في البدء يجب علينا التفريق بين رجال المقاومة الشريفة، من ابطال الحشد الشعبي والفصائل المنضوية تحت هذا العنوان وبين “المليشيات الوقحة” التي لا تنتسب الى عقيدة الحشد الشعبي، وهويته الوطنية والأخلاقية والجهادية، فالحشد الشعبي، في إطاره العام إسم وعنوان لمن لا يمتلك اسم وعنوان، ونسب عريق لمن لا يمتلك نسبا، تاريخ وصولات وبطولات ومواقف مشرفة، لمن يعنيه من العراقيين.. أرث الأمة العراقية جمعاء، وليس حِكراً لطائفة دون أخرى، فالجميع مشترك بهذه الهوية الوطنية، بغض النظرعن الانتماء والدين والعرق، والجميع هبوا لنصرة العراق وشعبه، رجال اشداء لا يهابون المنايا، من كافة الاختصاصات والتوجهات والأعمال، فنجد الطبيب والمهندس والعامل والفلاح، ومن مختلف الأعمار،الجميع شمرعن ساعديه ملبيا نداء الوطن ونداء حرائر العراق، ونداء المرجعية ونداء العزة والشرف والغيرة الوطنية، انهم العراقيون احفاد ثورة العشرين،
الرجال الأحرار، الذين ذادوا عن شرف الامة وتاريخها وحضارتها، ورسموا اهزوجة النصر بدماء الشهداء الطاهرة على سواتر الصمود والتحرير،
انهم رجال الله على ارضه، رجال الحشد العراقي المقاوم والفصائل المقاومة، التي لقنت المحتل الاميركي الغاشم درسا من حرب العصابات، والإصرار والعزيمة والتحدي، وقوة المماطلة ارعبت كل القوات المتحالفة، وتكبد المحتل الأميركي خلالها خسائر كبيرة في الارواح والمعدات، صور مشرقة ومضيئة بتاريخهم البطولي المشرف، ضد قوى وفلول الظلام المتمثلة بطاغوت العصر الأميركي_الصهيوني ،حيث أصبحت قوة الحشد قوة كبيرة، لا يستهان بها من حيث التسليح والتجهيز والإعداد والعقيدة، وما حققه من انتصارات عظيمة في سوح الوغى، في عمليات التحرير ضد فلول وعصابات داعش ومواقفه الانسانية النبيلة،على مستوى الأحداث العسكرية، في ايواء ومساعدة النازحين والمحاصرين من العراقيين، وتقديم كل سبل الدعم والوسائل الانسانية، واصبح صمام الامان للعراق، وحامي اسواره وحدوده، من خلال الابطال المقاومين الساهرين على أمنه وسلامته، ومن خلال الوضع القائم بات الحشد الشعبي معقد الآمال، فهو يمثل رأس قاطرة التغيي،على سكة الإنعتاق والحرية، هو من سيصفي الأجواء الغائمة وبه ستنتشل السفينة من الاعماق، بعد معاناة الوطن وشعبه، لعقد من السنين من قذارات الفاسدين والخونة والعملاء
تلك هي الحقيقة الناصعة التي لايحجبها غربال، ومن لم يرها بأمّ عينيه فعليه تغيير بؤبؤهما، فلم يكن ظهور الحشد الشعبي مصادفة عمياء.. بل كان هزة ارتدادية للوضع الفاسد، في زمن استشراء الفساد والرذيلة والعدوان، وحينما احتاج البلد الى الفرسان وليس المهرجين والسياسيين الطائفين الذين يعتاشون على الفوضى والطائفية
وأما الذين غيبت عقولهم فراحوا يطعنون الحشد بكل كلمة مدببة ويكيدون له ويتأمرون عليه في الدهاليز المظلمة الاميركية والصهيونية ودول الخليج فأولئك يبحثون عن عزاء، كلاب تنبح في وجه الشمس الساطعة، وما عسانا نفعل لهم إذا كان ثمة خلل كبير في نفوسهم المريضة، وإلى أن يستقيم الأمر يبقى الحشد الشعبي كابوساً يؤرق مناماتهم،والى الذين يعيشون بضمير متصل.. الذين يسجلون أسماءهم في سفر الخلود، نوجه خطابنا دائما، فنقول:
سيروا وعين الله ترعاكم ،لايضركم ما يحيط بكم من ظلام ومؤامرات طالما النهار في نفوسكم النقية ، وكنتم وما زلتم انتم الامل المعقود والامانة المرسومة في اعناقكم، في نصرة الشعب والوقوف معه، فانتم جسد وروح وعقل المقاومة الوطنية،وانتم الرمال المتحركة للشعب في مرحلة التغيير القادم من الفاسدين والعابثين.