5 نوفمبر، 2024 6:28 م
Search
Close this search box.

مخاطر توظيف فقرات الدستور لخدمة رجالات السلطة !!

مخاطر توظيف فقرات الدستور لخدمة رجالات السلطة !!

منذ فترة ليست بالقصيرة ، ينشغل المهتمون بالشأن القانوني في العراق ، بالبحث عن (المبررات) و (الثغرات) التي تكمن بين ثنايا فقرات الدستور، للبحث عن (مخرج) للحاكمين في السلطة، لتبرير خرقهم للدستور، بل ولتسهيل المضي في مواجهة شعبهم، وكيفية (تسويف) المطالب المشروعة بأساليب (مراوغة) و(إحتيال) ، تسهل على القائمين على سلطة الحكم تمديد مهامهم لأطول فترة ممكنة ،وتضع أمامهم (طوق النجاة) من غضبة الجمهور الناقم!!

ويتابع الملايين من أبناء العراق ، بقلق بالغ ، تفسيرات الكثير من المختصين بالشأن القانوني، لكيفية تقديم الخدمة لرجال السياسة في العراق ، وهم يقدمون لهم يوميا (تفسيرات قانونية) ، تكاد بعضها تكون (شبه يومية) ومكررة أحيانا، وعبر فضائيات، توجههم الى الطريقة التي يمكن من خلالها (التحايل) على الدستور والقوانين، لكي يكون بمقدور الحاكمين مد سلطتهم الى أكبر فترة ممكنة ، ويكشفون لهم عن أية (ثغرات) ينفذون من خلالها لتنفيذ مآربهم ، في البحث عن كيفية (خرق الدستور) بطرق لاتكلف رجال السلطة كثيرا من العناء في مواجهة شعب ومتظاهرين عزل، يريدون إزاحة السلطة الحاكمة التي جثمت على صدور العراقيين ، لأكثر من 16 عاما ، وهم مصرون على البقاء وتحدي الجمهور الناقم المطالب بإقالتهم !!

وفي كل هذا يكون الهدف من تقديم تلك الخدمة الترويح للشهرة من بعض المختصين في الشأن القانوني، وكأنهم يفقهون في كل صغيرة وكبيرة، في حين يظهر آخرون ممن يناصرون المتظاهرين ومطالبهم وهم (قلة)، في البحث عن كيفية خرق الحاكمين للدستور ، وتضع أمامهم سبل كشف ألاعيب (البعض) ممن يحاول العزف على (وتر التفسيرات) التي تقبل أكثر من (تأويل) ، حتى انهم يتركون الرأي العام العراقي في حيرة من أمرهم ، وهو في الوقت نفسه يظهر للكثيرين أن من يهتمون بتقديم الخدمة لسلطة الحكم الجائرة واطالة أمد حكمها ، لايهمهم سوى مصالحهم الذاتية في الشهرة كما ذكرنا ، ومرة أخرى في التقرب من تلك السلطات ولكي يكون لهم (شأن) اذا ما نجحوا في البقاء لفترة أطول، إضافة الى ما يحصل عليه (البعض) من مغريات (مادية) ربما ، سواء من الجهات الدعائية التي يتعاملون معها او الجهات التي يروجون لها ، ويجد الحاكمون فيها لهم (منقذا من الضلال) كما يقال!!

لكن أكثر من 85 % من المهتمين بالشأن القانوني ، يوظفون هذه الأيام، قدراتهم لتفسير فقرات الدستور والقانون ، لخدمة أغراض الحاكمين في المقام الأول، وهم لايقدمون الخدمة لشعبهم الذي عاني من الظلم، لانهم يعتقدون ان الجمهور سوف لن يكافئهم على تلك الخدمة، بل أن الحاكمين هم من يوفرون لهم الجاه والمال الوفير، ويسهل عليهم توافد رجالات السلطة لاستشارتهم في كيفية التغلب على الأزمات ومواجهة سخط الجمهور عن طريق البحث عن (ذرائع) و(مبررات) و(ثغرات) تقدم خدمة جليلة لهذا الحاكم أو ذاك، لكي يستمر في تحقيق أهدافه في مواجهة التحدي الجماهيري الناقم عليه وسبل (إمتصاص) النقمة الجماهيرية او تعطيل فاعليتها، عن طريق التعويل على عامل (الزمن) لكي يفعل فعله لصالحهم ، ويكون بمقدورهم (المراوغة) و ( المماطلة) وبأطر تبدو ( قانونية) ولكن في باطنها ، وهي تجهد نفسها في (التحايل) على الجمهور، والعمل على (تحويل أنظار الجمهور) من خلال إبتكار (أساليب مراوغة) أخرى، بمساعدة بعض المختصين بالشأن القانوني، الذين خبروا مؤخرا تلك الحيل والألاعيب ، ليكونوا الأقرب لتوجهات الحاكمين والأكثر قدرة على حلبهم، عندما يقدمون لهم تلك الخدمة، وهي ليسن (مجانية) بكل تأكيد!!

إن مثل تلك (الألاعيب) و(أساليب التضليل) و(المراوغة) و(التحايل) في البحث عن (المبررات) و (التفسيرات) و(الثغرات) التي تخدم رجالات السلطة ، بل وتسعى لتأجيج الصراع فيما بينهم، كون (البعض) منهم يهتم في أي صراع ينجم بين الساسة أنفسهم ومع الشعب، ويجد فيه ضالته في أن يقدم (الخدمة) لمن يرغب ان يبحث عن سبل مراوغة وتحايل، من أجل بلوغ أهدافه التي أشرنا اليها قبل قليل، وهي الشهرة ، والحصول على الثروة بأي ثمن!!

ويبدو أن هؤلاء المختصين في الشأن القانوني لم يدركوا أن الجمهور العراقي ، والمحتجين في ساحات التظاهر قد خبروا كل تلك (المراوغات) و (اساليب التضليل) في (التفسيرات) التي يقدمها (البعض) ، واذا بهم يفاجئون من يدعون أنهم ضالعون في تقديم الخدمة القانونية، ان هناك خبرات إمتلكها هؤلاء الشباب ونخبهم الثقافية وحتى عامة الجمهور، بشأن كل تلك (المراوغات) ولم تعد تنطلي عليهم، كل تلك الحيل والألاعيب، ولهم في تلك العقول المتفتحة من الشباب الواعي، وبمساعدة رجال القانون الشرفاء ، ما يفشل تلك المحاولات الخبيثة، لكي تظهر شمس الحقيقة الساطعة أمام الشعب، ولن يكون بمقدور من يسعى الى (الضحك على عقول العامة) الإستمرار في منهجهم المراوغ، بعد إن إنكشفت تلك الأحابيل والمراوغات، وبعد ان تحصنت عقول الكثيرين بالثقافة القانونية التي تسهل عليهم بلوغ أهداف شعبهم في تحقيق آماله ، بأقصر الطرق وبأقل التكاليف وأكثرها سهولة ويسر، ولا بد من أن يكون النصر في خاتمة المطاف حليف أصحاب الكلمة والمبدأ والابطال الشجعان ، وينهزم الباطل وأهله، مهما تمترس خلف واجهات السلطة ودهائها، “وما النصر الا من عند الله ، إن الله عزيز حكيم”.

أحدث المقالات

أحدث المقالات