3 نوفمبر، 2024 12:37 ص
Search
Close this search box.

الأزياء تشذب اخطاء الطبيعة .. القماش والكونكريت مساكن للروح والجسد

الأزياء تشذب اخطاء الطبيعة .. القماش والكونكريت مساكن للروح والجسد

• الانسان يكيف البيئة لرفاهه
• لثياب تعيد تصنيع الانوثة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المظهر يحقق تكاملا انثويا واثقا من وجوده، ما يقيل العثرات ويرصن الخطوات؛ وصولا الى مجتمع مثالي؛ تشكل المرأة نصفه وتربي النصف الثاني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منح الله.. سبحانه وتعالى، الفصائل الحيوانية كافة، مرونة بايلوجية، في التكيف، مع ظروف المحيط الطبيعي، الا الانسان، فهو الفصيلة الحيوانية الوحيدة، التي خلقها الله، بطيئة التحولات، لا تظهر عليها الصفات المكتسبة بيئيا، الا عبر قرون؛ نظير استعدادات عقلية، تمكنه من تكييف المحيط، مع بنيته الجسدية، وحسب احتياجاته.
فهو يبني البيوت، مصداتٍ، اتقاءَ الحرِ والبردِ والشمسِ والمطرِ، ويشق الانهارَ والقنواتِ؛ وصولا بالماء، الى قرى ومدن بعيدة، ويسقي مزارع لا تمت بصلة قربى جغرافية الى مصادر الماء.
يتبلور وجود الانسان من مستويات يتداخل فيها مع الخارج، بدءاً من الثياب الملتصقة بجسده، وانتهاءً بالابنية التي يقطنها.. سكنا وعملا وترفيها.
بين هذين الحدين.. الثياب والمباني، يسكن الانسان، القماش اولا والكونكريت ثانيا.
وبعد تجاوز المستوى البدائي، من التعامل مع الثياب، محققة للانسان ستر العورة والحماية من دفء وبرد، حسب تعاقب الفصول، انتقل العقل البشري، الى التفنن بالثياب، استعراضا لمكامن الابداع التكاملية، بين جمال الجسد البشري، والثياب، التي وظفتها العقلية التصميمية، منذ بواكير الفطرة الاولى للمنظومات الحضارية، الى ان تفوقت التكنلوجيا في تدريب مصممي الازياء العظام.. سوبر ستار.
تواصلت عبر الازياء وسامة الانسان التي ابدع الله في خلقها على صورته المقدسة، مع حياة فارهة الحضارة، تتقدم بتسارع يفوق التصور، نحو تشذيب اخطاء الطبيعة.
لم يعد الفن الخدمي المعني بتصيم الازياء، واقفا عند ما يسمح به جسد الانثى من جمال، انما يعيد تصميم الجسد، ولا يكتفي باستعراض جماله، انما يضفي عليه، جمالا يتسق مع المظهر العام للمرأة، وكأن ما اضيف اليها، جزء طبيعي من حسنها.
المصممون العالميون، ودور الازياء، البسيطة، صارت تساعد الانوثة، على التخلص من قصورها، وتحقق لها ما تريد من جمال يبدو فطريا غير مصنع، كما لو ان البنت نزلت من رحم امها بالقياسات التي تريدها.
انه فن يعطي للانسان فرصة اعادة تخليق ذاته؛ واقول ذاته، قاصدا التداخل بين مظهر الفرد وجوهره، من صفات شكلية ومعنوية؛ لأن جمال الشكل يمنح الانسان شخصية متوازنة مع قدرها، واي شعور بالخلل المظهري، يتفاعل مع عقل الانسان، فيلتاث به ذاهبا الى احدى اثنين لا ثالث لهما: العدوان ضد الآخرين الذين تشعره نظراتهم باخطائه الخلقية، او الخنوع لقدره المنحط فطريا، فيصبح انتماؤه عالة…
الا ما رحم ربي بالتمكين، فثمة من لا يقف عند مظهره وسيما كان ام دون ذلك، انما يبني حياته على ملكات ومواهب ومكتسبات خارج منظومة القبح والجمال؛ فيحقق للمحيط ما اسلفنا، من نحت ايجابي في الطبيعة، لتثبيت مواضع الحضارة المتقدمة، تأسيسا على فطرة الله البسيطة.
عودا الى الثياب.. بعد ان نضجت فنون تصميم الازياء، خرجت من احتكار الاميرات ونجمات السينما وزوجات رؤساء الجمهوريات؛ صرنا نرى في الاسواق، تصنيعا تجاريا، متيسر الاسعار للبنات من ذوات الدخل المعقول، يمكنها من ان تبدو اميرة، ان ارادت عنقا طويلا، استطال (التشيرت) به وان ارادت صدرا عالية او واطئا، علاه او وطأه الزي، كما تشاء، نزولا للخصر والاداف ومحيط الدمك والاحذية وسوى ذلك من انطقة الحوار الحيي.
الازياء انفتحت كالاجهزة والادوية، فما بدأ غالي الثمن، صار يصنع تجاريا، بمواصفات، اغنت حتى المتنفذة عن انفاق مبالغ باهظة في الشراء.
اذ رأيت تنورات وقمصان وفساتين، في متاجر بسيطة، تعيد تصنيع الانوثة بجدارة مبهرة! محققة للانثى ما تشاء ان تظهر عليه، امام من يعنيها الظهور امامهم بشكل ما محدد المواصفات.
وبهذا يتحقق استقرار سوسيولوجي؛ لأن البنت التي تستطيع التحكم، باسقاطات شكلها على المجتمع، وفق ما تريد وما تتفق بشأنه مع من تريد، تثق بذاتها، وتشعر بالتكامل التام، لدواخلها مع مظهرها انتهاءً بما تشعه من صورة في اعين الآخرين.
وبهذا تحقق تكاملا انثويا واثقا من وجوده في المجتمع، ما يقيل عثراتها ويعمق رصانة خطواتها في السلوك العام؛ فتقل الاخطاء وتنتشر الحسنات، في عموم المجتمع؛ لأن المرأة تشكل نصفه وتربي النصف الثاني.
ما يجعل تصميم الازياء ليس فنا خدميا فقط،انما اتكيت وعلاجا نفسيا.

أحدث المقالات