خاص : كتبت – هانم التمساح :
حينما يُذكر “العراق” في أي بقعة في العالم العربي تجد الجميع يتحدثون بمرارة عما آل إليه حال بلد عريق قوي عزيز، جراء ما صنعته أيدي الغزو الأميركي الغاشمة والأطماع الفارسية البغيضة، تلقائيًا تحدث المقارنة بين الغزو وما قبله حتى من أؤلئك الذين طالما انتقدوا أخطاء “صدام حسين”، ولم يغب “العراق” عن “منتدى شباب العالم”، الذي أستضافته “جمهورية مصر العربية”، الأيام المنصرمة، حيث تطرق المؤتمر للحديث عن “العراق” وما آلت إليه الأوضاع.
“السيسي” : كان من الممكن تصحيح خطأ “صدام” لكن التدخل دمر الدولة..
وقال الرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، إن “العراق” كان “دولة مستقرة وقوية ومتطورة ومتقدمة واقتصادها قوي جدًا، والعلم والمعرفة لديها جيدين قياسًا بواقعنا العربي”.
وأضاف “السيسي”، خلال لقاء مفتوح عقده مع مجموعة من الشباب على هامش “منتدى شباب العالم”، الذي تستضيفه “مصر”، مساء الثلاثاء: “في خطأ كبير حدث من القيادة، عامي 1990 و1991، ترتب عليه تداعيات كثيرة”، متابعًا: “المسؤول عن الدولة لو أخطأ ممكن يدفع ثمن ذلك الوطن كله”.
وأوضح أنه كان من الممكن أن يصوب “العراق” ما حدث من أخطاء، لكن ما حدث من تدخل، في 2003، أدى إلى إسقاط الدولة ومؤسساتها، وعلى رأسها الجيش والمؤسسات الأمنية، وحدث تدمير وتخريب في مدن عراقية كثيرة نتيجة هذا الأمر، على حد تعبيره.
لا يمكن إنشاء دولة كُردية بالقتال..
وأكد الرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، على أن الهوية الكُردية لن يستطيع أحد محوها، مشددًا على أن الشعب الكُردي عانى على مدار 60 عامًا مضت.
وبكت شابة كُردية؛ خلال إجابة الرئيس المصري على سؤالها عن الصراعات في العالم والأقليات، حيث وجهت سؤالها للرئيس حول الكراهية في العالم، وعن حقوق الإنسان، خاصة أنها لا تعرف مستقبلها.
وأضاف الرئيس المصري: “خلال السنوات الماضية، حدث تقسيم لعديد من الدول بالنسبة للأكراد في إيران وتركيا وغيرها من الدول، ولكن لي مقارنة تعتمد على العمل والسلام، فالهوية لا يستطيع أي شخص سلبها منك، وبدليل أنك تقفين الآن تتحدثين عنها رغم كل ما حدث”.
وأشار الرئيس المصري إلى أن: “اللغة الكُردية والعادات والتقاليد الخاصة بالأكراد موجودة، ولكن ضياع الموارد الخاصة بالشعب الكُردي هو الثمن الذي ضاع من الأكراد”.
ووجّه الرئيس، “عبدالفتاح السيسي”، تساؤلًا لشابة كُردية مشاركة في فعاليات “منتدى شباب العالم”، عما يتعلق بقضية الأكراد، قائلًا: “ما نتيجة القتال بعد 60 عامًا ؟.. أتمنى تجاوبي وهذا الأمر لنفسك، كم عدد القتلى ؟.. وماذا عن المقدرات التي تعرضت للتخريب والدمار ؟.. وما نتيجة كل ما حدث ؟”.
وأضاف “السيسي”، خلال لقائه بشباب العالم، عقب “ماراثون السلام”، في “شرم الشيخ”: “كل المجتمعات فيها اختلاف، ممكن الصعيدي يقولي أنا عاوز استقل، ولو حد ذكي جوه المجتمع المصري وغذاه بأفكار هيحصل مشاكل”.
وتابع “السيسي”: “الدعوة للقتال من أجل إنشاء الدولة مش صحيح، اللي حصل في التاريخ كان قدر، لكن اللي هتعملوه دلوقتي أنتوا مسؤولين عنه، وخلي عملكم كله بناء وتنمية وسلام، لا الهوية هتتاخد ولا الثقافة هتطمس ولا حد هيقدر يعملكم حاجة”.
وأستكمل “السيسي”: “تصوري، إن القتال والغضب والألم والرفض، كان ممكن يتحول لطاقة عمل وبناء وتعليم”.
وأنطلقت مساء السبت الماضي، النسخة الثالثة من “منتدى شباب العالم”، بمدينة “شرم الشيخ”، بحضور الرئيس، “عبدالفتاح السيسي”، وبمشاركة 8000 شاب من مختلف أنحاء العالم.
وتناول المنتدى، الذي أختتمت فعالياته، الثلاثاء، قضايا متنوعة وجديدة؛ لا سيما الأفكار المستقبلية التي تثير اهتمام الشباب في مختلف أنحاء العالم، خاصة ما يتعلق فيها بتداعيات التغيير المناخي على نوعية الحياة على كوكب الأرض، والتحديات المصاحبة للتطورات التكنولوجية المتسارعة وغير المسبوقة، التي تثير القلق من إمكانية فقدان الوظائف.
قيادى كُردي بالقاهرة : نشكر مصر على دعمها لنا..
من جانبه؛ وجه “ياسين رؤوف”، القيادى الكُردي بالقاهرة، التحية والشكر للرئيس، “عبدالفتاح السيسي”، لمواقفه العظيمة من الشعب الكُردي والداعمة لحقوقه وقضيته.
وقال “رؤوف”، الذي لعب دورًا كبيرًا في تقوية العلاقات “الكُردية-المصرية”؛ ممثلًا لـ”إقليم كُردستان العراق”: “باسم الشعب الكُردي وإقليم كُردستان أوجه الشكر والتحية للرئيس، عبدالفتاح السيسي، على موقفه العظيم والنبيل من الشعب الكردي وحقوقه، وآخرها ما صرح به خلال منتدى شباب العالم، الذي تستضيفه مصر، والذي أكد فيها: أن الهوية الكُردية لن يستطيع أحد محوها، مشددًا على أن الشعب الكُردي عانى على مدار 60 عامًا مضت”.
وأضاف “رؤوف”: “الحقيقة أن هذا التصريح ليس غريبًا على الرئيس، السيسي، الذي سبق وأن أكد في كثير من المرات على دعمه للحقوق الكُردية، ولعدالة القضية الكُردية، وهو أيضًا ليس غريبًا على مصر التي كانت دائمًا قِبلة الشعب الكُردي، والتي ساندت حقوقه المشروعة وقامت بتحركات وجهود دبلوماسية وسياسية وشعبية لدعم الكُرد ونضالهم”.
وأشار “رؤوف”، إلى أن هذا التصريح، من الرئيس، “السيسي”، سينعكس إيجابيًا على العلاقات “المصرية-الكُردية”، وكذلك “العلاقات العربية-الكُردية”، فـ”مصر” هي الشقيقة الكبرى لكل الدول العربية وهي الدولة صاحبة الدور الريادي في المنطقة.
ودشّن “منتدى شباب العالم” فعاليات جديدة ثرية ومتنوعة، إذ شهد العام الحالي، للمرة الأولى، إطلاق منصة (INSPIRE. D)، وحاضنات أعمال “منتدى شباب العالم”، (WYF LABS)، إضافة لاستمرار فعالياته الثرية والمتنوعة التي إنطلقت، في العام الماضي 2018، مثل “مسرح شباب العالم”، و”المنطقة الحرة”، (FREEDOM.E)، ونموذج “محاكاة الاتحاد من أجل المتوسط”، (MUFM).