19 ديسمبر، 2024 1:42 ص

أجراءات عزل ترامب بين الحقيقة الفعلية وبين الاغراض والاهداف الانتخابية

أجراءات عزل ترامب بين الحقيقة الفعلية وبين الاغراض والاهداف الانتخابية

اقر الاربعاء المنصرم، مجلس النواب الامريكي الذي يسيطر عليه الديمقراطون؛ لائحة اتهام الرئيس الامريكي، ترامب، المكونة من مادتين؛ استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونكرس الامريكي، تمهيدا لمحاكمته في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون. قبل الخوض في جدوى هذه الاجراءات لجهة عزل ترامب او نجاح الديمقراطيون في عزل الرئيس الامريكي من عدمه. نلاحظ ان الكثير من حكومات دول المنطقة العربية وجوارها، تنتظر نهاية هذه الاجراءات باهتمام مبالغ فيه، وهي منقسمة بين من ينتظر التخلص منه وبالنتيجة كما يتصورون، يتخلصون من ثقل سياسته المعادية لهم ولبلادهم او تخفيفها او ايجاد منافذ في جدار العداوة لهم؛ ليجسروا عبر هذا المنفذ، الخندق العميق بينهم وبين الادارة الامريكية الترامبية. وفي الطرف الثاني من هذه الحكومات، تتابع تلك الحكومات بقلق ايضا مبالغ فيه، خوفا وتوجسا من ان تقود تلك الاجراءات الى عزل الرئيس الامريكي مما يؤثر على مخططهم في المنطقة سلبا. من الطبيعي ان هذاين الصنفين من الحكومات؛ لايقولوا هذا صراحة او لايعبروا عنها قولا واضحا ولكنه موجود بما تكتبه الصحافة الموالية لكلا الصنفين او الصحافة التى تتبنى اقتنعا او شيئا اخر موقف الحكومتين. نعود الى اجراءات عزل ترامب من عرش الادارة الامريكية، نقول وفي بداية ما نقول؛ ان الديمقراطيين مقتنعون بان عزل الرئيس لن ينجحوا فيه ولسبب واضح كل الوضوح ولايحتاج الى تحليل عميق ورؤية عقل ثاقب، لأن الجمهوريين يسيطرون على مجلس الشيوخ وهم وفي هذه الظروف وفي هذا الوقت الحرج والقريب من بدء الترشيح للحزبين الديمقراطي والجمهوري لمن يخوض الانتخابات الامريكية بالانابة عنهم او من يمثلهما، وعلى مقربة زمنية في بداية الحملة لها،لن يسمحوا في نجاح خطة العزل بتأثيرها البالغ في تقليص مساحة فرصة فوز مرشحهم اي الجمهوريون في انتخابات عام 2020. نانسي رئيس مجلس النواب بعد ان روجت اعلاميا لأجراءات عزل الرئيس الامريكي وبعد تمكنها من اقرار لائحة الاتهام عادت لتقول ان لائحة الاتهام التى تمهد الطريق لمحاكمة ترامب في مجلس الشيوخ؛ لن تدفعها الى المحاكمة الابعد ان تتأكد من الطريقة السليمة لمحاكمته وهذا يؤشر لنا ان هناك تململ او تباطأ مقصود لبدء المحاكمة، بعد حققت هدفها باثارت زوبعة غبار كثيف حول شخصية واعمال ترامب والتى هي اصلا وبحد ذاتها زوبعة غبار اكثر كثافة من زوبعة نانسي لناحية الرداءة والسلبية كرئيس لدولة عظمى تتحكم حتى الان في مصائر الكثير من الشعوب والدول، وليس لصناعة الرأي العام الجمعي في المجتمع الامريكي فهذا شيء اخر، فأجراءات ترامب او امريكا ترامب تحت ادارته؛ تتناغم مع ما يريده الشعب الامريكي في ظل سيادة الشعبوية العنصرية في المجتمع الامريكي بالاضافة الى توفير فرص العمل وتقليص البطالة. ترامب في اخر تغريده له،كتب؛ من انه يريد محاكمة سريعة واتهم الديمقراطيين بانهم يتقصدون اطالة فترة تقديمه للمحاكمة وانهم يخافون من افتضاح امرهم او تأمرهم عليه، ويخشون من ان يقوم بكشف الخونه والواشون، والكلام لترامب. نعود مرة اخرى الى خطأ البناء السياسي الذي يرسم سياسة حكومات دول المنطقة العربية وجوارها، على من يأتي او من يمتطي ويقود ديناصور المال الامريكي الهائج دوما وابداً، لأن من يمتطيه ليس هو من يضع فيه او على ظهره حمولته، تضعها الايادي والعقول الامريكية الموجوده في الظل الامريكي غير المرئي، بعبارة واقعية وموضوعية او اكثر دقة وموضوعية؛ ان امريكا الرسمية هي من تصنع وتبرمج وتمنهج تلك الحمولة. ان موجة عزل ترامب ماهي الا لأغراض انتخابية وليس لأهدف عزله فعليا، لذا، نقول وبكل تأكيد؛ بأن ترامب رجل المال والعقارات الهائج والمتهيج دائما وبداً لرائحة المال حيثما وجد، لن يعزل بكل تأكيد، فهو يتوفر على دعم شعبي واسع وعلى دعم المؤسسة الامريكية العميقة بجانبها المحافظ الذي يتسيد مشهد الظل السياسي الشعبوي العنصري في امريكا في الوقت الحاضر وبما يحوز عليه من ماكنة اعلامية مؤثرة جدا وواسعة جدا ومدعومة من اللوبيات الصهيونية والاخيرة بما تملك من اعلام وقوة فاعلان في المجتمع الامريكي. أما من يفوز في الانتخابات الامريكية، ترامب او جو بايدن و الاخير،هو الاوفر حظا في ترشيح الحزب الديمقراطي، فهذا امر لايمكن التنبؤ به حد اليقين، مع هذا فان حظ ترامب رغم كل هذه الضجة هو الاوفر حظا في الفوز في دورة ثانية والتى سوف تكون ان فاز بها ترامب؛ حبلى بالكثير من المتغيرات الموجودة في درج او رفوف امريكا الرسمية، وهذا هو ما يجعلنا نعتقد بان فوز ترامب، امر محتمل جدا…

أحدث المقالات

أحدث المقالات