذه المسألة قد تزيد من وتيرة التوتر في المنطقة. وعليه سوف تسعى “عُمان” إلى إتباع نفس السياسة الحيادية والحد من التوتر في ظل هذه الأوضاع الحساسة.

مؤشرات استمرار سياسة “عُمان” السابقة نحو “طهران”..

“الدبلوماسية الإيرانية” : نناقش الآن نقطة مهمة وأساسية تتعلق بالعلاقات الدبلوماسية المناسبة بين “طهران” و”مسقط”، في عهد الراحل السلطان “قابوس”. هل سيتبنى السلطان الجديد نفس الرؤية تجاه العلاقات مع “الجمهورية الإيرانية” ؟

“محمد صالح صدقيان” : كما ذكرت؛ فالسلطان الجديد عمل في جهاز “عُمان” الدبلوماسي، وأستبعد، (إنطلاقًا من عمره الذي يناهز 65 عامًا)، أنه يريد إجراء تناقض كبير على سياسات “يوسف بن علوي” والسلطان “قابوس”؛ في بذل المساعي الدبلوماسية الرامية للمحافظة على استمرار العلاقات مع “الجمهورية الإيرانية”، لا سيما أن “بن طارق” يعترف بـ”الجمهورية الإيرانية”؛ باعتبارها أهم قوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط.

وتُجدر ملاحظة هذه المسألة في زيارة السيد، “علي أكبر ولايتي”، الأخيرة إلى “عُمان” ولقاءه “بن طارق”. وهذه المسألة بحد ذاتها تثبت أن السلطان العُماني الجديد سوف يحافظ على العلاقات الراهنة مع “الجمهورية الإيرانية”، بل قد يوطدها ويطورها.

ومجددًا أؤكد أن الثقافة الأصولية السائدة في كل أركان “عُمان” سوف تحول دون إجراء تغييرات عميقة في الهيكل السياسي، الاقتصادي، الثقافي، الاجتماعي، الأمني، العسكري والدبلوماسي العُماني.

مصلحة “عُمان” في لعب دور الوسيط الدبلوماسي..

“الدبلوماسية الإيرانية” : أحد أهم وجوه المساعي الدبلوماسية العُمانية في عهد السلطان “قابوس”، تبني مساعي الوساطة، سواءً في حوزة التوتر الإيراني مع “الرياض”، أو في الأزمات بين “إيران” و”الولايات المتحدة”. الآن هل تُقدم “مسقط” نفسها، في العهد الجديد، كوسيط في هذه الصراعات أم سوف تكتفي بتبني سياسية محايدة ؟

“محمد صالح صدقيان” : الحقيقة أنه كلما إزداد التوتر الإيراني مع “السعودية” أو “الولايات المتحدة”، فسوف تتأثر بنفس الدرجة العلاقات السياسية، الاقتصادية، الدبلوماسية، والأمنية للدول الخليجية.

وعليه سوف تسعى كل هذه الدول، وبخاصة “عُمان”، لاستمرار مساعيها الدبلوماسية للحد من الخصومة والعداء في العلاقات الإيرانية مع “أميركا” و”السعودية”.

لذا سوف يسعى السلطان العُماني الجديد إلى تبني نفس رؤية السلطان “قابوس”، وإلا فقد يعاني المجتمع العُماني، كما الحال في “الكويت” و”البحرين”.

وكما تعلم؛ ثمة قطاع من الكويتيين يؤيد بقوة “الجمهورية الإيرانية”، وهناك أيضًا جزء آخر معارض ويدعم “السعودية”. وقد تسببت هذه الإزدواجية في آثار سلبية سياسية واجتماعية للحكومية الكويتية. الأمر نفسه في “البحرين”، حيث القطبية الثنائية للمجتمع البحريني. وعليه لو تريد “عُمان” إتباع سياسية محايدة محضة وتتخلى عن مساعيها الدبلوماسية للوساطة، فسوف يعاني المجتمع انشقاقًا حادًا في ظل سيادة الثقافة الأصولية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة