18 نوفمبر، 2024 4:41 م
Search
Close this search box.

روسيا .. أكبر مستفيد من شبح الحرب بين إيران والولايات المتحدة !

روسيا .. أكبر مستفيد من شبح الحرب بين إيران والولايات المتحدة !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

قُبيل ساعات من الهجوم الصاروخي الذي نفذته “إيران” ضد القوات الأميركية المتواجدة في “العراق”؛ انتقاما لاغتيال قائد (فيلق القدس)، “قاسم سليماني”؛ قام الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، بزيارة “دمشق” ولقاء نظيره السوري، “بشار الأسد”، لبحث تداعيات الأزمة المتفاقمة بين “طهران” و”واشنطن”، بحسب مقال نشره موقع (نتسيف نت) العبري.

موسكو تستغل التطورات لصالحها..

بحسب المقال؛ فإن “روسيا” كانت قد نددت مرارًا بعملية الاغتيال التي نفذها الطيران الأميركي في “بغداد” لتصفية “سليماني”. لكن من الصواب والطبيعي أن تسعى القيادة في “موسكو” لاستغلال تطورات الأوضاع لصالح “روسيا”.

ومن الجدير بالذكر؛ أن العلاقان بين “موسكو” و”طهران” قد ساءت، منذ بداية الصراع في “سوريا”، ثم أصبحت أكثر سوءًا منذ انسحاب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، من الاتفاقية النووية المبرمة مع “إيران”، عام 2015.

وفي ظل تدهور العلاقات بين “طهران” و”واشنطن”؛ حدث تقارب بين “روسيا” و”إيران” بسبب التعاون العسكري المشترك في “سوريا” – لذلك فإن أي نزاع بين “إيران” و”الولايات المتحدة” سوف تستغله “روسيا” لتعزيز مكانتها في المنطقة كلها. إذ يمكن لـ”روسيا” على أقل تقدير، أن تُظهر لدول المنطقة بأن “الولايات المتحدة” دولة عدوانية تخترق القانون الدولي، وهذا من شأنه أن يدفع تدريجيًا لاعبين إقليميين  وحلفاء دوليين للتشكيك في تعاونهم مع “الولايات المتحدة”.

تركيا في الخندق الروسي !

على الرغم من أن “الولايات المتحدة” و”حلف شمال الأطلسي” قد طالبا بإقالة الرئيس، “الأسد”، إلا أن “روسيا” دعمت النظام السوري؛ فظل “الأسد” في سدة الحكم، وعندما انسحبت “الولايات المتحدة” من “سوريا”؛ أصبح “الأسد” و”بوتين” يسيطران على مجريات الأمور هناك.

وعندما بدأ الدعم الروسي للرئيس، “الأسد”، كان هدف “موسكو” هو تقويض المصالح الأميركية وتعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، وبعد ذلك بأربع سنوات أدت الانتصارات الروسية في النزاع السوري، إلى تدخل إحدى أعضاء حلف (الناتو)؛ وهي “تركيا”، في المنطقة لتعزيز مكانتها كداعمة أجنبية مهمة بالنسبة لـ”روسيا” – وكل ذلك بهدف تقويض النفوذ الأميركي.

روسيا تملأ الفراغ الأميركي..

يرى مقال (نتسيف نت)؛ أنه برغم المبررات المنطقية لقرارات السياسة الخارجية الأميركية، لا سيما القرار الأخير بالتخلي عن الشركاء الأكراد في “سوريا”، إلا أن مثل تلك القرارات قد تؤدي في محصلتها النهائية إلى خلق فراغ تستغله “روسيا” فتحل محل “الولايات المتحدة”.

كما أن عملية اغتيال، “سليماني”، وأي عملية عسكرية أخرى تنفذها الإدارة الأميركية، تؤدي بشكل واضح إلى تعزيز مكانة “روسيا”، ليس فقط داخل “سوريا”، وإنما في أرجاء منطقة الشرق الأوسط.

