المقابلة الأخيرة للسيد رئيس الوزراء العراقي الأستاذ نوري المالكي كشفت نقاطاً مهمه ، اهمها ضعف العلاقة بين مكونات التحالف الوطني ، واتهامه لشخصيات التحالف ومكوناته ، وفي الكثير من الدول العربيه يصبح الحزب أو الائتلاف الحاكم هو بمثابه حكومه ظل الذي يحكم ويضع السياسيات في الليل ، إذن هناك حكومه في النهار وحكومه في الليل تدرس الخيارات والمصلحة
العليا للمواطن العراقي ووضع السياسات المهمة للدوله ، وهذا الأمر ما يفترض أن يقوم التحالف الوطني ، والذي اصبح من براً إعلامياً للحكومة ، وأداه لتسير اعملها ، وعندما يختلف الموقف فيما بينهما ترى تبدأ الأخرى الإعلامية فيما بينهما ، وكأنما ليسوا من تحالف واحد ، وائتلاف واحد ، وأهداف واحده ٠
وعلى الرغم من تداخل الآراء وتباين وجهات النظر بين العديد من السياسيين وأصحاب (الحل والعقد) في التحالف الوطني ،فأن المواطن العراقي يحاول أن يكظم غيظه ويؤجل غليان اندفاعه للشارع بالضد من محاولات جر العراق إلى الهاوية والى مالا تحمد عقابه.. نتيجة المراوغات واجتهادات اقل يمكن أن يقال عنها أنها بعيدة تماما عن إصابة كبد الحقيقة أي بمعنى أخر أنها بمنأى عن طموحات الشارع بتوفير حتى الحد الأدنى من الخدمات وإعادة تأهيل البنى التحتية وإشغال مقاعد الوزارات الشاغرة من وزرائها والتي أوكلت مهام حمل حقائبها للوكلاء وبين الحين والأخر يفاجأ الشعب برمته بيانات هذه الكتلة وصراخ نواب آخرين من كتلة أخرى وبالتالي لم يحصل منها سوى شحن الشارع وجذبة إلى مواقع التصادم التي يأبى أن ينجر إليها وكان الشعب على مختلف مستوياته الفكرية والثقافية والاجتماعية أعقل بكثير من سياسييه الذين بداوا ومنذ فترة طويلة يكيلون الأمور بمكيالين وربما أكثرهما احدث شرها في العلاقة القائمة بينهم وبين شعبهم والسياسيون العراقيون يلعبون لعبة (جر الحبل)، وبين هذا وذاك فان عجلة الدولة من حيث البناء والتعمير والتقدم والقضاء على البطالة وإعادة تقويم الاقتصاد الوطني العراقي كلها معطله بسبب التجاذبات التي (ينعم) بها السياسيون على حساب أبناء الشعب بدلا من توجههم المخلص والشريف نحو إقامة توازن طبيعي في المفهوم الوطني العراقي وإعادة بناء علاقة الثقة فيما بين مكونات التحالف من جهه وبين باقي الكتل الأخرى ٠
بين هذا كله يبرز دور رئيس الوزراء ليلغي أي دور للتحالف الوطني ، من خلال فرض الإرادات ، وتقويض أي دور له في تصحيح المسارات الخاطئة في العملية السياسيه ، وفي نهايه رئاسته لمجلس الوزراء لدورتين يظهر من خلال لقاء تلفزيوني ليكيل التهم الى أعضاء تحالفه مكوناته والتي كان من المفترض آن يكون النقاش فيها بدلا من المنابر الإعلامية في غرف التحالف الوطني ٠
أننا اليوم ندعو السيد المالكي ألوان يكون حريصاً على وطنه ، وان يعود الى انتمائه وثوابته الحزبية (الدعوه) ،وان يحاول معالجه الأمور معالجه حكيمه بدل التسقيط السياسي والذي لا يدر على قائله سوى المزيد من المسؤوليه ، والمزيد من الشد والجذب والاحتقان ، والذي يؤدي بالنتيجة الى ضياع المواطن بينكم ،وان تكون هناك لحظه تأمل في الواقع السياسي العراقي والذي يسير بلا شك نحو الهاوية في ظل وضع امني خطير وفقدان الخدمات وانتشار الفساد في مؤسسات الدوله العراقية ، وان لا يكون شعاركم يا مغرب خرب ٠