21 سبتمبر، 2024 8:34 م
Search
Close this search box.

ثورة تشيلي .. المتظاهرون يواجهون إرث الديكتاتورية بكلب أسود وربطة عنق حمراء !

ثورة تشيلي .. المتظاهرون يواجهون إرث الديكتاتورية بكلب أسود وربطة عنق حمراء !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

على مدار أكثر من شهرين يستمر الحراك – العنيف أحيانًا – في شوارع “تشيلي”؛ إذ يطالب المتظاهرون بإنهاء حالة الظلم الاجتماعي التي يعاني منها المجتمع بشدة، خاصة الفئات الفقيرة، إلى جانب إعادة كتابة الدستور الذي وضع على أعين الديكتاتور، “أوغستو بينوشيه”.

وأبقت الحكومات، التي تلت عهد الديكتاتورية، على نظام “بينوشيه” الاقتصادي النيوليبرالي؛ الذي يحمل في مظهره الخارجي إصلاحًا اقتصاديًا مبهرًا، لكن في باطنه أدى، على مدار السنوات الماضية، إلى تمزق النسيج الاجتماعي للبلد اللاتيني حتى بات يعاني من عدم المساواة بين سكانه، إذ بينما سمح للأثرياء بتعظيم ثرواتهم بقيت الفئات المتوسطة والفقيرة تتجرع مرارة الفقر وسط توزيع غير عادل للدخل وانخفاض الأجور وعدم توافر الأمان الوظيفي، ويزداد الأمر تعقيدًا بالنسبة إلى العمال المؤقتين؛ إذ يحرمون من جزء كبير من الحقوق أبرزها الحق في الحصول على مكافأة نهاية الخدمة وتعويضات عند التعرض للإصابة في مكان العمل إلى جانب حرمانهم من تكوين نقابات.

ورغم النمو الاقتصادي الهائل الذي حققته “تشيلي” في ظل خطة “بينوشيه”؛ إلا أن معدلات البطالة شهدت ارتفاعًا، خاصة بين الفئات الأدنى، كما سجلت معدلات توظيف متدنية للغاية، هذا على المستوى الداخلي، وخارجيًا لا تُعتبر “تشيلي” قادرة على المنافسة في الاقتصاد العالمي.

ولا تُعتبر الفجوة واضحة بين الشباب فقط؛ إنما عمل نظام “بينوشيه” للتقاعد وخصحصة التأمين الصحي على تردي أوضاع أصحاب المعاشات.

ثورة المترو..

كانت حالة من الغضب الشديد أعقبت قرار فرض زيادات على أسعار تذكرة المترو هي شرارة بداية المظاهرات، لذا اعتبرت “ثورة المترو”، وشهدت أعنف مواجهات بين المتظاهرين ورجال الشرطة منذ عودة البلاد إلى الديموقراطية، بعد إنتهاء حكم “بينوشيه”، الذي أدين بإرتكاب جرائم بشعة ضد الإنسانية.

“ماتاباكوس” أيقونة الثورة..

رغم أن المطالب معروفة ومحددة؛ إلا أن الحراك مستمر، منذ تشرين أول/أكتوبرالماضي، دون قادة أو لون سياسي معين، إلا أن المتظاهرين توحدوا على شعار لثورتهم يحمل رمزية كبيرة وهو كلب “ماتاباكوس”، وتعني بالإسبانية، “الكلب الأسود قاتل الشرطة”، وطبعت صورة الكلب المناضل على السترات وربطات العنق، كما رسمت على الجدران وعلى اللافتات.

وقبل أعوام، راقبت وسائل الإعلام العالمية للمرة الأولى كيف هاجم كلب، “ماتاباكوس”، رجال الشرطة الذين يشار إليهم في العامية التشيلية بكلمة، “باكوس”، خلال مظاهرات الشباب، إذ كان يعوي بعنف وغضب شديدين كلما إقترب منه أحدهم، فبدا وكأنه يدافع عن الطلاب، ورغم أن “ماتاباكوس” لم يكن كلبًا ضالًا في الأساس؛ إلا أنه رافق الطلاب في الصفوف الأولى للمسيرات التي كانوا ينظمونها، وأبرز فيلم وثائقي أعده عدد من الطلاب عام 2013؛ كيف كان الكلب يعوي فقط في مهاجمة رجال الشرطة الذين كانوا يحاولون فض التظاهرات بقنابل الغاز المسيل للدموع.

ومنذ عام 2009 تولت السيدة، “ماريا كامبوس”، أمر رعاية الكلب، وإعتادت ربط عنقه بمنديل أحمر اللون، حتى توفي عام 2017 لأسباب طبيعية بعدما اكتسب شهرة كبيرة رجعت إلى مشاركته في موجة الاحتجاجات التي اندلعت عام 2011 اعتراضًا على ارتفاع مصاريف الدراسة في الجامعات.

الرواية الرسمية: عدو قوي..

أمام الغضب الشعبي اعتبر الرئيس، “سيباستيان بينيرا”، بعد أيام من بدايته أن بلاده أمام “حرب ضد عدو قوي مستعد لاستخدام العنف بلا حدود”، بينما حظيت المظاهرات التي تحولت، خلال أيام، إلى انتفاضة شعبية بتأييد ودعم عدد من الشخصيات البارزة في مجالات بعيدة كل البُعد عن السياسة والاقتصاد، كان أبرزهم؛ قائد المنتخب التشيلي، “كلاوديو برافو”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة