23 ديسمبر، 2024 5:07 ص

من أجل الأطماع الاقتصادية لـ”تركيا” .. إردوغان يتحدى المجتمع الدولي ويُصر على الذهاب إلى ليبيا !

من أجل الأطماع الاقتصادية لـ”تركيا” .. إردوغان يتحدى المجتمع الدولي ويُصر على الذهاب إلى ليبيا !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مازالت الأزمة “التركية-الليبية” تتصاعد؛ بسبب التحركات التركية التي تعود إلى تنفيذ مصالحها فقط، حيث وقع الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، الإثنين، مذكرة إرسال قوات تركية إلى “ليبيا”، علمًا أنه قد تم تسليم المذكرة إلى البرلمان.

ودعا رئيس،البرلمان التركي، “مصطفى شنطوب”، الجمعية العامة للبرلمان، إلى اجتماع، يوم الخميس 2 كانون ثان/يناير 2020، لمناقشة مذكرة رئاسية حول تفويض إرسال جنود إلى “ليبيا”.

تفويض لمدة عام لنشر قوات في ليبيا..

ويسعى التشريع إلى الحصول على تفويض لمدة عام واحد لنشر قوات في “ليبيا”، مستندًا إلى أن التطورات في “طرابلس” تهدد مصالح “تركيا”، بما في ذلك الشركات التركية في البلاد والسفن التركية التي تبُحر في “البحر المتوسط”، وفقًا لنص التشريع الذي أوردته (الأناضول).

وكان وزير الخارجية التركي، “مولود تشاووش أوغلو”، قد قال إن مذكرة تفويض إرسال جنود إلى “ليبيا”، أحيلت إلى البرلمان.

وأوضح “تشاووش أوغلو”، في تصريحات للصحافيين، لدى مغادرته مقر حزب “إيي” المعارض، أنه علم من مصادر في رئاسة الجمهورية، أن المذكرة ستُحال إلى البرلمان، مُذيلة بتوقيع الرئيس.

والخميس الماضي، قال الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، إن بلاده سترسل قوات إلى “ليبيا” بما أن “طرابلس” طلبت ذلك، وأنه سيعرض مشروع قانون لنشر القوات هناك على البرلمان، في كانون ثان/يناير الجاري.

وقال “إردوغان”، في كلمة له: “سنعرض على البرلمان التركي مشروع قانون لإرسال قوات إلى ليبيا؛ عندما يستأنف عمله في كانون ثان/يناير، وذلك تلبية لدعوة حكومة الوفاق الليبية”، حسب وكالة (الأناضول) التركية.

وأضاف أن: “تركيا قدمت؛ وستقدم كافة أنواع الدعم لحكومة طرابلس، التي تقاتل ضد حفتر، الانقلابي المدعوم من دول مختلفة بينها دول عربية”.

يُذكر أن الرئيس التركي، وقع مذكرتي تفاهم مع “فائز السراج”، رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية، في 27 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، تتعلقان بالتعاون الأمني والعسكري، وتحديد مناطق الصلاحية البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي. وأعلن “إردوغان” عن إمكانية إرسال الجيش التركي إلى “ليبيا”، إذا توجهت سلطاتها إلى “أنقرة” بمثل هذا الطلب.

مؤتمر “بروكسيل” لإنقاذ مؤتمر “برلين”..

وبسبب هذا التدخل التركي، الغير مرغوب فيه، تشهد الأزمة الليبية، في الفترة الأخيرة، حراكًا دوليًا وإقليميًا واسعًا، والذي يهدد المساعي الرامية لحل سلمي هناك، فاليوم هناك مؤتمر في “بروكسيل” يجمع وزراء خارجية “إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا”، إضافة للاتصالات التي تتم بين قادة الدول العظمى مثل: “روسيا وألمانيا والولايات المتحدة ومصر”، وكلها تسعى إلى إنقاذ “مؤتمر برلين” حول “ليبيا”.

تعليقًا على ذلك؛ يرى الباحث في الفلسفة السياسية، الدكتور “رامي الخليفة العلي”: “إن فرنسا لديها مصلحة في أمن واستقرار ليبيا، باعتبار أن ذلك يؤثر على دول الساحل والصحراء، وموقفها الرافض من التدخل التركي في ليبيا واضح، وتتفق في ذلك مع المجتمع الدولي، وعليه تشارك في اجتماع بروكسيل حول ليبيا مع كل من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، لإيجاد رؤية أوروبية مشتركة”.

وأشار “العلي” إلى أن التهديد بعملية عسكرية في “ليبيا”؛ ربما يدفع المجتمع الدولي في إتجاه التقدم أكثر في إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.

مصر لن تنخرط في أي عمل عسكري..

من جانبه؛ قال أستاذ العلاقات الدولية، “أيمن سمير”: “إن القاهرة عليها المزيد من التشاور حول ما يحدث في ليبيا الفترة الأخيرة، في ظل سياستها الرامية إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي لليبيا وترك المسألة للشعب الليبي، وغير وارد، على الأقل في الفترة الحالية، إنخراط مصر في أي عمل عسكري في ليبيا”.

وأكد “سمير” على أن “مصر” نجحت في توحيد صف الجيش الوطني الليبي بنسبة كبيرة، تجعله قادرًا على محاربة المرتزقة والإرهابيين في بلاده.

وحول الدور الدولي الذي تلعبه “مصر”، أشار “سمير” إلى ما تقوم به “القاهرة” في هذا الإطار من اتصالات مكثفة لكافة الأطراف المعنية، لشرح الموقف الليبي عن قرب، ومدى خطورة الميليشيات هناك على السلم والأمن الدوليين، مؤكدًا على ثقة “مصر” الكبيرة، حكومة وشعبًا، في الجانب الروسي وما يقوم به في الشرق الأوسط وسعيه للحل السياسي في “ليبيا”.

لماذا ليبيا الآن ؟

وتسعى “تركيا” جاهدة لإقتحام الساحة الليبية سياسيًا وعسكريًا، فيما بدا وأنه تدخل غير مبرر لـ”إردوغان”، إلا أنه بالتمعن في حجم الأطماع التركية في “ليبيا” والعوائد الهائلة التي ستعود عليها؛ تتضح المصالح الاقتصادية التي ستحققها “أنقرة” من الأموال الليبية.

وفي وقت سابق؛ ذكرت صحيفة (ديلي صباح) التركية، أن المقاولين الأتراك أمتلكوا مشاريع في “ليبيا” تصل قيمتها إلى 28.9 مليار دولار، ولعل هذا هو الهدف الحقيقي وراء الدعم التركي الكبير لحكومة “فايز السراج”.

فخلال الأشهر الأخيرة، وصلت المحادثات “التركية-الليبية”؛ بشأن الجوانب الاقتصادية إلى ذروتها، قبل أن تعطلها معركة “طرابلس”، التي أعلنها الجيش الليبي، لاستعادة العاصمة من قبضة حكومة “السراج” والميليشيات الإرهابية الموالية لها.

وأوضحت الصحيفة التركية، أنه قبل شهر من إعلان الجيش إنطلاق معركة “تحرير طرابلس”، اتفقت مجموعة عمل “تركية-ليبية” لمقاولين، على استكمال المشاريع غير المنتهية للشركات التركية في “ليبيا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة