قوات الداخلية تداهم سحور البغدادية السياسي

قوات الداخلية تداهم سحور البغدادية السياسي

حاصرت قوة تابعة لوزارة الداخلية العراقية مبنى قناة البغدادية الفضائية في ساعة مبكرة من فجر ‏الجمعة، واحتجزت فريق عمل برنامج سحور سياسي وصادرت هواتفهم النقالة وبطاقاتهم الصحفية، ‏بعد اللقاء الذي أجرته القناة مع واثق البطاط الامين العام لحزب الله في العراق وزعيم مليشيا جيش ‏المختار الذي كشف عن وجود تنسيق واتصال مع الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي.‏

وأبلغ الإعلامي مصطفى الربيعي، مرصد الحريات الصحفية، وهو جزء من فريق اعداد برنامج ‏سحور سياسي، ان قوات أمنية كبيرة حاصرت مقر قناة البغدادية الفضائية الكائن في منطقة ابو نواس ‏وسط بغداد واحتجزت الاعلامي عماد العبادي وكادر برنامجه سحور سياسي لاكثر من ساعة تقريباً ‏وصادرت هواتفهم النقالة وبطاقاتهم الصحفية، بعد عودتهم من لقاء تلفزيوني اجراه العبادي مع قائد ‏جيش المختار في العراق واثق البطاط.‏
وقال احد عناصر حماية البغدادية ان القوات الأمنية قيدته “بأصفاد حديدية وفتشت مبنى القناة على ‏الرغم من خلوه من العاملين”. وذكر، ان “تعداد القوات الامنية التي حاصرت مبنى القناة كان اكثر من ‏‏30 آلية وسيارة عسكرية”. و اوضح ،ان ضباط من القوة التي حاصرت مقر القناة من كل ‏الاتجاهات، أبلغوه بأن “البطاط تجاوز على الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي، وهو الذي ‏أمر بعملية تفتيش القناة والتحقيق مع فريق عمل البرنامج”.‏
وكان البطاط قد كشف خلال برنامج “سحور سياسي” انه على اتصال مباشر بوكيل وزير الداخلية ‏عدنان الاسدي وكانا قد اتفقا على أطلاق تظاهرة في منطقة جسر ديالى، جنوبي شرقي بغداد، تتكون ‏من عشر الاف عنصر من جيش المختار، إلا ان البطاط عاد ليقول ان الاسدي اتصل به في وقت لاحق ‏وأبلغه “انسحبو لان موافقات الحكومة ورئيس الوزراء لم تستحصل”.‏
وكان رئيس الحكومة العراقية وزير الداخلية وكالة نوري المالكي طالب المواطنين بداية هذا العام ‏بالتعاون مع الاجهزة الامنية والإبلاغ عن أماكن تواجد الأمين العام لحزب الله- نهضة العراق واثق ‏البطاط، لإعتقاله باسرع وقت ممكن، متهما اياه بإثارة “الفتنة الطائفية” من خلال تشكيل ( جيش ‏المختار).‏
وبرنامج سحور سياسي يقدم على قناة البغدادية الفضائية منذ 3 سنوات على التوالي يقوم باعداده ‏وتقديمه الإعلامي عماد العبادي.‏
وبلغ مستوى العنف ضد الصحفيين هذا العام أعلى مستوياته، وفقاً لما سجله مرصد الحريات ‏الصحفية، حيث بلغت الإنتهاكات لهذا العام 293 انتهاكاً وصنفت بـ 68 حالة إحتجاز وإعتقال و 95 ‏حالة منع وتضييق و 68 حالة إعتداء بالضرب و7 هجمات مسلحة و 51 إنتهاكاً متفرقاً و13 حالة ‏إغلاق وتعليق رخصة عمل لمؤسسات اعلامية محلية واجنبية في حين سجل هذا العام مقتل صحفيين ‏إثنين، وهو ما يبين ان البيئة الأمنية والقانونية للعمل الصحفي لا تزال هشة ولا توفر الحد الأدنى من ‏‏”السلامة المهنية” في بلد مايزال يعاني آثار العنف والإنقسامات.‏
وطالب مرصد الحريات الصحفية الحكومة العراقية بالتحقيق باستغلال وكيل وزارة الداخلية عدنان ‏الأسدي منصبه الوظيفي وتحريكه قوات أمنية تابعة لمكتبه لمداهمة ومحاصرة مبنى قناة البغدادية ‏واحتجاز صحفيين لأكثر من ساعة والتحقيق معهم دون أمر قضائي ومسوغ قانوني، وما يضاف إلى ‏سجل التضييق والانتهاكات التي تمارسها الاجهزة الحكومية بحق وسائل الإعلام وتقييد حرياتها.‏
مرصد الحريات الصحفية يدعو وزارة الداخلية وبقية الاجهزة الامنية للتمييز بين التغطيات الإعلامية ‏والصحفية وبين ملاحقة الميليشيات والخارجين عن القانون، والابتعاد عن استغلال الضرورات الامنية ‏من أجل ترهيب الإعلام ومحاولة ترويضها بالارهاب المادي والمعنوي. ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة