28 نوفمبر، 2024 10:59 م
Search
Close this search box.

رواية فتاة من ورق.. الحب قوة هائلة تنقذ الإنسان من ضعفه

رواية فتاة من ورق.. الحب قوة هائلة تنقذ الإنسان من ضعفه

 

خاص: قراءة: سماح عادل

رواية “فتاة من ورق” للكاتب الفرنسي “غيوم ميسو” حكاية حب رومانسية تنطوي على مغامرة.

الشخصيات..

طوم بويد: البطل، كاتب في منتصف الثلاثينات من عمره، اشتهر في أمريكا بعد أن كتب روايتين ضمن ثلاثية، وحاز على إعجاب القراء وأصبح غنيا بسبب بيع كتبه. لكنه يقع في حب عازفة وعارضة أزياء، وبعد أن تهجره يصاب بانهيار نفسي ويوشك أن يفقد كل شيء حتى تنقلب حياته.

كارول: شرطية، صديقة البطل منذ الطفولة، كانت تعيش معه في حي فقير في لوس انجلوس ويظلان أصدقاء وتساعده.

ميلو: الصديق الثالث، وكان يعيش مع البطل في نفس الحي، وأصبح فيما بعد وكيل أعماله، وظل يسانده.

بيلي: شخصية في رواية البطل.

وباقي الشخصيات ثانوية، ورغم ذلك يحكي عنها البطل وعن ماضيها.

الراوي..

راو عليم، يحكي منذ البداية، ويستعين بأخبار من الصحف عن البطل وصديقته “ارور” عارضة الأزياء، ثم ينقسم الحكي ما بين هذا الراو العليم وما بين “طوم”، الذي يحكي بصوته وبضمير المتكلم عن نفسه وعن باقي الشخصيات.

السرد..

الرواية قصة حب تعتمد على أجواء المغامرة، والحكي الغرائبي، حيث جزء كبير من الرواية يعتمد على إيهام القارئ أن شخصية “بيلي” هي شخصية من رواية البطل، سقطت من كتاب معيب، لكن ينكشف قرب نهاية الرواية أنها ممثلة، اتفق معها صديق “طوم” على القيام بهذا الدور. تعزز الرواية عدة قيم في قالب من الأحداث المتسارعة والمزدحمة، لتنتهي نهاية سعيدة. تقع الرواية في حوالي ٤٤٦ من القطع المتوسط.

الحب قوة هائلة تنقذ الإنسان من ضعفه

تحكي الرواية عن الكاتب “طوم” الشهير الذي بلغت شهرته الآفاق، رغم أنه تربي في حي فقير في لوس انجلوس يمتلئ بالجريمة وبالعصابات وبتجارة المخدرات. وقد ساعد صديقين له، هما صديقيه المقربين “ميلو” و”كارول”، على تجاوز تلك الحياة الفقيرة التي كانت تنبئ بمستقبل سيء، وفي المقابل حين انهار بعد أن هجرته حبيبته عارضة الأزياء قاما الاثنان بمساعدته، والسعي بكل الطرق لإخراجه من انهياره النفسي الكبير. بعد أن حبس نفسه عدة أشهر بمنزله، ممتنعا عن الكتابة، يتناول أدوية مضادة للقلق والاكتئاب، وأدوية اقرب إلى المخدرات.

ثم تظهر له “بيلي” فتاة في منتصف العشرينات، تقنعه أنها شخصية من روايته، وأنها تريد العودة مرة أخرى، وأنها ستساعده على استعادة حبيبته في مقابل مواصلة الكتابة، لكي تعود إلى العالم الخيالي الذي أتت منه.

وبعد سلسله من المغامرات والأحداث يستطيع “طوم” أن يستفيق من انهياره ويعود إلى الكتابة، بعد أن كان قد فقد الأمل تماما في أن يكتب مرة أخرى. ذلك إرضاء ل”بيلي” التي أحبها واقترب منها، وعاش معها قصة حب ساحرة. هي أيضا تغيرت وأصبحت قارئة ممتازة، وازداد وعيها بفضل “طوم” لكنها تركته في النهاية بدعوى أنها عادت إلى عالم الخيال.

وقد اعترف “ميلو” ل”طوم” بأنه استأجرها لتقوم بهذه اللعبة، ولكن “طوم” لم يحاول استعادتها، وإنما كتب رواية عن تجربتها معه، وسعت هي لمقابلته وانتهت الرواية بعودتهما معا.

أشارت الرواية أثناء الحكي إلى الفترة التي حكم فيها بوش في فترة التسعينات، والتي كانت سببا في ازدياد فجوة بين الطبقات، وكانت اتجاهات الحكم ضد مصالح الفقراء، وتسعى بشكل واضح إلى الانحياز للأغنياء مما خلف حالة من التمرد بين صفوف الفقراء، وحدثت حالات شغب ونهب في الأحياء الفقيرة، وكان منها الحي الذي يسكن فيه البطل. كما أشار البطل إلى إمكانية الصعود الطبقي في أمريكا مثلما حدث مع الكاتب الذي أصبح من الأغنياء بمجرد أن أصبح كاتبا مشهورا وكذا تحول “كارول” لشرطية .

كما اهتمت الرواية بالحكي عن الكتابة، وكيف يختار الكاتب الشخصيات داخل رواياته، أو يرسمها في خياله، كما تناولت فكرة هامة وهي علاقة القارئ بالنص، وكيف أن القارئ يعطي للنص أهميته، حين يتحول العالم الخيالي الذي رسمه الكاتب ليصبح متحققا في ذهن القارئ.

كما أن القارئ يعطي للنص زخمه وثراءه وتفسيراته المتعددة والغنية، وتمثل ذلك في الكتاب المعيب الذي يشغل نص الرواية جزء منه، بينما باقي الكتاب عبارة عن ورق أبيض، وقد أبدع القراء الذين وقع في أيديهم كتاب “طوم “المعيب في تسجيل لحظات حياتهم الهامة في تلك الصفحات البيضاء، وحرص كل واحد منهم على تمرير الكتاب لكي يتمتع به قارئ آخر ويضيف إليه من ذاته.

الرواية تؤكد على معنى أن الحب مثلما يدمر الإنسان ويفقده أمانه واستقراره، إذا أساء الشخص اختيار الشريك أو تم التلاعب بمشاعره أو استغلالها، أو حتى إذا لم يفهم الشريكان حاجات ودوافع وشخصيات بعضهما ، فإن الحب أيضا يمثل الأمان، والدافع للإنسان لكي يحسن من نفسه ويصلح أخطاءه ويعيد حياته إلى مسارها الصحيح، وقد يفعل الحب المعجزات حتى أنه أخرج “طوم” من حالة اليأس الشديد إلى حالة الإبداع والإنتاج والتحدي.

الكاتب..

“غيوم ميسو”, ولد في 1974، في فرنسا، تخرج من جامعة “نيس صوفيا انتيبوليس”.. ويعد واحد من أشهر الروائيين الفرنسيين, وتوضع رواياته في قوائم أفضل المبيعات. رحل “ميسو” إلى أميركا وهو في التاسعة عشر من عمره, عاش في ولاية “نيويورك” عدة أشهر, وكان يبيع الآيس كريم ليستطيع أن يعيش هناك، ثم عاد إلى فرنسا.

صدرت أولى رواياته في 2001 ولم تحقق النجاح المطلوب, ثم توالت روايته الناجحة حتى صار من أشهر مؤلفي فرنسا، ترجمت بعض رواياته إلى أكثر من عشرين لغة.

أعماله..

1 . “وبعد”، 2004

2 . “أنقذني”، 2005

3 . “لأنني أحبك”، 2007

4 . “فتاة من ورق”، 2010

5 . “نداء الملاك”، 2011

6 . “بعد سبع سنوات”، 2012

7 . “غدا”، 2013

8 . “سنترال بارك”، 2014

9 . “اللحظة الراهنة”، 2015

10 . “فتاة بروكلين”،  2016

 

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة