28 نوفمبر، 2024 2:43 م
Search
Close this search box.

محمد عبد المطلب.. مطرب الحارة المصرية الأصيلة

محمد عبد المطلب.. مطرب الحارة المصرية الأصيلة

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“محمد عبد المطلب” مطرب مصري، اشتهر بأغانيه الشعبية

حياته..

هو “محمد عبد المطلب عبد العزيز الأحمر”، ولد في 13 أغسطس 1910 في شبراخيت بمحافظة البحيرة. حفظ القرآن ولكنه لم يلتحق بالتعليم سوى فترة قصيرة بكتاب القرية.

كان يستمع إلى الأسطوانات في قهاوي البلدة، تأثر بموسيقى “سيد درويش”، و”داود حسني”، و”أبو العلا محمد”، و”إبراهيم القباني”، و”محمد عبد الوهاب”.

ثم ألتحق “عبد المطلب” بفرقة “محمد عبد الوهاب” الذي اشترك في بعض اسطواناته ومنها  أغنيات “أحب أشوفك كل يوم” و”بلبل حيران”، ثم عمل بصالة “بديعة مصابني” وكازينو الراقصة “فتحية محمود” بالإسكندرية، وحقق شهرة بالمواويل حيث بلغ رصيده ما يزيد عن ألف أغنية.

وأنتج له “عبد الوهاب” فيلم “تاكسي حنطورة”، كون شركة إنتاج مع واحدة من زوجاته وتدعى “نرجس شوقي” وأنتج فيلم “الصيت ولا الغنى”، ثم عاد وأنتج فيلم “5 من الحبايب”.

تميز..

تميز “محمد عبد المطلب” بإبداع وابتكار أساليب جديدة في الغناء العربي وظلت الأغاني الخاصة به نموذجا يحتذي به الكثير من فناني الأجيال المتعاقبة. تتلمذ علي يديه  “شفيق جلال ومحمد رشدي ومحمد العزبي”.

ومن أشهر أغانيه: “رمضان جانا” كلمات “حسين طنطاوي”، وألحان “محمود الشريف”. و”البحر زاد”، “يا ليلة بيضا”، “تسلم إيدين اللي اشترى”، “حبيتك وبحبك”، “قلت لا بوكي”، “يا حاسدين الناس”، “ساكن في حي السيدة”، “يا أهل المحبة”، “ودع هواك”، “اسأل مرة عليه”، “الناس المغرمين”، شفت حبيبي”، “مابيسألشي عليه أبدا”، “ودع هواك”، “بتسألني بحبك ليه”، و”أنا مالي”، “يا حبايب هللو” ، كما غنى من ألحان “فريد الأطرش” وكلمات “إسماعيل الحبروك” أغنية الأفراح “ياليلة فرحنا طولي”. بلغ رصيده ما يزيد عن ألف أغنية بداية من “بتسألينى بحبك ليه” ووصولا إلى “اسأل على مرة”.

أغنية “رمضان جانا” غناها “عبد المطلب” بدلا من  صديقه “أحمد عبد القادر”، لأنه كان في ضائقة مالية وكان يحتاج لأموال، وحصل “عبد المطلب” مقابل غنائه لها على 6 جنيهات وبعد نجاحها قال في أحد لقاءاته النادرة: “لو أنني أخذت جنيها واحدا على كل مرة تذاع فيها الأغنية لأصبحت مليونيرا”.

وأغنية “ساكن في حي السيدة”  لحّن هذه الأغنية المطرب والملحن “محمد فوزي” عام 1960، ووفقا لمجلة الإذاعة في نفس العام، فإن “فوزي” كان ينوى غناءها بنفسه إلا أنه حين استشار نجليه “نبيل” و”منير” رفضا غناءه لها بحجة أنها “مش لايقة عليه” فتنازل عنها لـ”عبد المطِلب”، وقد اهتم بالثراء النغمي لها، حيث تعرض خلالها لأربعة مقامات هي على الترتيب: “الكرد” “الراست”، “الصبا”، “البياتي”، وهي مقامات تخصص “ملك المواويل” في أدائها بكل سلاسة.

وحرص الشاعر “زين العابدين بن فتح الله” على وضع نصها الشعري في إطار عاطفي يصور من خلاله معاناة الحبيب، ذاكرا بعض العادات الشعبية في حي السيدة.

شقاء وشهرة..

يحكي “نور” ابن “محمد عبد المطلب” عن والده حيث رافق والده وعمل مديرا لأعماله منذ كان عمره 19 عاما،  فالابن المولود عام 1940 والذي يقترب عمره حاليا من الثمانين هاجر إلى المغرب منذ أكثر من 20 عاما يقول: ” كعادة أهل الريف التحق الطفل محمد عبد المطلب بكتاب القرية، وعندما بدأ يتعلم قراءة وترتيل القرآن ظهرت مميزات صوته، فأعجب شيخ الكتاب بحجم صوته وجعله يؤدن في صلاة الفجر. كانت القرية كلها تستيقظ لصلاة الفجر على صوت أبى الذي بشر بميلاد موهبة فريدة، وكان هذا الطفل مغرما بمطرب المنطقة عبد اللطيف البنا ويحفظ أغانيه.. حفظ محمد عبد المطلب القرآن كاملا، وعندما لاحظ شقيقه الأكبر “محمد لبيب”، الذي كان يعمل بوزارة المالية موهبته وحبه للغناء اصطحبه معه إلى القاهرة ليلتحق عبد المطلب بمعهد الموسيقى العربية ويبدأ مشواره الفني بعدما تعرف على “محمد عبد الوهاب” الذي كان أستاذه بالمعهد”.

ويضيف: “أعجب عبد الوهاب بصوت أبى القوي وضمه إلى فرقته كمذهبجى، وبعد فترة بدأ موسيقار الأجيال تصوير فيلم الوردة البيضاء ووعد والدي بأن يأخذه معه إلى باريس لتصوير المشاهد الخارجية ولكنه لم يفى بوعده، غضب “طلب” وترك فرقة محمد عبد الوهاب والتحق بفرقة داوود حسنى، ولكن لم يستمر بها طويلا”.

ويحكى الابن عن الفترة التي كان فيها والده عاطلا عن العمل: “كان أبى يجلس خلال هذه الفترة في مقهى بشارع محمد على يضم الفنانين والكومبارس، وكان رفيقه الفنان فريد الأطرش الذي كان قادما من جبل الدروز بسوريا وكان أيضا عاطلا عن العمل.. كان أبى وفريد الأطرش يقتسمان سندوتش الفول وخمسينة الشاي، حتى أخبرهما صاحب المقهى يوما بأن الست بديعة مصابني تحتاج كورس لفرقتها، فذهبا سويا لكازينو بديعة، وبالفعل عملا لديها وكان وقتها إبراهيم حمودة مطرب الفرقة، بدأت الدنيا تتفتح لطلب وأصبح مطلوبا في المحلات والأفراح ، خاصة بعد نجاح أغنية “بتسأليني بحبك ليه”، التي لحنها رفيق كفاحه الفني محمود الشريف، وسجلتها شركة بيضافون على اسطوانات وتقاضى عنها مبلغ سبعة جنيهات، واستغل المنتج توجو مزراحي نجاح “طلب” فأنتج له فيلم “على بابا والأربعين حرامي”، الذي ظهر فيه الرئيس السادات ضمن الكومبارس وكان اسمه على التيتر “الساداتي””.

وعن عبد الوهاب يقول: “رجع عبد الوهاب من فرنسا وعرف أن طلب ترك الفرقة غاضبا، وحقق نجاحا فأرسل إليه، وتم الصلح بينهما وأنتج  له عبد الوهاب فيلم “تاكسي وحنطور”، وشاركته البطولة سامية جمال”.

الزواج..

ويتطرق الابن إلى حياة والده العاطفية والشخصية، فمع بداية تألقه الفني تعرف في إحدى سفرياته إلى بيروت على “عائشة عز الدين” أو “شوشو عز الدين” شقيقة الراقصة “ببا عز الدين” ونشأت بينهما قصة حب وتزوجها عام 1938، ولم يكن عمرها وقتها تجاوز 16 عاما، وأنجب منها التوأم “نور وبهاء” عام 1940.

واستمرت الحياة الزوجية بينهما بضع سنوات، حتى سافر عبد المطلب مع شريكه سعيد مجاهد إلى بغداد عام 1943 في جولة فنية طويلة نظرا لحالة الكساد بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية، وبقى هناك ما يقرب من 4 سنوات تعرف خلالها على المطربة “نرجس شوقى” وتشاركا في تأسيس شركة إنتاج وتزوجا لبضعة شهور، وأنتجا معا فيلم “الصيت ولا الغنى” واشتركا في بطولته، ولكن وكما أكد الابن سقط الفيلم وخسر “طلب” كل ما ربحه، وعاد إلى القاهرة ولم تتجاوز فترة زواجه من “نرجس” فترة تصوير الفيلم.

كان زواج طلب من “نرجس شوقي” سببا في طلاقه من زوجته وأم أولاده “عائشة عز الدين”:” وقع الطلاق خلال وجود والدي في العراق بتوكيل لأخوه فوزي في القاهرة، كانت وقت طلاقها في بداية العشرينات وتتمتع بقدر كبير من الجمال ورغم ذلك رفضت الزواج بعد طلب، وكانت تحتفظ بكل اسطواناته، وشاركت بعد طلاقها بفترة في بعض الأعمال السينمائية والفرق الاستعراضية وذلك بعد وفاة أختها الكبيرة ببا عز الدين التي كانت تمتلك كازينو أوبرا في حادث سيارة. استمرت علاقة الود بين أبي وأمي حتى وفاتها، فوالدي بطبيعته حنون ولم ينس والدتي، وكان متكفلا بها وحينما مرضت عالجها وكان يسأل عنها باستمرار، وبعد الطلاق أقمت لفترة أنا وأخي في الحلمية مع عمى ذكريا وجدتي لوالدي الحاجة خدوجة، وكنا نزور والدتي باستمرار ونقيم معها بعض الأيام”.

ويكمل الابن: “واصل أبى مشواره الفني وصارت المحلات والأفراح والحفلات تتهافت عليه وأصبح خلال فترة الخمسينات والستينات المطرب الشعبي الأول في مصر، واستطاع أن يحفر طريقه بين عمالقة الطرب والغناء حتى أصبح فقرة أساسية في كل الحفلات خاصة حفلات أضواء المدينة. ظل أكثر من 10 سنوات بعد طلاقه من والدتي دون زواج، حتى تزوج للمرة الثالثة من آخر زوجاته السيدة كريمة عبد العزيز شقيقة زوجة صديق عمره محمود الشريف، وأنجب منها انتصار عام 1955 وسامية عام 1958، وماتت ابنته انتصار في شبابها عام 1979وقبل زفافها وكانت وفاتها أحد أسباب وفاة والده”.

بفخر واعتزاز يذكر الابن بعض ما قيل عن والده: “الدكتور طه حسين قال إنه صوت الحارة المصرية الأصيلة، وقالت عنه فاتن حمامة أنه أكثر صوت تحبه، وحلل عمار الشريعي في برنامجه غواص في بحر النغم صوته مؤكدا أنه يجبر غالبية الملحنين على الدخول في جلبابه”

 

وأصيب ملك المواويل بأول أزمة قلبية في بيروت منتصف الستينات، كما يشير ابنه، وأصيب بأزمة ثانية أوائل السبعينات، والأخيرة أصابته بعد وفاة ابنته في بداية أغسطس  1980 وكان وقتها في المغرب ونقل إلى القاهرة وتحسنت صحته، ولكن أثناء إقامته في شيراتون القاهرة، الذي اعتاد الإقامة فيها في الفترات التي تسافر فيها أسرته وافاه الأجل.

حصل “محمد عبد المطلب” على وسام الجمهورية من الرئيس عبد الناصر عام 1964.

وفاته..

رحل “محمد عبد المطلب” في يوم 21 أغسطس 1980، عن عمر يناهز 70 عاما، تاركا وراءه تراثا ضخما من الأغاني والأفلام السينمائية لتكون مدرسة في تاريخ الفن الأصيل.

https://www.youtube.com/watch?v=sSrRf99r8ok

https://www.youtube.com/watch?v=K-jpDOQjjhw

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة