كلما نتكلم عن الجوع و الخبر، اتذكر بيتا من اشعار محمود درويش الذي يقول”عندما تفرغ أكياس الطحين…يصبح البدر رغيفآ في عيوني” وانا اعتبر هذا البيت اجمل ماقيل عن الجوع، اذ يصور فيه الشاعر سايكولوجية الجائع، مدى تأثير الجوع على الانسان وهذا يجعلنا ان نسأل انفسنا كيف يفكر الانسان في حالة الجوع؟ ولكن الشاعر يفكر بما لايفكر عنه الساسة.
كنت اتابع حوارا تلفزيونيا في قناة البغدادية مع النائب صباح الساعدي و موضوع الحوار هو البطاقة التموينية، قال هذا النائب انه طالب من رئاسة مجلس النواب ان تحقق مع وزارة التجارة في موضوع الحصة التموينية، ولكن رفض تلك الرئاسة هذ الطلب، وبث قناة البغدادية صورا يظهر النائب المذكور فيه، و بيده خبزا، ويعطي الخبر لمجلس الرئاسة لكي يتأكدوا من رداءة الطحين ولكن السيد اياد السامرائي الرئيس السابق لمجلس النواب و نائبه عارف طيفور يضحكان كأنما يتابعان مشهدا كوميديا! مع الاسف عارف يستهزئ بخبز الناس و انا كردي اخجل من هذ الموقف.
هل هذايستحق الاستهزاء؟ اعتقد ان مسالة الجوع لاتدعي الى الضحك و الاستهزاء، فضلا على ذلك يقول النائب” بعد سقوط النظام صرفت 48 مليار دولار بحجة الحصة التموينية” هل هذا الامر يدعو الى الاستهزاء؟ اسأل كل من السادة عارف طيفور، اياد السامرائين النجيفي، المالكي، هل يوما فكرتم يوما ماهي الحصة التموينية؟ هل فكرتم يوما في بيتكم في الزيت و الطحين؟ طبعا لا، ربما يدعون ان لكم البطاقة التموينية مثل قصى صدم حسين، الذي نشر اعلانا في الجرائد، ذكر فيه انه مع زوجته ضيعا البطاقة التموينية!
عندما لايجوز ان يتكلم النائب في مجلس النواب عن الخبر، اذ يتكلم عن اي الموضوع؟ مجد تاريخكم، مجد مجلسكم؟ عليكم ان تعرف كل يتكلم عن شيء الذي يحتاجه، وليس عن المواضع التافهة. الشعب يحتاج الى الامن و الخبز و العمل، وليس الى منجزاتكم العقمية، في احد المرات سأل الشخص النبيل برنارددشو” لماذا انت تكتب عن المال و لاتكتب عن المواضع الاخرى؟” وسأله برنادشو ايضا” اذا كنت كاتبا عماذا تكتب؟” اجاب الشخص” كنت اكتب عن الشرف” وضحك برنارد شو وقال” كل واحد من الناس يكتب عن شي الذي يحتاجه”.
[email protected]