خاص: إعداد- سماح عادل
“حلمي رفله” مُخرج ومنتج مصري. من أبرز الأفلام التي شارك في إخراجها وإنتاجها وكتابتها فيلم “ألمظ وعبده الحامولي”.
سينما..
“حلمى رفله” كانت تربطه صلة صداقة بالمخرج “أحمد بدرخان”، وحينما علم بعزمه على السفر إلى باريس لدراسة فن الإخراج في بعثة علي حساب “أستوديو مصر” قرر هو الآخر أن يسافر إلى فرنسا ليتعلم فن المكياج على نفقته، بمجرد عودته إلى القاهرة استدعاه “طلعت حرب” وألحقه بالعمل مساعدا لبعض الأجانب الذين استقدمهم “طلعت حرب” من أوروبا للعمل ب”أستوديو مصر” في جميع نواحي العمل السينمائي.
وظل يعمل في “أستوديو مصر” حتى أعلنت وزارة المعارف إيفاد بعثات فنية إلي فرنسا، ومن بينها بعثة لدراسة فن المكياج تمهيدا لافتتاح الفرقة القومية المصرية، وكان “حلمي رفله” هو الماكيير الوحيد الذي تقدم لهذه البعثة وسافر إلى فرنسا مرة أخرى لكنه لم يكتف هذه المرة بالتخصص في المكياج بل درس التصوير والديكور والإخراج، حينما عاد “رفله” من البعثة فوجد “أستوديو مصر” قد فصله من العمل لاعتبارات السفر دون إذن فالتحق بالعمل في الفرقة القومية المصرية “المسرح القومي حاليا” وعمل ماكييرا بالمسرح خمس سنوات، ثم عمل ماكييرا محترفا في السينما, وكان أول فيلم قام بعمل الماكياج فيه هو “يحيا الحب” 1938 إخراج “محمد كريم”.
وانتقل للعمل بالإخراج وكون شركة إنتاج مع “أحمد بدرخان” و”عبده نصر”, وقام بإخراج أول فيلم له “العقل في إجازة”1947،
ومن أبرز أعماله في مجال التأليف السينمائي: (حب وجنون 1948- المجنونة 1949- آه من الرجالة 1950- ابن للإيجار 1953- عاشق الروح 1955- هدى1959- فاطمة وماريكا وراشيل 1949- حماتي قنبلة ذرية 1951 – فتى أحلامي 1957- ألمظ وعبده الحامولي 1962- معبودة الجماهير1967- شلة المحتالين 1973- الوفاء العظيم 1974- لا يا من كنت حبيبي 1976- نساء في المدينة 1977- النشالة 1983).
وفي مجال الماكياج: (غرام بدوية- لست ملاكا- رصاصة في القلب- نور الدين والبحّاره الثلاثة- تحيا الستات- ليلى بنت الريف- يوم سعيد)
وفي الإنتاج: (نساء الليل- نادية- شفيقة القبطية- المماليك- نهر الحب- إحنا التلامذة- شاطئ الأسرار- امرأة في الطريق).
وقد تركت أفلامه بصمة كبيرة في السينما المصرية، إنتاجا وإخراجا، وكان عاشقًا للمرح، مهتمًا بكل تفاصيل أفلامه، روت “نادية” ابنة “حلمي رفله” حكاية عشقه للأفلام المرحة حيث قالت أن “حلمي رفله” كان إنسانا مرحا للغاية ولم يكن يحب النكد ولا الزعل، وكان يقوم بحل المشاكل وإرضاء كل الأطراف. وعن كيف نقل “شادية” من أدوار الكومبارس إلى أدوار البطولة. قالت: “والدي أعجب بشادية ولكن أحمد بدرخان كان قد حصل منها على توقيع على عقد احتكار، إلا أن والدي استطاع أن يلغى هذا العقد، حتى اشتركت في أول أفلامها مع والدي وكان بعنوان “العقل في أجازة” وبعدها توالت الأفلام”.
وعن أسباب توقفه عن الإنتاج والإخراج، قالت: “في نهاية الخمسينيات كان والدي يخرج عددا كبيرا من الأفلام وصل إلى 7 أفلام في السنة الواحدة، إلى أنه وفى 1964 تم إصدار قرار بأن يدير والدي قطاع السينما، وتم إجباره على تصفية شركته”.
وقالت مخاطبة والدها: “أنا فخورة جدًا بك لأنك تركت لنا تراثًا وأعمالاً تخلد اسمك ولن أترك حقك لأن معظم أفلامك التي أنتجتها قد أخذت منك جبرًا وأرغمت على تصفية شركتك ولكنى عاهدت نفسي على استرداد حقوقك الأدبية قبل المادية”.
وتضيف: “أنا عن نفسي من أكثر الأفلام التي أحبها لأبى كمنتج هي أفلام شارع الحب ونهر الحب وامرأة في الطريق وإحنا التلامذة والسبع بنات ومافيش تفاهم وكمخرج أحب له أفلام ليلة العيد ومعبودة الجماهير وألمظ وليالي الحب والمليونير”.
وفى عام 1957 نشرت الكواكب عددًا من الموضوعات تحدث فيها نجوم الزمن الجميل عن مغامراتهم في أول خطوات سلم المجد، وبعض المواقف التي وضعتهم على بداية طريق الفن والنجومية. وكان من بين هؤلاء النجوم “شادية” التي أشارت إلى أنها بدأت أول خطوة في سلم نجوميتها بعد أن سبقتها شقيقتها “عفاف شاكر” إلى عالم الفن والتمثيل والاستوديوهات، وهو ما جعلها تتمنى أن تدخل هذا العالم مثل شقيقتها. ظلت “شادية” ترافق شقيقتها إلى الاستوديوهات وتحلم بفرصة حتى تحقق حلمها في دخول هذا العالم لتصبح فتاة مشهورة، وحانت اللحظة عندما رآها المخرج “حلمي رفلة” وقالوا له إن هذه الفتاة هي شقيقة الممثلة “عفاف شاكر”.
شادية..
وتحكى “شادية” لمجلة الكواكب عن هذه اللحظة قائلة: “أطال المخرج حلمي رفلة التحديق في وجهي حتى أنى خفت منه”، مشيرة إلى أنه وقتها كان يبحث عن فتاة لتؤدي دور فتاة ساذجة في فيلم “العقل في إجازة” بطولة محمد فوزي وليلى فوزي، وعرض عليها هذا الدور ففرحت كثيرا وأخبرته بأنها تغنى أيضا، وعندما سمعها اقتنع جدا بموهبتها وأجرى لها عددا من الاختبارات واجتازتها جميعا، ثم قال لها المخرج حلمي رفلة: “مبروك ياشادية انتى كويسة خالص”، ومنحها هذا الدور الذي بدأت به مشوار نجوميتها، فتفوقت على شقيقتها في المجد والشهرة.
كان أستوديو مصر أشبه بمستعمرة أجنبية، حيث كان السينمائيون الأجانب يسيطرون علي جميع أقسامه الفنية، ولم يكن يسمح للشباب المصري الالتحاق به إلا للعمل في الوظائف التافهة.
وعندما التحق “حلمي رفله” بالأستوديو أسند إليه رئيسه الأجنبي عملا وصفه رفله بأنه من اختصاص الفراشين، وبالرغم من ذلك ظل يكافح ويكنس البلاتوهات بالمقشة حينا، ويثور ويتمرد علي رئيسه حينا آخر.
وذات مرة ذهب إلي “طلعت حرب” يشكو رئيسه، وبكي وهو يروي مأساته، فضحك طلعت حرب قائلا ” كنت أتمني أن أراه هو يشكو منك ويبكي بالدموع”.
ولم يمض سوي عامين علي هذه الواقعة حتى ذهب الرجل الأجنبي ل”طلعت حرب” يشكو إليه هذا الشيطان الصغير وهو يبكي بالدموع، وتقدم باستقالته وتولي “حلمي رفله” عمله.
ويقول عنه الناقد “طارق الشناوي”: “حكى لي الفنان كمال الشناوي أنه كان كثيراً ما يلعب بطولة أفلام من إنتاج وإخراج حلمي رفله الذي كان يطلب منهم في اليوم الأخير للتصوير، أن يحضروا معهم ملابس مغايرة للشخصية التي يلعبونها، وبعد لقطة النهاية يرتدونها، ويتم تصويرهم في لقطة جاذبة، ويكتب تحتها اسم وهمي لفيلم قادم وينشرها في الجرائد، ويتلقى بعدها أكثر من عرض لعدد من موزعي السينما في لبنان يطلبون التعاقد معه على الفيلم الذي لم يشرع أساسا في تنفيذه.
حكاية أخرى رواها لي كمال الشناوي أيضاً عن حلمي رفله، وكيف أنه كان يتفق مع أصدقائه في وزارة الداخلية بمجرد وصول القطار الذي يستقل إسماعيل يس قادماً من الإسكندرية إلى بنها التي تبعد نحو نصف ساعة عن القاهرة، حيث يصعد عدد من جنود الشرطة إلى القطار لاصطحاب إسماعيل يس الذي كان جدوله عادة متخماً بتصوير نحو 5 أفلام في الوقت نفسه، إلا أن رفله يسبق الجميع ويأخذه «سُمعة» إلى «لوكيشن» أقامه في بنها، قبل أن تتبدد طاقته في تصوير أفلام أخرى.
وفاته..
توفى “حلمي رفله” في 14 أبريل وهو في طريقه من ليون إلى باريس لمعاينة أماكن تصوير فيلمه عن قصة حياة توفيق الحكيم.