15 نوفمبر، 2024 11:58 ص
Search
Close this search box.

أنقرة تقرر إرسال قوات إلى ليبيا .. هل الهدف ردع “حفتر” أم الإستئثار بثروات المنطقة ؟

أنقرة تقرر إرسال قوات إلى ليبيا .. هل الهدف ردع “حفتر” أم الإستئثار بثروات المنطقة ؟

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

في خطوة تؤجّج الصراع الإقليمي في حوض “البحر المتوسّط”، صادق “البرلمان التركي”، أمس الخميس، على مشروع قرار يسمح بإرسال قوات عسكرية إلى “ليبيا” لدعم الحكومة “طرابلس”، التي تعترف بها “الأمم المتحدة”.

وقال رئيس البرلمان، “مصطفى شنطوب”؛ إن مشروع القانون حظى بتأييد 325 صوتًا مقابل رفض 184 نائبًا في البرلمان، الذي يسيطر عليه حزب “العدالة والتنمية” الحاكم وحلفاؤه القوميون. وصوّتت كل أحزاب المعارضة الكبيرة ضدّ المشروع.

وجاءت مصادقة “تركيا” على مشروع القرار؛ بعدما طلبت “حكومة الوفاق” الليبية برئاسة، “فايز السراج”، من “أنقرة”، دعمًا عسكريًا لمواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة، المشير “خليفة حفتر”، الذي يشنّ، منذ نيسان/أبريل الماضي؛ هجومًا لتحرير “طرابلس” من الإرهابيين، وفق قوله.

وتندرج المبادرة التركية في سياق اتفاق عسكري وقّعه كل من الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، ورئيس حكومة الوفاق الليبية، “السراج”، في نهاية تشرين ثان/نوفمبر الماضي، ويسمح الاتفاق للطرفين بتبادل إرسال عسكريين أو عناصر من الشرطة من أجل مهمّات تدريب وتأهيل. كما وقّع الرجلان اتفاقًا لترسيم الحدود البحرية، ما أثار اعتراض وغضب كل من “مصر وقبرص وإسرائيل واليونان”.

مصر أول المنددين..

في أول رد عربي؛ ندّدت “مصر” بقوة، بموافقة “البرلمان التركي” على إرسال قوات إلى “ليبيا”، قائلةً إن: “هذا التدخّل سيؤثر سلبًا في استقرار منطقة البحر المتوسط”.

وحذرّت “الخارجية المصرية” من أن: “أي احتمال للتدخّل العسكري التركي في ليبيا سيهدّد الأمن القومي العربي بصفة عامة، والأمن القومي المصري بصفة خاصة، ما يستوجب إتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية المصالح العربية من جراء مثل هذه التهديدات”.

يهدد أمن دول الجوار..

من جهته؛ اعتبر مصدر مسؤول بالأمانة العامة لـ”الجامعة العربية”؛ أن موافقة “البرلمان التركي” على تفويض الرئيس، “إردوغان”، بإرسال قوات عسكرية إلى “ليبيا”، تُعد إذكاء للصراع الدائر هناك، وأنها تتجاهل ما تضمنه القرار العربي الصادر عن مجلس الجامعة، يوم 31 كانون أول/ديسمبر الماضي، من التشديد على رفض التدخلات الخارجية وضرورة منعها، والتي قد ينتج عنها تسهيل انتقال العناصر الإرهابية والقوات المقاتلة إلى “ليبيا”، بما يسهم في استمرار حالة عدم الاستقرار، والمواجهات العسكرية في “ليبيا” ويهدد أمن دول الجوار الليبي.

الجزائر ستطلق مبادرات للمصالحة الليبية !

في غضون ذلك؛ أعلن وزير الشؤون الخارجية الجزائري، “صبري بوقادوم”، أمس الخميس، أن بلاده ستطلق، في قادم الأيام؛ مبادرات متعددة في إتجاه الحل السلمي للأزمة في “ليبيا”. معتبرًا أن: “لغة المدفعية ليست هي الحل، وإنما الحل يكمن في التشاور بين كافة الليبيين، وبمساعدة جميع الجيران، وبالأخص الجزائر”.

وقال “بوقادوم”؛ إن “الجزائر” ستقوم، في الأيام القليلة القادمة؛ بالعديد من المبادرات في إتجاه الحل السلمي للأزمة الليبية “ما بين الليبيين فقط”. ولفت إلى رفض بلاده التدخلات الأجنبية في “ليبيا”. وحث “بوقادوم”، الأطراف الليبية، على وقف الإقتتال فيما بينها، واستئناف الحل السلمي والسياسي.

الهدف ردع “حفتر” !

يرى المحلل الإسرائيلي، “جي ألستر”، أن قرار “البرلمان التركي”، أمس، بالموافقة على مشروع قرار بإرسال قوات عسكرية إلى “ليبيا” – لدعم “حكومة الوفاق” في “طرابس” برئاسة، “السراج”، المعترف بها من المجتمع الدولي – ربما يهدف في المقام الأول إلى ردع، الجنرال “خليفة حفتر”، المدعوم من جانب “روسيا ومصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة”.

يضيف “ألستر”؛ أن الموافقة على مشروع القرار التركي تهدف إلى إيقاف الهجوم العسكري الذي تشنه قوات “حفتر” على العاصمة الليبية، “طرابلس”. لافتًا إلى أنه لم يتقرر حتى الآن كيف ستكون حجم المساعدات العسكرية التركية التي سترسلها “أنقرة” لحماية “حكومة الوفاق” الليبية.

استنساخ التجربة السورية..

أما الكاتب “إميل أمين”، فيرى أن الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، يسابق الزمن، من أجل إرسال قوات نظامية إلى “حكومة الوفاق” الليبية، ما يفيد بأن هناك خطة موضوعة مسبقًا لجعل “ليبيا” موقعًا وموضعًا لـ”دور عثمانلي” جديد، مشابه لما فعل في “سوريا” من قبل.

مضيفًا: “لسنا هنا في باب المحاججة بما إذا كانت الفكرة سديدة أم لا، وما إذا كان الأمر برمته ليس إلا بروباغندا إعلامية من عدمها، فالقاصي والداني يعلم أن نقل قوات نظامية أمر لا تقوى عليه سوى القوى الدولية الكبرى، وليس لدى تركيا حاملات طائرات أو أساطيل تجوب البحار”.

تركيا دولة مارقة !

فيما يرى الكاتب، “حنا صالح”، أن “تركيا إردوغان” بدّلت الولاءات بين الأميركيين والروس، تبعًا لما ترى أنه يخدم أطماعها، وهي تتدخل الآن عسكريًا وبشكل مباشر في “ليبيا”، فأرسلت وحدات من المرتزقة إلى “طرابلس الغرب”. وعلى غرار “ملالي طهران” باتت تتفاخر بوجودها في “سوريا وقطر والصومال وتونس وليبيا”، وأنها على غرار “الهلال الفارسي”؛ أقامت هلالاً إخوانيًا من “العثمانية الجديدة” فتتكامل الهيمنة الإمبراطورية التركية والإيرانية !

يضيف “صالح”؛ أن “إردوغان” يكرر في “ليبيا” الدور الخطير الذي لعبته “تركيا”، في “سوريا”، من حيث عسكرة الانتفاضة، وتمدد الحرب الأهلية وما نجم عن ذلك من ويلات طالت كل السوريين.

وتؤكد “تركيا” – “العثمانية” الجديدة، مضيها في نهجها كدولة مارقة راعية للإرهاب – القيام بكل الأدوار غير النظيفة لفرض هيمنتها والإستئثار بحصة كبيرة من ثروات المنطقة على حساب استقرار البلدان العربية ومصالح شعوبها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة