24 سبتمبر، 2024 2:13 م
Search
Close this search box.

انتخابات بريطانيا .. صعود المحافظين وفشل جماعي كبير !

انتخابات بريطانيا .. صعود المحافظين وفشل جماعي كبير !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

حقق حزب “المحافظين” نصرًا ساحقًا يضمن الدعم الكامل لكل خطط رئيس الوزراء المحافظ، “بوريس غونسون”، فيما يخص طلاق “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”، إذ ارتفعت عدد مقاعد الحزب إلى 364، ليتمكن من تشكيل الحكومة منفردًا.

بينما مُني حزب “العمال” بأكبر هزيمة له، منذ عام 1935، أي ما قبل الحرب العالمية الثانية، وسوف تذكر كتب التاريخ هذه الانتخابات، لأن تاريخ “بريطانيا” سوف يتغير، ليس فقط فيما يخص العلاقة مع “الاتحاد الأوروبي”؛ وإنما بشأن العلاقة مع العالم بشكل عام، وتعامل الحكومة مع المواطنين، وهي أهم نقطة، لأنها تُعد الانتخابات الأكثر أهمية لجيل بأكمله، إذ إحتدمت المنافسة بين نموذج “غونسون”، المحافظ الرافض لـ”أوروبا”، ونموذج “غيرمي كوربين”، الاشتراكي الرافض أيضًا لـ”أوروبا”، بينما بقي أنصار الوسط المعتدل المؤيد للبقاء في الاتحاد يمثلون أقلية، بحسب صحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية.

مدلولات النتائج مجهولة..

أضافت الصحيفة أنه رغم أن النتائج قد عرفها الجميع؛ إلا أن ما تدل عليه هو أقل ما يعرف عنه، لأن “المحافظين” و”العمال” ليس لديهم فكرة عن شكل المستقبل، ولا يدركون أي شيء عن كيفية مواجهته؛ إذ لم تناقش أي من القضايا الحاسمة، (مثل الحياة في بريطانيا بعد الانفصال عن الاتحاد ومواجهة الاحتياجات الاجتماعية الأساسية للمواطنين)، بعمق، وإعتمدت الحملات الانتخابية على الجمل المسترسلة والشعارات التي لا تحوي أي مضمون.

وذكرت (لا بانغوارديا) أن كان “كوربين” على هامش حزب “العمال”، حتى تولى رئاسته عام 2015، وكان حزب “العمال” داعمًا قويًا للبقاء داخل الاتحاد، في استفتاء 2016، لكن رئيسه، “كوربين”، في نفس الوقت يعتبر “الاتحاد الأوروبي” رمزًا للرأسمالية التي يحاربها، وقبل بإجراء استفتاء جديد فقط بعد الفشل في الانتخابات الأوروبية، التي أٌجريت في آيار/مايو الماضي، وتجنب الحديث في هذه الحملة عن (بريكسيت).

كذلك الأمر، لم يكن “غونسون” واضحًا في وعوده بشأن الخروج من الاتحاد، بحلول نهاية كانون ثان/يناير المقبل، وإنهاء اتفاق اقتصادي، نهاية عام 2020 المقبل، ويعد تاريخ، 31 تشرين ثان، رمزي بحت ولا يعني أي تغيير فعلي بالنسبة إلى البريطانيين، بعيدًا عن القوميين الذين سوف يشعرون بأنهم استعادوا أمجاد الإمبريالية، كما أن إنهاء الفترة الانتقالية خلال 11 شهرًا مع التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع “الاتحاد الأوروبي” مستحيل من الناحية التطبيقية، خاصة أن “غونسون” يريد تحويل “لندن” إلى نموذج، “سنغافورة”، على المستوى المالي، لكن “بروكسيل” لن تسمح له بذلك.

ورغم أن شعار حملته كان: (تنفيذ بريكسيت-Get Brexit done)، إلا أنه لم يرد إعطاء أية تفاصيل لأن مشروع الخروج لن ينتهي في نهاية، كانون ثان/يناير أو نهاية العام المقبل، وإنما سوف تستغرق المباحثات من أجل الاتفاق على العلاقة مع “الاتحاد الأوروبي” في المستقبل وقتًا طويلًا.

بريطانيا مقسمة..

ذكرت الصحيفة الإسبانية أنه بعد ظهور نتائج الانتخابات؛ باتت “بريطانيا” مقسمة من الناحية الإيديولوجية ما بين التيار اليميني واليساري، وجغرافيًا بين “إنكلترا” و”إيرلندا الشمالية” و”أسكتلندا”، لأنه لا توجد حتى الآن خارطة طريق واضحة تحدد التفاصيل الكاملة للخروج.

وأضافت أن “غونسون” لا يعلم مدى تأثير “الطلاق” على الأجور والأسعار والخدمات والصناعات البريطانية، وصرح بأن المنتجات التي تصنع في “المملكة المتحدة” سوف تكون مختلفة، لكن هل سوف يرخص لها رسميًا للبيع في “الاتحاد الأوروبي”، وما هو الشكل الذي يجب أن يكون عليه الاتفاق الذي يسمح بهذه التجارة ؟.. لا أحد يمتلك الإجابة، لكن ما هو معلوم أن (بريكسيت) سوف يغير الإطار التجاري الذي تسير وفقه “بريطانيا”، منذ نحو 50 عامًا، ولم يقدم أي أحد سواء “غونسون” أو “كوربين” ملامح الإطار الجديد خلال الحملات الانتخابية.

ويتضمن الخروج أيضًا إنشاء حدود جمركية مع “إيرلندا الشمالية”، كما عادت النزعة الانفصالية للأسكتلنديين إلى البروز من جديد، بينما واجه “غونسون” هذه المخاوف بالكثير من الأكاذيب، خلال الأسابيع الماضية، ومنها أنه قال إنه لن تكون هناك حدود تجارية مع “أولستر”، إحدى محافظات “إيرلندا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة