17 نوفمبر، 2024 9:54 م
Search
Close this search box.

بضربها المواقع العسكرية الأميركية .. إيران تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار مع العراق !

بضربها المواقع العسكرية الأميركية .. إيران تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار مع العراق !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في رد إيراني إنتهك سيادة “العراق”، أقدمت “إيران” على شن هجماتٍ صاروخيةٍ ضد قاعدتين عسكريتين أميركيتين في “العراق”، بإطلاق اثنى عشر صاروخًا موجهًا صوب قاعدتي “عين الأسد”، بمحافظة “الأنبار”، و”أربيل”.

الخطوة الإيرانية جاءت ردًا على مقتل الجنرال العسكري الإيراني، “قاسم سليماني”، قائد (فيلق القدس)؛ التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، في “بغداد”، يوم الجمعة الماضي، في غارةٍ أميركيةٍ بالقرب من مطار العاصمة العراقية، خلفت ردود فعلٍ غاضبةٍ في “إيران”، وسط دعوات الثأر للقائد العسكري البارز داخل الشارع الإيراني.

الأمر الذي دفع “إيران” لشن هجماتٍ صاروخيةٍ على قاعدتين أميركيتين، بالتزامن مع مراسم دفن “سليماني”، في مسقط رأسه بمدينة “كرمان”، جنوب غرب البلاد.

وقال “الحرس الثوري” الإيراني؛ إنه قتل 80 جنديًا أميركيًا في إحصاءٍ مبدئيٍ للضحايا، بينما لم ترد أي أرقام رسمية من “وزارة الدفاع الأميركية”، (البنتاغون)، حول الخسائر التي لحقت بالقوات الأميركية جراء القصف الإيراني العنيف، إلا أن “ترامب” صرح بأنه لا توجد خسائر.

وكما اعترضت الحكومة العراقية على الضربة الأميركية لـ”سليماني”، اعترضت أيضًا على الضربة الإيرانية للقواعد الأميركية على أرضها، إلا أن ما أثار الدهشة هو صمت رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال، “عادل عبدالمهدي”، لذلك.

نرفض أن يتحول العراق لساحة حرب..

فأعرب رئيس الجمهورية العراقي، “برهم صالح”، أمس، عن استنكاره للقصف الصاروخي الإيراني الذي طال المواقع العسكرية في بلاده؛ والتي تضم جنودًا أميركيين.

وقال “صالح”، في بيان؛ إن رئاسة الجمهورية “تجدد رفضها الخرق المتكرر للسيادة الوطنية وتحويل العراق إلى ساحة حرب للأطراف المتنازعة”.

وأوضح البيان أن؛ مؤسسة الرئاسة تتابع بقلق بالغ التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، وتستنكر القصف الصاروخي الإيراني الذي طال مواقع عسكرية على الاراضي العراقية، وتجدد رفضها الخرق المتكرر للسيادة الوطنية وتحويل “العراق” إلى ساحة حرب للأطراف المتنازعة.

وأكد البيان على أن “العراق” سبق له رفض أن يكون: “منطلقًا للإعتداء على أية دولة، كما يرفض أن يكون مصدر تهديد لأيّ من جيرانه، بل دعامة للاستقرار ومساحة لتلاقي المصالح بين شعوب المنطقة”، مشيرًا إلى أن سيادة “العراق” وأمنه “يجب أن يصانا وفق المواثيق الدولية والعلاقات والاتفاقات الثنائية”.

وشدد البيان على أن وجود قوات “التحالف الدولي” في “العراق” تم على أساس الاتفاقات المبرمة بين  حكومة “بغداد” والدول التي تُشكل التحالف منها لضرورات محاربة الإرهاب، منوهًا إلى أن “سياق ومصير تواجد هذه القوات هو شأن داخلي عراقي؛ معنية به الحكومة ومجلس النواب العراقي، وفق الأطر القانونية والدستورية والدبلوماسية، وعلى أساس التوافق الوطني وأولويات الأمن الوطني”.

ودعا الرئيس العراقي، كل الأطراف، إلى ضبط النفس والحكمة وتغليب لغة الحوار وعدم الإنجرار إلى حرب مفتوحة تهدد أمن وسلم المنطقة والعالم.

وختم البيان بالقول؛ إن: “الأوقات العصيبة وفي مجابهة التحديات الخطيرة التي نواجهها في العراق، نؤكد على وحدة شعبنا وتماسكه لحماية سيادة البلد ومنع زجه في أتون حرب جديدة”.

استدعاء السفير الإيراني..

من جهتها؛ قالت “وزارة الخارجية” العراقية إنها تعترض على الهجوم الصاروخي الإيراني على القواعد العسكرية العراقية، وسوف تستدعي سفير “طهران” في “بغداد” لنقل رسالة احتجاج.

وأضافت الوزارة في بيان: “إن وزارة الخارجية إذ ترفض تلك الإعتداءات وتُعدها خرقًا للسيادة العراقية؛ فإنها تدعو جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس والعمل على تخفيض التوتر بالمنطقة وعدم جعل العراق ساحة حرب لتصفية حساباتهم”.

وقالت في البيان: “كما تشدد، (الوزارة)، على أن العراق بلد مستقل وأن أمنه الداخلي يحظى بالأولوية والاهتمام البالغين؛ ولن نسمح بأن يكون ساحة صراعات أو ممرًا لتنفيذ إعتداءات”.

وتابع البيان: “ستقوم وزارة الخارجية باستدعاء سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإبلاغه بما تقدم”.

“الحلبوسي” يطالب الحكومة بإتخاذ خطوات تحافظ على سيادة العراق..

ومن جهته؛ أدان رئيس مجلس النواب العراقي، “محمد الحلبوسي”، ما وصفه بـ”الإنتهاك الإيراني” للسيادة العراقية، داعيًا، الحكومة العراقية، لإتخاذ الخطوات اللازمة لحفظ سيادة “العراق”، وإبعاده عن دائرة الصراع.

وقال “الحلبوسي”: “في الوقت الذي ندين فيه الإنتهاك الإيراني للسيادة العراقية، فجر أمس، نؤكد رفضنا القاطع لمحاولة الأطراف المتنازعة استخدام الساحة العراقية في تصفية الحسابات”.

إلا أن الضربات الجوية الإيرانية فتحت المجال للحديث عن مدى إنتهاك “إيران” لاتفاق وقف إطلاق النار، المبرم مع “العراق”، قبل أكثر من ثلاثة عقود، وهو الاتفاق الذي وضع حدًا للحرب الخليجية الأولى.

اتفاق وقف إطلاق النار..

تلك الحرب الضروس دارت رحاها، بين عامي 1980 و1988، قبل أن تضع أوزارها، في تموز/يوليو عام 1988، مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين “العراق” و”إيران”، والذي رعاه “مجلس الأمن الدولي”؛ التابع لـ”الأمم المتحدة”.

ودعا قرار “مجلس الأمن” رقم 598، الصادر في هذا الشأن آنذاك، إلى وقف فوري لإطلاق النار بين “إيران” و”العراق” وإعادة أسرى الحرب إلى وطنهم، وانسحاب الطرفين إلى الحدود الدولية.

ونصّ القرار على ضرورة عدم اختراق أي بلدٍ مجال البلد الأخرى، وهو ما لم يحدث في العملية الإيرانية، الليلة الماضية، فضربت “إيران” القواعد الأميركية في قلب الأراضي العراقية.

إيران أبلغت العراق بالضربة..

وكان الجيش العراقي قد ذكر، على لسان المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة، “عبدالكريم خلف”، أن الجيش تلقى رسالةً من الجانب الإيراني، قبيل الشروع في ضرب القواعد الأميركية، لإبلاغه بضلوع “إيران” في شن عمليات انتقامية للثأر من مقتل “سليماني”.

وقال “خلف”: “بعد منتصف الليل بقليل، من اليوم الأربعاء، تلقينا رسالة شفوية رسمية من قِبل الجمهورية الإسلامية في إيران بأن الرد الإيراني على اغتيال الشهيد، قاسم سليماني، قد بدأ أو سيبدأ بعد قليل، وأن الضربة ستقتصر على أماكن تواجد الجيش الأميركي في العراق دون أن تحدد مواقعها”.

تنديد دولي..

وفي رد فعل دولي، نددت “بريطانيا” بالهجمات الصاروخية الإيرانية على القاعدتين اللتين تستضيفا قوات التحالف بقيادة “الولايات المتحدة”، ومنها قوات بريطانية. وحث وزير الخارجية البريطاني، “دومينيك راب”، “إيران”، على عدم تكرار هذه الهجمات التي وصفها، بالمتهورة والخطيرة، والسعي إلى وقف التصعيد بشكل عاجل.

من جهته؛ قال وزير الدفاع البريطاني، “بن والاس”، إن دعم “بريطانيا” لـ”الولايات المتحدة” ليس مطلقًا، لكنه أكد على أهمية محاولة الحفاظ على “الاتفاق النووي” الإيراني.

“فرنسا” في المقابل، قالت إنها لا تعتزم سحب قواتها، البالغ قوامها 160 جنديًا، من “العراق” بعد الضربات الإيرانية، بينما يذهب وزير الخارجية التركي إلى “بغداد”، غدًا، في محاولة أيضًا إلى تهدئة الأوضاع.

العراق سيساند إيران..

تعليقًا على تلك الخطوة؛ قال الباحث في الشؤون السياسة، “حسين الكناني”، إن: “القوات الأميركية إنتهكت بشكل واضح، سيادة الدولة العراقية، لتكرار عمليات استهداف مسؤولين عراقيين وقطاعات أمنية”، موضحًا أن: “أكثر من 47 عملية استهداف قامت بها قوات التحالف بإدارة وتنفيذ أميركي”.

ولفت إلى أن: “العراق سيكون له دور مساند لموقف الجمهورية الإيرانية ومناهض للدور الأميركي، وهو ما جاء في موقف البرلمان بالتصويت على ضرورة خروج القوات الأجنبية من البلاد”.

يصعب التكهن بوقف التصعيد..

وقال الكاتب والمحلل السياسي، “كامل حواش”، إن: “إيران ترى موقفها ردًا على ما حصل من مقتل سليماني، ولكن ما حصل أن الرد يأتي في دولة ثالثة، هي العراق، وهو المتضرر من هذا بسبب وجود قوات أميركية”.

ولاحظ أنه من الصعب التكهن بأن يكون هناك وقف للتصعيد من قِبل “الولايات المتحدة”، لأن الرئيس، “ترامب”، من الممكن أن يأمر القوات بإتخاذ إجراء دون العودة لـ”الكونغرس”، الذي يتواجد فيه من العقلاء من يرفضون أي تصعيد.

لا يوجد ضرر مباشر على المصالح الأوروبية..

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي، “أنور مالك”، أن: “إعلان فرنسا عدم سحب قواتها من العراق يتعلق بحالة عدم الاستقرار في العراق المهدد دائمًا بالإرهاب و(داعش)، إضافة إلى مصلحة هذه الدول من الناحية النفطية والاقتصادية”، مؤكدًا أنه: “لا توجد نوايا من تلك الدول لمغادرة العراق مهما كانت الظروف”.

وبيَن أنه: “لن يكون هناك ضرر مباشر على أوروبا جراء هذه الأحداث في الشرق الأوسط، بل سيكون بطرق غير مباشرة في ظل المصالح بين الدول اقتصاديًا وإستراتيجيًا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة