عند ابو صابر العراقي وشعبنا المصابر ..
الاول ينتحرعلى دبره والثاني ينهض متسلقا صبره.. ..
منذ ثلاثينيات واربعينيات الزمان الجميل كان شمالنا العزيز جنة رغم بعض هْباتِ من العصاة يعكرون عليه صفوه وكانت تحكم الويته الثلاث … وتفرض هيبتها على كل الجبال والوديان فيه الفرقة العسكرية الثانية ..
وضمن تشكيلاتها الجبلية كانت هناك سرية للبغال قًلما نهق منهم ناهق من ضيم ضربةِ موجعةِ او من متاعب صعود الجبال ونزولها عبر الطرق النيسمية إلا إنه يتمسك بالصبر وذل الهوان مثل من سبقوه ..ولكن..؟
هذا الحيوان الذي تدين له الانسانية بالكثير لتحمله المشاق والاذلال تراه حينما يفقد صبره وتحمله لا ينبه صاحبه العريف “حسين ” ولا يسمعه انكر الاصوات حينما تزداد حمولته من الارزاق والمؤن للربايا الجبلية…. ما دفع الجنود الى تسميته بابو صابر.. ولكن الى متى يبقى يكابر ويصابر وللصبر عنده ايضا حدود ..!!
غير ان “ابو صابر” وحينما تضيق به الحياة وتُضاعف عليه الواجبات لا ينتظر الرأفة ان تاتيه من صاحبه وعصا الاحاسيس الميتةَ تجلده..ليل نهار..
هنا يعقد امره مفكرا وعلى طريقة شمشون الجبار …!!! ومن اعلى قمة او سفح جبل تراه ودونما انذار… يستدير معطيا دُبره للوادي السحقيق غير خائفِ ومن ثم يتراجع مع حمولته ملقيا نفسه معها ومنهيا حياته حياة العار الذي وضعته به امه ..!!
اما شعبنا المصابر فيبدوا انه استلهم من ابو صابر طعم الحرية ما بعد الموت ولكن بمنظار آخر بعدما بلغ السيل عنده الزبى وديست كرامته وتم تجويعه وإمراضه..ونشرت السلطة الفاسدة البطالة في صفوف شبابه وادخلت ايران المخدرات لتحطيم ارادة ابنائه ..
وما هي الا ومضة انفجار ودفقة ماء حار حتى انتفضت ثلة مؤمنة من بين صفوف النخب العليا من الدراسات..فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير العراقي..!
وحينما وصلت حالتنا الى مفترق طرق بين حالة ابو صابر والجمل الوطني تحرك الشعب باكمله ليس لكي ينتحر وانما لينحر الجلاد والفاسد في المنحر..
شعبنا العراقي الذي فاق الجِمال صبرا وتحملا صار اكثر تحملا من ابو صابر وسيضرب بحد صبره وجلده كل من اراد له ان يذل لاعجمي و ينتحر ايما انتحار ..
كاتب من العراق
خارج النص.. معذرة للمقارنة .فآخر الكي هي النار..
أعجبني