سألوا السياسي المعروف أحمد الجلبي على شاشة إحدى الفضائيات، قبل عشر سنوات تقريبا ً، لماذا لم تتصل بأصدقاءك الأمريكان ليوفروا الحماية للإنتفاضة الشعبانية في عام 1991 على أثر إنسحاب الجيش العراقي من الكويت، فأجاب بأنه إتصل بهم طالبا ً منهم ذلك و لكن الأمريكان أجابوه بأن أمريكا لم تأت ِ بنصف مليون جندي و صرفت مليارات الدولارات لترى العراقيين في إنتفاضتهم يحملون صورة رجل دين إيراني، و أمريكا ردا ً على موقف العراقيين هذا سمحوا للنظام السابق بإسترداد أسلحته التي تركها في البصرة ليستخدمها في قمع الإنتفاضة الشعبانية، حيث أن أمريكا أجبرت النظام السابق على ترك أسلحته في البصرة عندما إنسحب من الكويت. و بعد أن قضى النظام السابق على الإنتفاضة الشعبانية إتهمت أمريكا النظام السابق بأنه يقمع شعبه و قامت بمنع طائراته بالتحليق فوق المناطق الجنوبية بحجة توفير الحماية للشعب العراقي. و في عام 2003 قامت أمريكا و حليفاتها بالهجوم العسكري لإزالة النظام السابق بحجة أنه يقمع شعبه و يعتدي على جيرانه. أما النظام الذي تشكل على أنقاض النظام السابق جعل العراق في حالة أسوأ من النظام السابق على الرغم من مليارات الدولارات التي توفرت لديه، فلقد بلغ السوء بالنظام أن يعترف السياسيون علنا ً على شاشات الفضائيات بأن المليارات أهدرت و سرقت بما يقدر (800000000000) ثمنمئة مليار دولار و أن ملفاتها القضائية التي بلغت بالآلاف أحيلت للقضاء و لكن القضاء لم يحسمها، و زيادة على ذلك فإنهم يعلنون بأن ديون العراق بلغت (120000000000) مئة و عشرون مليار دولار، و أن فوائد الديون التي دفعها العراق عام 2019 بلغت (6000000000) ستة مليار دولار، و أن فوائد الديون التي سيدفعها العراق في عام 2020 ستبلغ (13000000000) ثلاثة عشر مليار دولار، و كل هذا جعل المتضررين من هذه الحالة يقومون بتظاهرات حاشدة يطالبون فيها الحكومة بمحاسبة الفاسدين و محاربة الفساد، و لكن هؤلاء المتظاهرين جوبهوا بإطلاق الرصاص الحي عليهم مما أدى إلى إستشهاد المئات و جرح عشرات الآلاف منهم، و هذا فتح الباب واسعا ً للقوى الخارجية للتدخل و تهديد مسئولي الحكومة بالعقوبات و هذا يعني دخول العراق في دوامة جديدة ستكون نتائجها أسوأ من سابقاتها و ربما ستؤدي إلى شرذمة العراق تطبيقا ً لمشروع جو بايدن.