الانسحاب الأميركي من العراق يُعزز النفوذ الروسي !

يشير المقال إلى أن حكومة “بغداد” قد أبدت غضبها الشديد بسبب إنتهاك، “الولايات المتحدة”، لسيادة “العراق”. والآن ستطالب “بغداد”، “الولايات المتحدة”، بسحب قواتها العسكرية من “العراق”.

وإذا خرجت القوات الأميركية من “العراق”؛ فلن يمكن لـ”الولايات المتحدة” أن تحافظ على وجودها في “سوريا”؛ وسيؤدي مثل هذا الفراغ إلى منح “روسيا” إمكانية التأثير والمراوغة في ربوع المنطقة.

وبالطبع فإن “روسيا” تتطلع لتعزيز مكانتها كوسيط إقليمي قوي، وبذلك ستزيد من قوة نفوذها الإقليمي والدولي.

روسيا تُوقِع بين واشنطن وحلفائها !

إلى جانب تعزيز مكانة “روسيا” في المنطقة؛ فإن اغتيال “سليماني” يخدم الأهداف الروسية في إحداث وقيعة بين “الولايات المتحدة” وحلفائها، وإظهار “الولايات المتحدة” أمام المجتمع الدولي وكأنها دولة عدوانية لا يمكن التعويل عليها.

ولقد تمكنت “روسيا” بالفعل من إفساد العلاقات التي تربط “الولايات المتحدة” ببعض حلفائها في الشرق الأوسط، والمثال الأبرز في ذلك هي “تركيا”. فعلى الرغم من تباين مواقف “تركيا” و”روسيا” إزاء الشأن السوري؛ إلا أنهما تشرفان معًا، على العمليات العسكرية في منطقة شمال “سوريا” بفضل اتفاق استثنائي تم إبرامه، في الـ 22 من تشرين أول/أكتوبر الماضي. كما أن الدولتين تنسقان المواقف بينهما بشأن الأزمة الأخيرة في الشرق الأوسط.

السياسة الأميركية تخدم المصلحة الروسية !

ربما يكون الأمر مفيدًا بالنسبة لـ”روسيا”؛ لو أرادت “الولايات المتحدة” إنتهاج سياسة أكثر حزمًا تجاه “إيران”، لأن ذلك سؤدي إلى مزيد من فقدان الثقة بين “الولايات المتحدة” وحلفائها الأوروبيين.

خاصة أن القرارات الأميركية الأخيرة، تجاه الشرق الأوسط، خلقت حالة من الإحباط لدى الحلفاء الأوروبيين؛ إذ تقول التقارير إن إدارة الرئيس، “ترامب”، لم تُبلغ حتى “بريطانا” أو باقي الحلفاء الأوروبيين قبل تنفيذ عملية اغتيال، “سليماني”.

وإذا لم ترعي “الولايات المتحدة” مشاعر حلفائها، فإنها قد تجد نفسها في نهاية المطاف منعزلة أكثر على الساحة الدولية.

فرصة موسكو لبسط لنفوذ !

لا زالت “روسيا”، حتى هذه اللحظة؛ تُحسن استغلال التصرفات الأميركية الحمقاء في منطقة الشرق الأوسط؛ حتى بصرف النظر، إن كانت هناك حرب وشيكة بين “واشنطن” و”طهران” أم لا.

خلاصة الأمر؛ أن التصرفات الأميركية ستعزز الهيمنة الروسية في المنطقة، وستُحول المشاعر الإقليمية والدولية ضد “الولايات المتحدة”.

وطالما واصلت “روسيا” تعاونها مع جميع دول المنطقة، وتمكنت من حفظ الاستقرار في “سوريا”؛ فستكون لدى “موسكو” فرصة مواتية لبسط نفوذها في الشرق الأوسط على حساب “الولايات المتحدة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة