17 نوفمبر، 2024 11:28 ص
Search
Close this search box.

التصعيد الأميركي ضد إيران .. كيف استغلته طهران واستفادت منه ؟

التصعيد الأميركي ضد إيران .. كيف استغلته طهران واستفادت منه ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بررت “واشنطن” عملية اغتيال قائد (فيلق القدس)؛ التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”، والقيادي في (الحشد الشعبي)، “أبومهدي المهندس”، بأن الأول كان يخطط لعمليات تستهدف مدنيين أميركيين متواجدين في المنطقة، وتُعد العملية التي نُفذت بناءً على أمر رئاسي ضربة لـ”إيران”.

إيران استفادت من العملية..

أشارت صحيفة (البايس) الإسبانية؛ إلى أن العملية الأميركية، رغم قسوتها، إلا أنها ساعدت على تشتيت الإنتباه إلى مشكلات أخرى تواجهها “الجمهورية الإسلامية”؛ إذ منذ نحو شهر واحد، كان أكثر ما يُقلق “نظام روحاني” هي الاحتجاجات التي خرجت في المدن العراقية التي يسكنها أغلبية شيعية، للمطالبة بوقف النفوذ الإيراني في بلدهم، إلى جانب مطالبات أخرى مثل توفير فرص عمل وتخليص البلاد من الفساد الإداري، واتهمت الميليشيات التابعة لـ”إيران” بلعب دور بارز في استخدام العنف لقمع المتظاهرين، لكن الاحتجاجات المعادية للطائفية أقلقت “طهران”؛ إذ استغلت الانقسامات التي يعاني منها المجتمع العراقي على أساس عرقي وديني في مد نفوذها في المنطقة.

وأضافت الصحيفة الإسبانية، أنه على عكس ما يظهر، يبدو أن هذه الأجواء باتت محُببة إلى “إيران”، لأنها قدمت فرصة للعودة إلى المطالبة بإخراج “الولايات المتحدة” من الشرق الأوسط، لأنها رأس كل شر، وفي نفس السياق؛ صدق “البرلمان العراقي” على قرار يُلزم القوات الأميركية بالانسحاب، إذ قُتل خلال عملية تصفية “سليماني” عدد من المواطنين العراقيين في قلب العاصمة، “بغداد”.

كان من بين أوجه استفادة “طهران” من اغتيال “سليماني”، ما برز من خلال موقف الجيش العراقي من العملية الأميركية إذ وصفها بأنها: “طعنة في الظهر”، وكشف الناطق الرسمي باسمه، “عبدالكريم خلف”، لوكالة (سبوتنيك) الروسية؛ صدور أوامر بتقييد الأنشطة العسكرية الأميركية في “العراق”، كما قرر “التحالف الدولي”، الذي تقوده “الولايات المتحدة”، لمحاربة (داعش)؛ تقليص الأنشطة العسكرية حفاظًا على حياة الجنود نظرًا للوضع الأمني في البلاد، بينما أوقف “حلف شمال الأطلسي”، (ناتو)، مهمات تدريب الجنود العراقيين بشكل مؤقت.

توقعات الرد الإيراني..

بينما أعلنت “إيران”، على لسان الناطق باسم الجبش، أنها لن تتخذ أية قرارات سريعة، لكن ثأرها لدم “سليماني” سيكون قاسيًا، تنتظر عواصم الشرق الأوسط معرفة الطريقة التي ستنتقم بها “طهران”، ولعل السيناريو الأكثر احتمالًا هو أن تُصدر أوامرها بتكثيف العمليات التي ينفذها عملاء لـ”إيران” فيما يسمى بـ”حرب بالوكالة”، وتمتلك “الجمهورية الإسلامية” عناصر مسلحة في عدة مناطق؛ أبرزها جماعة “الحوثي” في “اليمن”، و(الحشد الشعبي) في “العراق”، و(حزب الله) في “لبنان”.

ومن المحتمل أيضًا أن تقوم “طهران” بإغلاق “مضيق هرمز” بشكل أو بآخر، الذي يعبُر من خلاله خُمس الإنتاج النفطي العالمي من منطقة الخليج إلى الأسواق الدولية، وكان أحد جنرالات “الحرس الثوري” الإيراني، قد صرح لوكالة (تسنيم)؛ بأن المضيق يُعد أحد المناطق التي يمكن من خلالها استهداف نقاط حيوية بالنسبة إلى الغرب، مشيرًا إلى أنه تم تحديد 35 موقعًا للأميركان في المنطقة.

وأشار المركز البحثي، “المجلس الأطلسي”، في توقعاته للرد الإيراني، إلى أنه إلى جانب العمليات التي قد تنفذها ميليشيات تابعة لـ”إيران” في “العراق”، من المحتمل أن تدبر “طهران” لعمليات ضد أهداف أميركية في غرب إفريقيا وعدة مناطق في “أميركا اللاتينية” تنفذها جماعات موالية لها.

وأضاف المركز أن “الجمهورية الإسلامية” سوف تستهدف ترويع المواطنين الأميركيين؛ حتى يشعروا بأنه لم يُعد هناك مكانًا آمنًا في العالم، لكن إذا كان الإيرانيون أذكياء فسوف يتجنبون ضرب “أوروبا” أو مضايقة الحكومات التي يحتاجون إلى تعاطفها معهم.

الاتفاق النووي إلى الهاوية..

ومن أبرز النتائج التي سوف تترتب على العملية الأميركية وما يتوقع من رد إيراني؛ إحباط محاولات “الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين” من أجل إنقاذ “الاتفاق النووي” الإيراني، الذي انسحبت منه “واشنطن”، بشكل أحادي الجانب، وهددت “طهران” أكثر من مرة بأنها لن تستمر في الإلتزام ببنوده بعد القرار الأميركي، لكن الوضع إزداد تعقيدًا لأن نظام “روحاني” أصبح لديه الآن محفزات أكثر على احترام الاتفاق.

وأشارت صحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية إلى أن الهجوم الأميركي نسف جهود الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، التي نتج عنها توقعات بقرب إنعقاد لقاء يجمع “ترامب” بـ”روحاني”، بعدما تغيرت نبرة الأول في حديثه حول الشعب الإيراني، وعلقت كثير من الآمال حول قدرة “ماكرون” على إقناع “ترامب” بقبول الحوار بدون شروط أو على الأقل بأقل قدر منها.

وأضافت الصحيفة أن محاولات “ماكرون”، التي بدأها في الأساس من أجل أن يقدم نفسه كقوة مهمة وأساسية للتوازن، وصلت إلى طريق مسدود بعدما اتفق الرئيس الفرنسي مع الجانبين على إجراء مكالمة هاتفية، لكن “روحاني” إشترط إعلان رفع العقوبات المفروضة على “إيران” قبل الرد على المكالمة، وهو الأمر الذي رفضه “ترامب”، ومع ذلك لم تتوقف المحاولات، لكن بعد التصعيد الأخير بات التفكير في الوساطة بخصوص “الاتفاق النووي” ضرب من الجنون.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة