لقد كان من الاسباب المميتة لفشل وزارة عبد المهدي وفشل عبد المهدي نفسه ، انه كان على الدوام يتفاخر بأنه نجح في رفع الكتل الكونكريتية من الشوارع ومن أمام الإدارات الحكومية ، وهو تفاخر ينم عن الغباء السياسي اذ ان الخطر زال بزوال داعش ايام حكومة حيدر العبادي ،وزالت اسباب إقامة الكتل الكونكريتية وقد أستبشر المواطنون العراقيون خيرا لدعوات عبد المهدي بانه مستقل وسيشكل وزارة من المستقلين التكنوقراط ، وان استقالته في جيبه سيقدمها عند اي اخلال بشروط استيزاره ،لكنه كان موضع ثقة الكتل لا موضع ثقة الناس . إذ تراجع تدريجيا عن منطلقاته، وصار لا يغادر تعليمات الكتل والاحزاب ، لا بل انصهر مع هذه الكتل وصار منهم وتمرد على الشعب ، فكان عليه أي ينزل عند مطالب الشارع وان يستند إلى هذا الشارع ليرفع ثقل الكتل السياسية الجاثمة على صدور الشرائح الشعبية ، وعندها يحق له ان يفتخر بأنه رفع كتلا سياسية لا كتل كونكريتية ، وهذا ما يفعله الشارع اليوم ، لقد اقال عبد المهدي من منصبه وقد اعفاه من هذه المهمة ، وبادر الشعب اليوم ومن خلال طليعته الشابة لرفع هذه الكتل من على وجه التاريخ، ليصنع هذا الشعب لنفسه تاريخا جديدا بعيدا عنها …