مع إن النظام الايراني أصيب بصدمة کبيرة على أثر إنتفاضة 28 ديسمبر2017، التي إجتاحت إيران، لکن إنتفاضة 15 نوفمبر2019، والتي کانت الاقوى والاسرع إنتشارا بحيث تمددت الى أکثر من 191 مدينة خلال فترة قياسية، وأفقدت النظام صوابه وجعلته يخرج عن طوره ويسارع بإستخدام القمع بمختلف الاساليب والطرق خصوصا بعد أن بدأ الشباب الايراني ولأول مرة يهاجمون القواعد العسکرية والمقرات الامنية ويفصحون بصورة واضحة عن نواياهم لإسقاط النظام.
هذا النظام الذي يواجه مشاکل کثيرة لاحدود لحصرها، يکاد أن يکون کجدار آيل للإنهيار في أية لحظة، يمکن إعتبار الدليل والمٶشر الاکبر على فقدانه لمناعته وإتجاهه نحو الافول والزوال، هو إنه قد ظهر ضعفه وعجزه أکثر من أي وقت آخر ولاسيما بعد أن بات النظام من أعلى هرمه الحاکم الى قواعده يردد نظرية المٶامرة ويتهم الشعب الايراني کله بالتآمر ضد النظام، والذي لفت النظر إن النظام إتهم الشعب بالتآمر لکونه قد إتفق وتعاون ونسق مع مجاهدي خلق!
کراهية الشعب الايراني للنظام وسخطه وغضبه من سياساته غير الحکيمة وتصاعد کراهية الشعوب العربية والاسلامية لدور المشبوه وتإييدهم لمقاطعته ومواجهته ووضع حد لتدخلاته السافرة، بالاضافة الى مايتم تأکيده عن دوره في تغذية التطرف الديني والارهاب وتوجيههما، جعله نظاما مشبوها وممقوتا على حد سواء وإن الاسباب الموجبة لفرض المزيد من العزلة عليه تتزايد يوما بعد يوم وجاءت هذه الانتفاضة لتمنح شرعية أکبر للتغيير السياسي الجذري في إيران وإسقاط النظام، ولاريب من إن إنتفاضة 15 نوفمبر2015، قد أفقدت النظام شرعيته بصورة کاملة بعد أن أعلن الشعب رفضه للنظام ووقوفه في الجبهة التي تقودها منظمة مجاهدي خلق.
الدور المشبوه لهذا النظام في المنطقة بشکل خاص، والذي ألحق ويلحق أضرارا کبير بمصالح شعوب ودول المنطقة ويٶثر سلبا عليها، لم يعد هنالك من مجال ووقت لتجاهله والسکوت عليه وإن من الواجب الذي يمليه أکثر من ضرورة معاملته بالمثل، إذ وکما قام ويقوم بإستغلال الاوضاع غير الطبيعية لدول المنطقة ويستغلها من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، فإنه لابد من عدم فسح المجال لهذا النظام ورد الصاع صاعين له، خصوصا وإن هذه الانتفاضة، والتي هي بمثابة تطور إستثنائي نوعي على صعيد الاوضاع في إيران، من المهم أن تهتم بها دول المنطقة وتوليها عناية خاصة، لأنها قد رسمت طريق الشعب الايراني للمستقبل وعلى دول المنطقة أن تتصرف وتتعامل مع الملف الايراني وفق الاسس والمقومات التي طرحتها وحددتها إنتفاضة 15 نوفمبر2019.