قالوا، وهم على صواب في ذلك: الصورة في الصحيفة تعادل مئة مقال. وربما ليس مبالغة في ذلك وخلال مسيرتي المهنية الصحفية تعرفت على اكثر من مصور:
محمود وحليم والزبيدي
في جريدة الثورة، مطلع سبعينات القرن الماضي، عمل المصور محمود حسن. كان كفوءا وبسيطا وطيب القلب ويروي انه في عرض عسكري بمطار المثنى، وجه كامرته نحو رئيس الدولة في حينها. هاجمه حماية المسؤول واوشكوا ان يحطموا كامرته. يروي (أبو شكر) هذه الحادثة وهو يضحك!.
وعام 1976 عملت مهندسا في المؤسسة العامة للسياحة. وذات مرة استدعاني رئيس المؤسسة طاهر احمد امين وعندما دخلت مكتبه وجدت معه الصحفي حسن العلوي.
وطلب منا رئيس المؤسسة اعداد تحقيق صحفي ملون عن السياحة في العراق. واثر ذلك تم ايفادي الى المحافظات الشمالية (انا والمصور حليم الخطاط).
وكانت مناسبة ان اتعرف على هذا المصور السياحي، صاحب القلب الأبيض.
وعدنا من الجولة بحصيلة وفيرة من المعلومات والصور. وهكذا كانت مجلة (الف باء) تنشر على غلافها الملون الأول، عنوانا مثيرا، هو: طاهر احمد امين: من اجل السياحة.. يتهم السياحة. كانت الابتسامة لا تفارق وجه المصور حليم.
ونهاية عام 1981 صدر مرسوم جمهوري بتسميتي: رئيسا لتحرير مجلة (الف باء) ومن ابرز مصوري المجلة، كان: المصور جاسم الزبيدي. ومن خلال العمل توثقت علاقتي به. ويرى الزبيدي ان (الأسود والأبيض) هو الحالة التصويرية الصحيحة. وبوضوح يرفض الزبيدي الصورة الصحفية الملونة.
بطرس ومناحي وعادل
وفي اعلام امانة بغداد تعرفت على المصور فاروق بطرس والمصور عبد علي مناحي. كانا مصورين بارعين. واتذكر ذات مرة كان امين لبغداد يفتتح شارعا قرب ساحة عنتر. ونحن على أبواب (قص الشريط) قصدني المصور فاروق قائلا: ان كاميرا التلفزيون (الفديو) عاطلة.
قلت له: الوقت متأخر جدا، لا يمكننا اصلاح الكاميرا او ابدالها تظاهر بالتصوير، والباقي انا مسؤول عنه ومرت الأمور بسلام.
وفي الدار الوطنية، حيث كنت مديرها العام، تعرفت على المصور (عادل قاسم) هو الاخر كان مصورا بارعا وانسانا طيبا متواضعا خجولا وتشير المصادر ذات الصلة ان المصور عادل قاسم، يعد من اهم المصورين المبدعين الذين عملوا على إشاعة ثقافة الصورة الفوتوغرافية وقد نال العديد من الجوائز داخل العراق وخارجه، واحدى اهم بصمات عادل، هو المعرض الدائم الذي أقامه في مقهى الشابندر بشارع المتنبي بدأ اهتمامه بفن الفوتوغراف عام 1985 وقيل ان صورة (سيدة الماء) من الصور التي لاقت رواجا في الوسط الشعبي. زرته في محله بمنطقة البتاويين.
فالح خيبر
ومن المصورين الإعلاميين النشيطين، فالح خيبر، كان مصورا صحفيا بارعا، لم اشاهده الا وعدسته (كامرته) معه. في ثمانينات القرن الماضي التقيته في اكثر من فعالية صحفية.
امري سليم وحازم باك
وفي مقدمة المصورين الذين تعرفت عليهم، شيخ المصورين امري سليم. كان صديق واستاذ الجميع وفي جريدة الثورة عمل معنا المصور البارع حازم باك. نجوم عديدة في سماء الصورة الصحفية العراقية رحم الله الأموات واطال في عمر الاحياء.