17 نوفمبر، 2024 10:01 م
Search
Close this search box.

الفيسبوك والمنبر و إلغاء تقاعد البرلمان؟

الفيسبوك والمنبر و إلغاء تقاعد البرلمان؟

الجميع يلاحظ حالة الاستياء الشعبي المتصاعدة من الأداء الحكومي والبرلماني غير المتجانس والذي لا يلبي تطلعات الشعب العراقي وازدادت حالة الاستياء عندما لاحظ الشعب تحرك الشعوب المجاورة لتغيير الواقع المأساوي الذي يعيشون فيه وكان الفيسبوك المنبر الأول للتغيير في المنطقة ومن هذا المنطلق استخدم الشباب حملة إلغاء تقاعد البرلمان عبر الفيسبوك كانت في بدايتها دعوات لم تلقى صدى واسع لكنها الآن أخذت مدى أوسع وأوسع مما كانت عليه وظهرت في مختلف وسائل الاتصال والفضائيات والبرامج و هي تمارس بجهود شبابية لم تتبناها الفضائيات إلا  كـ خبر أو حدث جارٍ في العراق لان اغلب الفضائيات تابعة لأحزاب مشتركة في البرلمان لا يروق لها هذا التوجه ,, الفيسبوك غدا منبرا للشباب للتعبير عن رفضهم لأولئك الذي يقضمون مال الله كقضمة الإبل لنبتة الربيع كما وصف الأمام علي ع المتكالبين على الدنيا ,, بعد ان يئس الشباب من المنبر الديني الذي يأخذ حيزا كبيرا في توجهات وتوجيهات الشعب العراقي دون ان يأخذ على عاتقه اي تحرك وضغط بواسطة مظاهرات او اعتصامات بل اكتفى بالنقد الأسبوعي عبر صلاة ألجمعه وكذلك طيلة ايام شهر رمضان وأيام المناسبات الدينية وهو على يقين ان الحكومة والبرلمان لم ولن يتأثروا بالنقد,, التغيير لا يحصل بالنقد وان كان جارحا اذ لابد من ضغط ميداني شعبي وبجدول زمني محدد  ومخيف للبرلمان والحكومة كما حصل في الدول العربية من إطلاق حركة تمرد موعدا محددا خرج فيه الشعب كأنه سيل عارم يجرف كل الخنوع والخضوع والاستكانة وغياب الوعي الجماعي للأمة والشعوب,, إذا نجح الفيسبوك في إلغاء تقاعد البرلمان فانه سوف يقصم ظهر المنبر لأنه الحراك المدني الأول في العراق الذي يطالب بحقوق ومصلحة عامة ولم يكتفي بالمطالبة ولكنه سوف ينزل إلى الشوارع في يوم 31 اب القادم وسوف يكون التجمع الاول من نوعه دون وصاية دينية او سياسية كما اعتادها الشعب العراقي من وجود فتاوى بوجوب الانتخابات ووجوب المشاركة في الاستفتاء على الدستور ولكن لم نلاحظ فتوى بوجوب المشاركة في التظاهر لإلغاء تقاعد البرلمان ! لهذا سوف يكون هذا التحرك هو الفيصل بين نداء المنبر ونداء الفيسبوك وان كان هناك مطالبات لبعض الجهات الدينية بإلغاء تقاعد البرلمان لكنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب والمنتظر منها ,, آن الأوان ان يصحوا شعب العراق من السبات العميق والتدجين كما وصفه احد علماء الحوزة ! ويقول قوله الفصل في التحرك المدني لإلغاء تقاعد البرلمان ومن بعدها تحركات أخرى لإصلاح العراق والعملية السياسية التوافقية بلا توافق! حملة إلغاء التقاعد التي نظمها شباب الفيسبوك وضعت الجهات السياسية والدينية على المحك مما حدا ببعضهم ان يتنازل طوعا كما فعلت كتلة المواطن يوم أمس اذ تنازلت عن تقاعد أعضائها وقدمت طلب بسن قانون بذلك وهناك أعضاء آخرون من غير كتل أيدّوا الطلب فيما اعترض آخرون,, نعود لنقول ان المنبر والفيسبوك في صراع لكن الفيسبوك سينتصر لأنه يعتمد في أدواته على الصورة والمحاكاة والاستمرارية وروح الشباب واستيائهم من الواقع الذي يعيشونه وحدد موعدا لانطلاق الحملة في حين يكتفي المنبر بالنقد من بعيد ومراعاة الأهم والمهم والمصلحة البعيدة والخوف من المجهول لكن ماذا لو خسر الفيسبوك في إلغاء تقاعد البرلمان؟ سوف يكون بالتأكيد اللوم على المنبر لأنه لم يساند ويعاضد هذا التوجه والحراك الشعبي لذلك في كلتا الحالتين سوف يكون الخاسر الأول في هذه الحملة هو المنبر والجهات الدينية لأنها لم تتبنى حراك شعبي لتغيير أي شيء بل اكتفت بالانتخابات ووجوب المشاركة واختيار الأصلح لكن العمل السياسي في كل العالم بحاجة الى تقويم مستمر وعدم الانتظار لأربع سنوات أخرى لكي نبدل الفاسدين بل يجب وأد الفتنة في المهد كما يقولون وكذلك يجب محاسبتهم أول بأول ودعوة الشعب للضغط والتظاهر والاعتصامات لحين إقرار حقوقه المسلوبة على مرأى ومسمع من علماء الدين ورجالاته وعامة الشعب.

[email protected]

أحدث المقالات