28 نوفمبر، 2024 12:42 ص
Search
Close this search box.

أحمد رمزي.. دنجوان السينما الذي ابتعد عن الأضواء

أحمد رمزي.. دنجوان السينما الذي ابتعد عن الأضواء

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“أحمد رمزي” ممثل مصري اشتهر بأدوار الشاب الوسيم الشقي خفيف الظل في العديد من الأفلام الناجحة والبارزة في تاريخ السينما المصرية.

حياته..

ولد “أحمد رمزي” في محافظة الإسكندرية، وكان والده طبيبا مصريا هو الدكتور “محمود بيومي” ووالدته اسكتلندية هي “هيلين مكاي”. درس في مدرسة الأورمان ثم كلية فيكتوريا وبعدها التحق بكلية الطب ليصبح مثل والده وأخيه الأكبر، ولكنه رسب ثلاث سنوات متتالية، فانتقل إلى كلية التجارة حيث أكمل دراسته بها إلى أن تخرج فيها وحصل على درجة البكالوريوس، ولقد توفي والده سنة 1939 بعد أن خسر ثروته في البورصة، وعملت والدته كمشرفة على طالبات كلية الطب لتربي ولديها بمرتبها حتى أصبح ابنها الأكبر حسن طبيب عظام على نهج والده. ثم أشتهر “أحمد رمزي” بعد أن اكتشفت موهبته في السينما والرياضة.

السينما..

تعتبر حكاية دخول “أحمد رمزي” مجال التمثيل في السينما من الحكايات الغريبة، حيث أنه منذ نعومة أظافره وهو يحلم بسحر السينما خاصة عندما وصل إلى مرحلة الشباب. ولقد كانت علاقة الصداقة التي تربطه بـ”عمر الشريف” الذي كان يهوي السينما هو الآخر من العوامل التي رسخت الفكرة في ذهنه، وكان هناك لقاء دائم بين “رمزي” و”عمر” وشخص آخر في جروبي وسط البلد، وفي أحد هذه اللقاءات التقى هذا الثلاثي بالمخرج “يوسف شاهين” الذي سأل “عمر” و”رمزي” أسئلة عديدة وظل “رمزي” يحلم بفكرة السينما وتوقع أن يسند له “شاهين” دورا، ولكنه فوجئ في أحد الأيام بصاحبه “عمر الشريف” يخبره أن “شاهين” اختاره ليكون بطل فيلمه الجديد “صراع في الوادي” وكان ذلك عام 1954، وصدم “رمزي” لكنه لم يحزن لأن الدور ذهب لصديقه “عمر”، فظل الحلم يراوده وعندما أسند “يوسف شاهين” البطولة الثانية في نفس العام لـ”عمر الشريف” في فيلم “شيطان الصحراء” ذهب معهم “رمزي” وعمل كواحد من عمال التصوير حتى يكون قريبا من السينما.

وفي ليلة عندما كان جالسا في صالة البلياردو كعادته لمحه المخرج “حلمي حليم” ولاحظ سلوكه وتعبيراته فعرض عليه العمل معه في السينما وسعد جدا بذلك، وكانت أول بطولة له في فيلم “أيامنا الحلوة” عام 1955 والطريف أن البطولة كانت مع صديقه “عمر الشريف” والوجه الجديد وقتها “عبد الحليم حافظ” لينطلق “أحمد رمزي” بعدها في سماء الفن.

ولقد قدم أعمالا هامة عبر فيها عن مشاعر ومشكلات شباب وجيل العشرينات أصحاب الجسد الممشوق والقوام السليم حيث كان من هواة الرياضة، وتوالت أدوار وأعمال رمزي التي بلغ عددها 100 فيلم في مدة 20 عاما هي عمره السينمائي الذي أنهاه أول مرة في منتصف عقد السبعينات بعد انتهائه من تصوير فيلم “الأبطال” مع فريد شوقي.

اعتزاله..

في منتصف عقد السبعينات كان قرار “أحمد رمزي” بالاعتزال لسبب أنه شعر أن الأوان لم يعد له، مع بروز نجوم شباب مثل “نور الشريف” و “محمود ياسين” و”محمود عبد العزيز”، فآثر الابتعاد حتى تظل صورته جميلة في عيون جمهوره الذي اعتاد عليه بصورة معينة، فكان الاعتزال الذي استمر عدة سنوات أعقبها عودته بعد أن نجحت “فاتن حمامة” بالعودة للتمثيل من خلال سباعية “حكاية وراء كل باب” التي أخرجها المخرج “سعيد مرزوق”. بعدها كان قرار “أحمد رمزي” بالغياب مرة أخرى، بعد انشغاله في مشروع تجاري ضخم اعتمد فيه على بناء السفن وبيعها وهو المشروع الذي استمر يعمل فيه طيلة عقد الثمانينات وحتى بداية عقد التسعينات حين اندلعت حرب الخليج الثانية، وتأثرت تجارة “رمزي” إلى الحد الذي بات فيه مديونا للمصارف بمبالغ ضخمة تم بمقتضاها الحجز على كل ما يملك.

وفي منتصف عقد التسعينات كان قرار رمزي بالعودة إلى عالم التمثيل مرة أخرى من خلال عدة أعمال بدأها بفيلم “قط الصحراء” مع “يوسف منصور ونيللي”، وفيلم “الوردة الحمراء” مع “يسرا”، ومسلسل “وجه القمر” مع فاتن حمامة. وعندما ظهر في فيلم “الوردة الحمراء” مع “يسرا” وإخراج “إيناس الدغيدي” عام 2001 كان هو الشاب الشقي رغم زحف تجاعيد السنين على ملامحه والصلع على شعره إلا أنه كما ظهر في فيلم أيامنا الحلوة ظهر في “الوردة الحمراء” فاتحا قميصه مستعرضا قوامه.

لم تكن شخصية “رمزي” الحقيقية بعيدة عن شخصية في الأعمال الفنية، فكان الشاب خفيف الظل والمتسامح مع نفسه، المعبر عن آرائه بعفوية وتلقائية كاملة في اللقاءات التليفزيونية والإذاعية، كل هذا أكسبه حبا كبيرا لدى الجمهور باختلاف أجيالهم. وكانت أعمال “إحسان عبد القدوس” الأدبية مجالا جُسدت فيه براعة “أحمد رمزي” الفنية أمام الكاميرا، مثل افلام:

الوسادة الخالية: عندما حُولت رواية “الوسادة الخالية” للكاتب الكبير “إحسان عبد القدوس” لفيلم عام 1957، من بطولة “عبد الحليم حافظ ولبنى عبد العزيز”، وإخراج صلاح أبو سيف، كان “أحمد رمزي” هو أنسب من يقدم دور “فايز” صديق صلاح “عبد الحليم حافظ”، الفتى خفيف الظل.

النظارة السوداء: قُدمت تلك الرواية كفيلم سينمائي عام 1963، من بطولة “نادية لطفي وأحمد مظهر وأحمد رمزي”، وإخراج حسام مصطفي. تلك الرواية التي أراد بها “إحسان” أن يعبر عن مفهوم الحيرة والتخبط في حياة الإنسان، وذلك من خلال البطلة الارستقراطية “مادي” والتي تعيش بلا هدف واضح وترى الحياة من خلف نظارتها السوداء. ترتبط أحداث الفيلم بقصتها مع 3 من الشباب، كان “أحمد رمزي” بطل إحدى فصولها من خلال شخصية “عزيز” الذي حاول أن يغير من طريقة “مادي” في نظرتها للحياة ولكنه يمل ويقرر أن يتركها.

لا تطفئ الشمس: تحولت إلى فيلم عام 1961، جمع الكثير من نجوم الزمن الجميل منهم: “فاتن حمامة، وشكري سرحان، وعماد حمدي”، وكانت شخصية “ممدوح” الشاب الطموح المتمرد المفعم بالطاقة، هي الأقرب ل”أحمد رمزي”. ويحاول “ممدوح” الهرب من سجن التقاليد العائلية التي لا تهتم إلا بالمظهر، ويرغب في تحقيق ذاته، فيقرر أن يترك الدراسة الجامعية بكلية الحقوق ويشارك الأسطى عفيفي في ورشته، وتنتهي حياة “ممدوح” بحادث في مشهد مؤثر ومبكي.

الزواج..

لم تخل حياة “أحمد رمزي” من قصص الحب التي توجت بزيجات ثلاث كان أولها من السيدة “عطية الدرمللي” التي أنجب منها ابنته الكبرى “باكينام”، ثم “نجوى فؤاد” التي تزوجها لفترة قصيرة ولم ينجب منها ثم “نيكول” وهي سيدة يونانية الأصل أنجب منها ابنته “نائلة” وابنه “نواف”.

وفاته..

توفي “أحمد رمزي” عن عمر يناهز 82 سنة، على أثر جلطة دماغية وقد شيعت جنازته بشكلٍ بسيط في أحد مساجد الساحل الشمالي.

https://www.youtube.com/watch?v=U2HJK2N8bDY

 

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة