29 نوفمبر، 2024 12:42 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. كريم فريد: اللاوعي دائما ما يتخطي القلم ويرسم أفكارنا المطلقة

مع كتابات.. كريم فريد: اللاوعي دائما ما يتخطي القلم ويرسم أفكارنا المطلقة

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“كريم فريد” كاتب مصري، مواليد ١٩٨٧، بكالريوس تجارة ويعمل محاسب في مجال المقاولات. صدر له رواية “ابن خالو ” بالعام ٢٠١٧ عن دار روافد للنشر، ونشر له عدة قصص قصيرة في مجلات ودوريات أدبية. مشارك دائم في فعاليات ورشة الزيتون الأدبية وعدد من الصالونات الثقافية. يعمل حاليا علي رواية جديدة ” شرك” ومجموعة قصصية..

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

  • أعتقد الكتابة نتاج لشغف مبكر القراءة، من حسن الحظ أن والدي قارئ مميز، لذا ومن حسن الحظ حصلت مبكرا على مكتبة أدبية عريضة، أتاحت لى الإطلاع على صنوف الأدب العربي والمترجم، من رواية وقصة قصيرة وشعر، بالإضافة إلى إصدارات متعددة في النقد الأدبي، وهذا ما شجعني على المحاولة، والتجرؤ على الكتابة، وأنا ابن السادسة عشر.

(كتابات) في رواية “ابن خاله” هل هي قصة رمزية عن السلطة وتوحشها؟

  • الرمز مفهوم أساسي في أي رواية، من الجيد أن نكتب حكاية بسيطة ذات طبقات، وأنا كتبت الرواية وفي ذهني الحكاية أولا، لكن اللاوعي دائما ما يتخطي القلم، ويرسم وجهة نظرنا وأفكارنا المطلقة دون إرادة منا، قد تمس حكايتي السلطة وتوحشها وجورها بالفعل، ولكن أي سلطة تحديدا؛ القوة، المال، الحكم، السيطرة اللانهائية على مجريات الأحداث؟ هذا هو السؤال الذي يجيب عنه القارئ حسب إدراكه ومفهومه الخاص للحكاية.

(كتابات) في رواية “ابن خاله” لما جعلت البطل “نور” يتحول من شخصية طيبة إلى شخصية شريرة. وكانت النهاية حزينة؟

  • في ظني ليست هناك شخصيات طيبة وأخرى شريرة، الحياة تشكل الأفراد، وفى كل موقف يتحتم على الإنسان الاختيار، وقد يجبر على طرق بعينها دون أخرى، نور شخصية متمردة من البداية، يفكر ويتساءل ويرفض، التحولات طبيعية وجائزة في ظني، لذا لم أراه طيبا في البداية بالكلية، وكذلك في النهاية لم يكن شريرا في المطلق، كان يتعامل مع المعطيات لا أكثر، ويحاول الحصول على حقوق مشروعه بالنسبة له، بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، أما النهاية فأنا أحب النهايات الواقعية، النهايات الحالمة السعيدة لا مكان لها في العالم لذا من الأفضل أن نضع الأمور في نصابها حتى لا نخدع القارئ بعالم كاذب.

(كتابات) في رواية “ابن خاله” هل استعنت بشخصيات من الواقع أم أنها تعتمد على الخيال بالكامل؟

  • جزء كبير من الشخصيات واقعية، ورأيت وتعاملت معها، وأكاد أجزم أنها كانت النواة الأساسية للعمل وسأخبرك أن عزة سكر وأحمد الكبير وحمادة رنجو وآخرين حقيقين فعلا، الشارع زاخر ومزدحم بالشخصيات والحكايات لذا مساحة الخيال في “ابن خالو” وفى رواية “شرك” محل عملي الحالي محدودة جدا وتكاد تكون معدومة.

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في مصر؟

  • إنتاج أدبي غزير، ومساحات واسعة للقراءة لكن للأسف الحركة النقدية ضعيفة وتخضع لحسابات آخرها الثقافة، هناك العديد والعديد من الأعمال البديعة والكتاب الكبار والشباب المميزين لكن من يعرف الناس بهم، من يشير إليهم عبر منبره، في ظني أن الناقد هو حلقة الوصل بين الكاتب والقارئ، وتعطل هذا الدور وفساده، إضافة إلى تجارية معظم دور النشر وموت الصحافة بشكلها القديم يضعف العملية الثقافية، الإخفاق في الارتقاء بالثقافة مسئولية المثقفين لا غير، ولو أن التفاهة اتجاه عالمي مدعوم لمزيد من تسطيح البشر وتسفيه أفكارهم حتى يسهل السيطرة عليهم.

(كتابات) ما رأيك في حال النشر وهل يدعم الكتاب المبتدئين؟

  • الحكم المطلق على حال النشر الآن لا يصح في رأيي، لو قارنا الوضع الحالي للنشر بالماضي حينما كانت تتحكم بالعملية مؤسسات بعينها قد نجد الفرصة متاحة بشكل أكبر، نعم هناك تجاوزات قد تصل حد التعدي القانوني على الحقوق، هناك أعمال تنشر لا ترتقي ولا تستحق ثمن الأوراق وأولها أعمال تتبع سلاسل وزارة الثقافة مثلا، لكن أنا مع الحرية المطلقة للنشر وفي الأخير الجيد والأصيل سيبقي.

(كتابات) لما اتجهت لكتابة الرواية بالتحديد وهل لك محاولات لكتابة أنواع أخرى من الأدب؟

  • الرواية فضاء واسع وعوالم متداخلة كما الحياة، فالحياة عبارة عن حلقات متداخلة ومتتالية، لا حلقة واحدة، وأنا أحب الحياة وأحب التعبير عنها كما أراها، أكتب حاليا إلى جانب رواية “شرك” مجموعة قصصية أتمني أن أنجح في صياغتها كما أريد فعلا.

(كتابات) ما رأيك في كتابات الشباب في الوقت الحالي على غزارتها؟

  • في رأيي ليس هناك كاتب شاب وكاتب كبير، هناك من يمتلك الحكايات ويجيد صياغتها وهناك آخرين، مصر عامرة بالمبدعين الشباب لكن فقط يحتاجون لإلقاء الضوء عليهم وعلى أعمالهم لا أكثر.

(كتابات) ما رأيك في رواج روايات الرعب والكتابات التي تنال شهرة على وسائل التواصل الاجتماعي وسعي دور النشر إلى نشرها بكثرة؟

  • روايات الرعب والكتابات الخفيفة تخضع للذائقة، ولعمر القارئ وإدراكه الفكري، أعتقد جدا بصلاحيتها كمدخل للقارئ المبتدأ، أما دور النشر فمن الطبيعي أن يبحث عن الربح ولا عيب في هذا لكن المشكلة في التصدي، فلا يصح أن تحدثني عن عمل خفيف باعتباره عمل أدبي عظيم، هارى بوتر حققت مبيعات هائلة ولكنه تصنف للنشأة والمراهقين، الكتابة في المطلق أمر مميز ولكن لا يجب أن نغفل التصنيف، ولا يتغلب البسيط الخاوي على الجيد المثقل.

(كتابات) هناك رواية أخرى لك حدثنا عنها؟

  • أعمل على رواية حاليا “شرك” تتحدث عن أثر الرأسمالية في البنية المجتمعية، أتمني أن أنجح في تبسيط المصطلح وصياغة الحكاية كما أراها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة