16 نوفمبر، 2024 12:44 ص
Search
Close this search box.

“الغد” يحاول الإجابة .. هل يواجه الشرق الأوسط حربًا بمقتل “سليماني” ؟

“الغد” يحاول الإجابة .. هل يواجه الشرق الأوسط حربًا بمقتل “سليماني” ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

مقتل “قاسم سليماني”؛ الصادم الذي كان، (على مدى العشرين عامًا الماضية)، قائد (فيلق القدس)، أحد أقوى فصائل “الحرس الثوري”، سيكون ذا تأثير كبير على السياسات الأميركية، العراقية والإيرانية.

فلقد أثبت ذلكم الرجل، الذي عمل قبل “الثورة الإيرانية” في مجال البناء، ثم مقاول في قطاع المياه، شجاعته إبان الحرب “العراقية-الإيرانية”؛ وتحول إلى أحد القيادات الإيرانية المرعبة خلال النصف قرن الماضي. بحسب (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

بطل إيران الخارق..

وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، آية الله “علي خامنئي”، قد ذكره، في العام 2005، بـ”الشهيد الحي”، فكان “قاسم سليماني”؛ باعتباره شخصية معروفة، العقل المدبر للكثير من انتصارات “إيران” وحلفاءها في “العراق” و”سوريا” وغيرها.

أكتسب “سليماني” شخصية البطل الخارق داخل “إيران”، وكان أهم هدف للقوات الأميركية في “العراق”. ومقتله سوف يتسبب في تعقيد السياسة العراقية بشدة. وبالتأكيد سوف تشن الميليشيات الشيعية الكثير من الحملات ضد القوات الأميركية انتقامًا لمقتل “قاسم سليماني” و”أبومهدي المهندس”، وسوف يضغط العراقيون على البرلمان للتصديق مجددًا على مطالب انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

الضغط على ساسة وقادة العراق..

بل وسوف يتعرض، آية الله “علي السيستاني”، وكذلك، “مقتدى الصدر”، إلى الضغوط لإدانة الحادث. وغالبًا سوف يُستبدل رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، ببديل أقرب إلى “إيران”.

كذلك سوف تتعرض مكانة المتظاهرين العراقيين ضد الفساد، لتأثير تبعات اغتيال “سليماني”؛ والمنافسات “الإيرانية-الأميركية” على “العراق”.

خطأ واشنطن الكبير..

وبلا شك فقد تكللت جهود “الولايات المتحدة” في هذه العملية بالنجاح، لكن التبعات السياسية لذلكم الحادث لن تمر بسهولة. وثمة الكثير من الأسئلة المطروحة حاليًا منها: كيف ستتعامل “الولايات المتحدة الأميركية” مع الجموع الغاضبة ؟.. وكيف سيكون الرد الأميركي على الهجمات التي سوف تستهدف قواتها ومؤسساتها ومصالحها في العالم الإسلامي ؟.. وهل سوف تُضطر إدارة “دونالد ترامب”؛ لإرسال المزيد من القوات إلى المنطقة في عام الانتخابات الرئاسية ؟.. والواقع لقد إرتكب الأميركيون خطأً فاحشًا بحصر التقييمات في مجال التعقيدات السياسية في “العراق”، بسبب المداخلات الإيرانية.

وهم ربما نجحوا في إخراج بعض أعداء “الولايات المتحدة” من المشهد بشكل جسدي، لكنهم قدموا انتصارًا كبيرًا للإيرانيين في “العراق” على طبق من فضة.

ومما لا شك فيه؛ سيكون لاغتيال “قاسم سليماني” تبعات على “إيران” كذلك. فلن تكون خسارة شخص يمتلك معلومات عميقة عن الشؤون العسكرية في المنطقة، وكذلك ذو علاقات وطيدة مع المقاتلين في “إيران والعراق وسوريا”؛ بتلكم السهولة. وسوف تخلق الحكومة الإيرانية، لإستشهاد “سليماني”، مكانة لم تُرى منذ وفاة، آية الله “الخميني”.

وسوف يتغاضى الكثيرون عن توقيع “سليماني” مع عدد 24 قائد بـ”الحرس الثوري” على خطاب تهديد للرئيس الإصلاحي، “محمد خاتمي”، عام 1999، على خلفية أحداث “المدينة الجامعية”. وسوف يهمش خبر مقتل “سليماني”، أنباء القمع العنيف للمظاهرات الإيرانية الأخيرة.

كذلك سوف يسعى النظام الإيراني وراء الحد الأقصى من الأهداف داخل “العراق”. وسوف يحدد النظام كيفية رد الفعل من منطلق أن “الانتقام وجبة غذائية”.

لكن ومع كل هذا، هل نحن على مشارف حرب ؟.. لا بالضرورة، ولكن ردود الأفعال المتزايدة بشأن الحرب في الشرق الأوسط هو آخر شيء تريده إدارة “ترامب” في عام الانتخابات الرئاسية. وأعداءهم الإيرانيون أعقل من ذلك ويعلمون جيدًا أن الدخول في حرب بخزانة خاوية ومجتمع ينفر من الحكومة يفوق قدراتهم.

وفي الوقت نفسه؛ لا يريدون التضحية بانتصارهم السياسي في “العراق” لقاء رثاء “سليماني”. بعبارة أخرى سوف تزداد حرارة الشرق الأوسط بشدة، لكن ليس بالضرورة اندلاع انفجار هائل في هذه المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة