الكفاح ينبوع ثرّ يجري في عروق الحياة ، فيجلّيها، مثلما يجري الماء في عروق الارض ، فيحييها.
من الحقوق الاولية للناس حق المعارضة المنطق بالمنطق ، والرأي بالرأي ، والسيف بالسيف ايضاً ، ولحسن الحظ وما أثبت تاريخياً انه ، مهما قويت البندقية فهي تبقى عاجزة عن قلع ارادة المقاومة من قلوب اصحاب الحق ان الذي يستطيع التأثير على أمته من يمتلك هدفاً محدداً في الحياة ، وإرادة صلبة في المواجهة ، ورؤية صائبة للأحداث ، وقدرة عالية على التنظيم ، وأيماناً صادقاً بضرورة التطوير ، وخلقاً رفيعاً في التعامل ، ان السمات انفة الذكر تنطبق على حياة وتاريخ رجل ترك لمساته وبصماته الواضحة على مسار العملية السياسية في العراق ، الا وهو المكافح والمجاهد السيد عبد العزيز الحكيم ،أذ يمكننا أن نستدل على أهمية هذا الرجل بعد 2003 بإيجاز ونسلط الضوء على دوره الرائد في العراق الجديد ، منذ اصبح رئيساً لمجلس الحكم، وبعد ان انتخب بالإجماع من قبل اعضاء الشورى المركزية للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي رئيساً للمجلس الاعلى بعد استشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم{قدس}.وبعدها قائداً ورئيساً للتحالف الوطني بجدارة ، لعب دوراً الكبير في تغيير المعادلة الظالمة في العراق بحكمته وكياسته ورجاحة عقله ورصانة قراراته، كان يؤمن بنظرية المسؤول الخادم , ليس المسؤول الحاكم المتسلط، كان دائما يقول في خطاباته (انا الخادم) ويستخدم مفردة خادم بشكل مبالغ فيه وكثير حتى يغرس هذه الثقافة, (اننا في خدمة هذا الشعب) , ايضا تعتمد هذه الرؤية على دولة المواطن , الاساس هو المواطن وكل الجهد حتى المواطن يخدم , فالإنسان هو الاساس في هذا البناء والمجتمع والدولة, والمواطن هو الذي يخرج وينتخب ويضع الناس في مواقع الخدمة , فالأساس هو المواطن ويجب ان ننطلق من خدمة المواطن في اداءنا وفي حركتنا, عزيز العراق قام ببناء علاقات اقليمية ودولية استراتيجية، فقام بعدة زيارات للولايات المتحدة والى بريطانيا ودول عديدة في اوربا ودول أخرى لا لشيء الا لمصلحة العراق , وخدمة العراق, كان أول من دعا لحوار أمريكي – إيراني في الشأن العراقي, قال نحن اليوم ندفع ضريبة هذا الصراع في حينها فدعهم يجلسون يحلون مشكلتهم بعيدا عن العراق .
عزيز العراق كان يتمتع بعقلية استراتيجية, فكان له الدور الاكبر في السعي لإخراج العراق من طائلة البند السابع، حيث كان قد طالب مرارا وتكرارا الامم المتحدة، عن طريق رفع العديد من الكتب اليها، مطالبا اياها بضرورة إخراج العراق من هذا البند ، كان اول من تنبه لها , وحولها إلى ثقافة شعبية وذهب إلى الأروقة الخاصة مع القادة العراقيين وناقشها وحملها على أكتافه في زيارته المعروفة والتي اسماها” زيارة الاستقلال والسيادة” الى الولايات المتحدة ليتحدث في إخراج” زيارة الاستقلال والسيادة” الى الولايات المتحدة ليتحدث في إخراج العراق من الفصل السابع وأهميته, ولم يدخل عليه مسؤول دولي او عالمي اممي او اقليمي والتقى به الا وواحدة إخراج العراق من الفصل السابع .
فكان حقاً مؤثراً بالأحداث التي تهم وطنه سواء في زمن المعارضة او العراق الجديد ، فمن يمت مع الحق في مواجهة الباطل ، فسيكون لموته صوت القنبلة ، وتأثير الصاعقة ، ولمعاً الشهاب ، مشكلة بعض الشعوب انها لا تعرف قدر رجالها الا بعد رحيلهم ، فالشمس عندهم جميلة ، بعد غروبها ، والوقت عندهم من ذهب ، بعد ان يمر عليهم ، والفرصة مهمة جداً ، بعد ان تفوتهم ، والشخص عزيز عندهم بعد ان يموت ، فسلاما عليه يوم ولد عزيزا وعاش عزيزا ورحل عزيزا الى بارئه بعد أن قضى جزءا كبيرا من حياته في الجهاد وخدمة الشعب العراقي، فصنع دولة بكفاحه ، هذا هو ديدن عائلة ال الحكيم المجاهدة المضحية، ان العراقيين يكنون كل الاحترام والتقدير لهذه العائلة الكريمة.