18 نوفمبر، 2024 2:38 ص
Search
Close this search box.

“بوتين” بين دمشق وأنقرة .. للحد من تداعيات اغتيال “سليماني” وإقناع “إردوغان” بعدم التدخل في ليبيا !

“بوتين” بين دمشق وأنقرة .. للحد من تداعيات اغتيال “سليماني” وإقناع “إردوغان” بعدم التدخل في ليبيا !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يقول المحلل الإسرائيلي، “عوديد غرانوت”: إن وسائل الإعلام السورية والروسية قامت بتغطية الزيارة المفاجئة التي أجراها الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، ووزير دفاعه، “سيرغي شويغو”، إلى “سوريا” ولقاء القمة مع الرئيس، “بشار الأسد”؛ داخل مقر القيادة العسكرية الروسية في “دمشق”.

لكن وسائل الإعلام الروسية لم تتطرق إلى المخاوف الحقيقية التي تراود المسؤولين في “الكرملين”، وهي أن منطقة الشرق الأوسط باتت بكاملها على وشك الإشتعال في أي لحظة، لا سيما بعد اغتيال قائد (فيلق القدس) الإيراني، الجنرال “قاسم سليماني”.

موقف روسي غير متوقع !

ومن بين ما يؤكد مخاوف الرئيس، “بوتين”، هو الرد الروسي الحذر على عملية الاغتيال، التي نفذتها القوات الأميركية في “بغداد”.

من المعلوم أن “روسيا” و”إيران” في ظاهر الأمر حليفتان، ولقد قامت الدولتان مؤخرًا بإجراء مناورات بحرية مشتركة في شمال “المحيط الهندي”. لذا فقد كان متوقعًا أن يوجه الرئيس، “بوتين”، اتهامات شديدة اللهجة للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، على تنفيذه تلك العملية، “غير المسؤولة”؛ كما كان متوقعًا أيضًا أن يبدي، “بوتين”، تعاطفه مع المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، ويدعم حق “إيران” في شن عملية انتقامية قوية ومؤلمة.

لكن كل ذلك لم يحدث؛ بل إكتفى الروس بمجرد إصدار بيان شجب ضعيف لعملية الاغتيال وبإجراء المسؤولين الروس اتصالات هاتفية لتعزية نظرائهم الإيرانيين. وكل ذلك بالطبع له أسبابه.

“بوتين” يشتم رائحة الخطر..

يضيف “غرانوت” بأنه: ينبغي أن نعلم بأن الرئيس الروسي، “بوتين”، هو أفضل رئيس على مستوى العالم؛ ليس فقط في إغتنام الفرص وإحراز المكاسب السياسية، وإنما أيضًا في إدراك المخاطر المتوقعة.

فالرئس الروسي؛ بعد اغتيال “سليماني” في العاصمة العراقية، أخذ يشتم رائحة الخطر، وهو يعلم أن قيام الإيرانيين برد فعل انتقامي متهور ضد القوات الأميركية المنتشرة في أرجاء الشرق الأوسط؛ سوف يتبعه بالتأكيد رد فعل قاسٍ وغير متوازنٍ من جانب  الدولة العظمى الأقوى في العالم، وعليه فإن المنطقة باتت مرشحة للإشتعال في أي لحظة، مما يُعرض مصالح “روسيا” للخطر.

أسباب القلق الروسي..

بحسب المحلل الإسرائيلي؛ فإن هناك بطبيعة الحال، قضيتين رئيسيتين تُثيران قلق الرئيس، “بوتين”، وهما  تتعلقان بالأوضاع في “سوريا”؛ التي تُعد أهم معقل للقوات الروسية في منطقة الشرق الاوسط.

القضية  الأولى، التي تُقلق “بوتين”؛ هي وجود القوات الأميركية التي لا تزال منتشرة في شرق “سوريا”. فإذا حاول الإيرانيون المساس بتلك القوات؛ فإن “الولايات المتحدة” ستشن عمليات عسكرية، ليس فقط في “سوريا”، وإنما أيضًا في أي مكان تتواجد فيه ميليشيات موالية لـ”إيران”. وهذا السيناريو سيُربك حسابات القوات الروسية المتواجدة في “سوريا”.

أما القضية الأخرى، التي تُقلق “بوتين”، فهي احتمال تَلقِّي تلك الميليشيا أوامر من “طهران” بشن عمليات ضد “إسرائيل” إنطلاقًا من الأراضي السورية؛ ضمن حملة الانتقام لمقتل قائد (فيلق القدس) الإيراني. وفي هذه الحالة يُدرك “بوتين” أن “إسرائيل” لن تقبل بأي إعتداء عبر الحدود السورية؛ وسوف ترد بقوة، بل ربما ستتجاوز الخطوط الحمراء؛ التي وضعتها الدولتان؛ مثل عدم ضرب مفاصل القوة لدى نظام “الأسد”.

“بوتين” يود تهدئة الجبهة لسورية !

وهناك مصادر روسية قد أعلنت أن زيارة “بوتين” المفاجئة لـ”دمشق” تُعد محاولة منه للتأكد من أن الرئيس، “الأسد”، سيعمل على كبح جماح الميليشيا الشيعية الموالية لـ”إيران”؛ والمتواجدة داخل الأراضي السورية.

إذ يود الرئيس الروسي أن يسود الهدوء في “سوريا”، وهو من المفترض أن يبحث ذلك أيضًا مع القيادة الإسرائيلية عند زيارته القريبة للدولة العبرية؛ وهي الزيارة التي سبق التنسيق لها، ولكنها أصبحت ضرورية جدًا، بعد اغتيال “سليماني”.

لكن كل ذلك شريطة ألا يسارع الإيرانيون بالرد من داخل “سوريا” قبل الزيارة المرتقبة.

يُقنع “إردوغان” بترك الملف الليبي !

يُوضح الكاتب الإسرائيلي أن الرئيس، “بوتين”، أنهى زيارته إلى “سوريا”؛ ثم توجه على الفور إلى “أنقرة” لتهدئة الأمور ونزع فتيل الأزمة في منطقة أخرى، حيث ستشهد “ليبيا”، خلال الأيام المقبلة، حربًا خطيرة بين مرتزقة روس يدعمون جيش، اللواء “خليفة حفتر”، وبين المرتزقة الذين أرسلتهم “تركيا” لدعم “حكومة الوفاق” الليبية في “طرابلس”.

وتأتي زيارة “بوتين” إلى “تركيا” لإقناع الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، بأن الحرب في “ليبيا” محسومة لصالح الجنرال “حفتر”؛ لأن جيشيه قد أحكم السيطرة على معظم مساحة الأراضي الليبية، وأنه من الأفضل لكل من “موسكو” و”أنقرة” التعاون معًا في الشأن السوري من أجل نزع فتيل الأزمة الكبري عند الحدود المجاورة لـ”تركيا”.

فإذا نجح “بوتين” في تلك المهمة، فإن “ليبيا” سوف تُصبح هي المعقل البحري الثاني لـ”روسيا” في “حوض البحر المتوسط”؛ بعد “سوريا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة