16 نوفمبر، 2024 3:28 ص
Search
Close this search box.

بضرب الأهداف الأميركية في العراق .. بدء الرد العملي على اغتيال “سليماني” و”المهندس” !

بضرب الأهداف الأميركية في العراق .. بدء الرد العملي على اغتيال “سليماني” و”المهندس” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن الرد العملي على اغتيال قائد (فيلق القدس) الإيراني، “قاسم سليماني”، و”أبومهدي المهندس”، نائب رئيس “الحشد الشعبي” العراقي بدأ فعليًا، حيث قال مسؤول عراقي لـ (CNN)، إن صاروخ (كاتيوشا) سقط  بالقرب من “السفارة الأميركية” في “المنطقة الخضراء”، وسط “بغداد”، فيما أكد مصدر آخر سقوط 3 صواريخ على قاعدة القوات الجوية الأميركية في “بلد”، بمحافظة “صلاح الدين”، والتي تُعد أكبر القواعد الأميركية في “العراق”.

وقالت خلية الإعلام الأمني بالحكومة العراقية، إن عددًا من الصواريخ، استهدفت ساحة الاحتفالات ومنطقة “الجادرية” في “بغداد”، دون وقوع أي خسائر بشرية حتى الآن.

إيران عززت قدراتها الصاروخية..

جاء ذلك فيما قال مسؤول أميركي لـ (CNN)، إن أجهزة الاستخبارات الأميركية جمعت معلومات حول تعزيز “إيران” لقدراتها الصاروخية في إطار استعداداتها للرد على مقتل “قاسم سليماني”، قائد (فيلق القدس) في “الحرس الثوري” الإيراني، في غارة جوية أميركية في “بغداد”، قبل أيام.

وأوضح المصدر، أن “الولايات المتحدة”، تراقب الموقف، لإتخاذ القرار المناسب فيما يخص الرد الإيراني، مشيرًا إلى أن “واشنطن” لن تستهدف كتائب (الحشد الشعبي)، المدعومة من “إيران”، إلا إذا تعرضت المصالح الأميركية للهجوم.

حصر القواعد والمواقع الأميركية..

وقال “محسن رضائي”، الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام في “إيران”، إن الجيش الإيراني يُخطط للرد على مقتل “سليماني” بحصر كافة القواعد والمواقع الأميركية في البلاد المحيطة بـ”إيران”، لافتًا إلى أن ما سماها، “فصائل المقاومة”، في “سوريا والعراق واليمن ولبنان”، والمدعومة من بلاده، على استعداد للرد على مقتل “سليماني”.

وقال وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، في أعقاب هجمات صاروخية استهدفت “السفارة الأميركية”، في “بغداد”، والقاعدة الجوية الأميركية، في “بلد”، بمحافظة “صلاح الدين”، إن نهاية الوجود الأميركي في غرب آسيا بدأت، في إشارة إلى الرد الإيراني على مقتل “سليماني”.

تحذير لقوات الأمن العراقية للإبتعاد عن القواعد الأميركية..

في السياق ذاته؛ دعا رئيس العمليات الخاصة في (كتائب حزب الله) العراقية، “أبوعلي العسكري”، جميع قوات الأمن العراقية؛ للإبتعاد عن قواعد “العدو الأميركي”، وذلك حسبما نقلت القناة التليفزيونية التابعة للحزب.

وطالب القيادي العسكري في الكتائب، التابعة لـ (الحشد الشعبي) في “العراق”، القوات العراقية؛ مسافة لا تقل عن 1000 متر من القواعد العسكرية الأميركية.

وبحسب ما أعلنته القناة، قال القيادي في (الحشد الشعبي)، إنه: “يجب ألا يصبح أفراد قوات الأمن العراقية، دروعًا بشرية لغزو الصليبيين”.

كما أصدرت جماعة (النجباء) المسلحة العراقية، المدعومة من “إيران”، بيانًا مشابهًا؛ قائلة إنها تقف مع إخوانهم في (كتائب حزب الله).

وكرّرت حركات (النجباء) دعوة قوات الأمن العراقية إلى الإبتعاد عن القواعد العسكرية الأميركية، اعتبارًا من مساء الأحد، كما دعت الحركة، العراقيين، إلى: “الإبتعاد عن شركات الأمن الأميركية ومركباتهم”.

بالتزامن مع ذلك؛ أعلن (الناتو)، “حلف شمال الأطلسي”، عن تعليق عمليات التدريب للقوات العراقية في “العراق”، عقب مقتل “سليماني”، بالإضافة إلى دعوة “بريطانيا وأميركا وكندا” ودول أخرى، رعاياها، بمغادرة “العراق” خشية وقوع انتقام من “إيران” لـ”أميركا” على أرض “العراق”.

ومع هذه الترتيبات تسير الأمور في تحقيق التوقعات التي إنطلقت مؤخرًا ومازالت تتوالى حتى الآن من تحول “العراق” لساحة حرب بين الأميركيين والإيرانيين.

إنذار بمستقبل عنيف للعراق..

وتوقع الكاتب، “باتريك كوكبيرن”، في مقال نشر له في صحيفة (إندبنتدت) البريطانية؛ أن يتحول “العراق” إلى ساحة حرب بين “الولايات المتحدة” و”إيران”.

ولفت “كوكبيرن” إلى أن: “مقتل ​قاسم سليماني​على يد الأميركيين في بغداد تصعيد خطير يُنذر بمستقبل عنيف في العراق”.

وأشار في مقاله إلى أن المواجهة بين “الولايات المتحدة” و”إيران” قد لا تكون في شكل حرب شاملة ومباشرة، ولكن “العراق” سيكون الساحة التي يتقاتل فيها الأميركيون والإيرانيون.

تراجع النفوذ الإيراني بسبب قمع الاحتجاجات..

وأضاف “كوكبيرن”: “فقد لا يلجأ الإيرانيون وحلفاؤهم العراقيون إلى عمليات انتقامية فورية ضد الولايات المتحدة، ولكن رد فعلهم القوي سيكون الضغط على الحكومة العراقية والبرلمان والأجهزة الأمنية لإخراج الأميركيين من البلاد”، مذكرًا أن: “طهران كانت دائمًا الأقوى في أي صراع من أجل النفوذ في العراق بفضل الأغلبية الشيعية التي تسيطر على الساحة السياسية بدعم إيراني”، ومشددًا على أن: “نفوذ إيران تراجع في الفترة الأخيرة بسبب جهود سليماني في قمع الاحتجاجات الشعبية بطريقة وحشية أدت إلى مقتل 400 شخص وإصابة 1500 بجروح”.

إنتهاك السيادة العراقية..

ورأى أن: “الغارة الجوية الأميركية، في بغداد، ستخفف من حدة الغضب الشعبي المتزايد ضد إيران، بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية العراقية إذ أن الهجوم الأميركي إنتهك سيادة العراق، ولا يمكن أن نتصور تدخلًا أجنبيًا أكثر فداحة من قتل جنرال أجنبي دخل العراق علنًا وبطريقة قانونية”.

وتابع الكاتب قائلًا: “استهدفت الطائرة المُسيرة الأميركية أيضًا، أبومهدي المهندس، قائد (كتائب حزب الله)، أقوى ميليشيا موالية لإيران، وإذا كان الأميركيون يعتبرون قادة الميليشيا مثله إرهابيين، فإن الكثير من العراقيين الشيعة يرون فيهم القادة الذين واجهوا، صدام حسين، وقاتلوا تنظيم (داعش)”.

ورأى الكاتب أن: “سليماني إرتكب خطأ عندما أمر بإطلاق النار على المتظاهرين من أجل إخماد الاحتجاجات، ولكن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إرتكب خطأ أكبر عندما قُتل سليماني وجعل إيران تستعيد ما بدأت تفقده من نفوذ في العراق”.

ينعكس على كامل الملفات التي كان يديرها..

من جهته؛ قال المحلل السياسي العراقي، دكتور “إحسان الشمري”، في حديثه: “إن ردود الأفعال حول اغتيال سليماني إعتمدت على التحالفات وعلى الاختلاف أو الاتفاق مع إيران، والبعض لم يُعلق على اعتبار أن الأزمة ما بين واشنطن وطهران فقط، إلا أن تداعيات الحادث سوف يكون لها تأثير على المنطقة والعالم، وخصوصًا العراق التي تعتبر حاليًا دولة هشة، وبها كل المقومات التي تُحفز وقوع هذا الاشتباك”.

وأشار “الشمري” إلى ما بعد اغتيال “سليماني”، الذي وصفه بالرجل الأقوي بعد “خامنئي”، حيث إن مقتله سوف ينعكس على الملفات التي كان يديرها “سليماني”، مثل “العراق وسوريا ولبنان واليمن”، وعليه في الداخل العراقي هناك مطلب بانسحاب كامل القوات الأميركية، وإلغاء الاتفاقية الإستراتيجية ما بين “بغداد” و”واشنطن”، بل هناك مواقف أكثر شدة، حسب قوله؛ وهي المطالبة بوقف التعاون مع “التحالف الدولي”، قائلًا: “إن هذا لا يمثل التوافق الوطني في العراق، حيث أن البيت السُني، على سبيل المثال، لا ينظر بنفس منظار البيت الشيعي لهذا الحادث، وينظر إلى وجود أميركا كعامل أساس في التوازن”.

يحق لـ”ترامب” إرسال قوات لحماية مصالحه..

من جانبه؛ قال الباحث في الشأن الأميركي، دكتور “ماك شرقاوي”: “إن هناك حالة انقسام داخل الولايات المتحدة حول هذه الضربة، فرئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، والديمقراطيين، يرون أن الرئيس، ترامب، قد يورط أميركا في دخول حرب لا تريد الدخول فيها مع إيران، كما أن هناك انتقادات وجهت لترامب لعدم إطلاع لجنة الثمانية بما سيحدث”.

وأكد “شرقاوي” أنه من حق الرئيس الأميركي إرسال قوات أميركية في حدود أن يكون هناك خطر داهم يهدد “أميركا”، مشيرًا إلى أنه بعد مقتل “قاسم سليماني”؛ فإنه من المؤكد ستكون هناك عمليات انتقامية تهدد قادة “أميركان”، ومن هنا كان قرار الرئيس الأميركي بإرسال ثلاثة آلاف جندي أميركي إلى الشرق الأوسط.

لعدم قدرة القوات العراقية على حماية السفارات..

وهو الأمر الذي يتفق مع ما تردد من أنباء حول تعزز القوات الأميركية حماية سفارتها في “بغداد” بـ 750 جندي، وهو ما علق عليه الخبير العسكري والإستراتيجي، “مؤيد الجحيشي”، قائلًا أن دخول القوات الأميركية اليوم لـ”العراق” ليس كدخولهم، في العام 2003، كمًا أن القوات الأميركية وقوات التحالف لمحاربة (داعش)، ما زالت موجودة وفق اتفاقيات مع الحكومة العراقية، وما حصل ضد “السفارة الأميركية” أعطى الضوء الأخضر للأميركان في إعادة الانتشار ومسك “المنطقة الخضراء” بالكامل، حيث أن فتح بوابات هذه المنطقة التي تضم عدة سفارات وهيئات دبلوماسية أمام المحتجين، أوحى للأميركيين عدم قدرة القوات العراقية على حمايتها.

وتابع “الجحيشي”: “لا يمكن القول بوجود احتلال ثاني للعراق، قياسًا بالاحتلال الأول، في العام 2003، ذلك أنه لا توجد قطعات عسكرية إتخذت مقرات لها في المدن، كما كان الحال سابقًا، فلديهم الآن إحدى عشرة قاعدة عسكرية على الأراضي العراقية، ولا يمكنهم إنشاء أي وحدة عسكرية خارج تلك القواعد، كما توجد معسكرات مشتركة بين الجيشين العراقي والأميركي، خاصة بالتدريب والدعم اللوجيستي”.

وأضاف “الجحيشي”: “أن عملية قتل قاسم سليماني وأبومهدي المهندس في الضربة الأميركية، تمت وفق معلومات متوافرة لدى الأميركان، في أن وصول قاسم سليماني إلى العراق كان من أجل شن إعتداءات على التواجد الأميركي في العراق، ففي حال إذا كان سليماني قد دخل العراق بصفة رسمية وبعلم الحكومة العراقية، فيُعد هذا الاستهداف تجاوز على سيادة العراق”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة