لم تكن موافقة مجلس العموم البريطاني اليوم على خطة السيد بوريس جونسون بشأن عملية الخروج من الاتحاد الأوربي ( بركست ) بالمفاجئة ، فقد جائت كـ تحصيل حاصل لنتائج الانتخابات العامة التي جرت في الـ 12 من الشهر الحالي والتي حقق حزب المحافظين فيها أغلبية كبيرة وساحقة. منحت السيد جونسون
تفويضاً للخروج من الاتحاد بسلاسة .
لقد عمل السيد جونسون بذكاء حينما سحب معارضيه الى الانتخابات ، وطلب التأجيل من الاتحاد الأوربي ، أراد بذلك ترتيب بيته الداخلي بعد طرد بعض الأعضاء المعارضين لعملية الخروج ولسياساته،وأرسل رسائل سياسية قوية لخصومه وللاتحاد معاً ، قال فيها انه لن يتراجع عن موقفه وسيعلن الخروج في نهاية الشهر الاول من العام القادم وبهذا تلاعب بأعصاب خصومه بحنكة .
كما انه كان يعرف بالنتيجة مسبقاً حسب التقارير التي وصلته من مكاتب حزبه ، فقد إشارات استطلاعات الرأي في بريطانيا الى تقدم المحافظين بفارق كبير عن منافسه حزب العمال الذي وضع في خانة المتهم حينما راح يدافع زعيمه جيرمي كوربن عن نفسه بشأن التهم الموجهة اليه بمعاداة السامية .
وقد أظهرت الاستطلاعات ان حزب المحافظين سيحصل على أقل تقدير على 359 مقعد مم مجموع المقاعد الـ 650
وبالفعل حصل الحزب على 364 مقعد مما هيأ أغلبية مريحة جداً لزعيمه جونسون الذي تعهد بالخروج في نهاية شهر يناير القادم في السنة الجديدة .
وبذلك سيضع رئيس الوزراء البريطاني حداً للمعركة السياسية التي دامت حوالي ثلاث سنوات ونصف و للانقسام السياسي الذي عطل بريطانيا اقتصادياً وشغلها عن مهماتها الخارجية .
بموافقة مجلس العموم على خطة جونسون تكون بريطانيا قد اتخذت لنفسها مساراً جديداً بعد مرور اكثر من 45 عام على إنضمامها للاتحاد عام 1973 في عهد ادوارد هيث .
ومن المفاراقات في هذه المعركة. ان بريطانيا انضمت للاتحادعلى أيدي المحافظين وخرجت على أيدي المحافظين ايضاً .
بات بحكم المؤكد خروج بريطانيا دون اتفاق في 31 يناير القادم ، ولكنها هل ستلتزم بتعهداتها بشأن الحدود الإيرلندية الايرلندية، و هل سيرصخ الاتحاد الأوربي لرأي جونسون بشأن ترتيبات بديلة تعتمد التكنولوجيا في الحدود بين الايرلنديتين ؟ ام ستبقى الحدود على حالها كما اتفقت تريزا مي مع الاتحاد، وهل ستترك بريطانيا الوحدة الجمركية والسوق الأوربية الموحدة وتعقد الصفقات التجارية لوحدها ؟
وهل سنشاهد طوابير الشاحنات على الحدود؟
وماذا بشأن حرية تنقل الأفراد والتأشيرات و….وووو اسئلة كثيرة تنتظر الإجابة بعد 31 يناير القادم .