15 نوفمبر، 2024 1:23 م
Search
Close this search box.

هل بدأت المواجهة “الأميركية-الإيرانية” في العراق ؟ .. واشنطن تطالب بإجراءات حماية لقواعدها !

هل بدأت المواجهة “الأميركية-الإيرانية” في العراق ؟ .. واشنطن تطالب بإجراءات حماية لقواعدها !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة أميركية لإحتواء الموقف بينها وبين “العراق” حتى لا تتجاوز سيادة الأخير على أرضه، قال وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، إنه تحدث إلى رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، وحث “بغداد” على إتخاذ خطوات للسيطرة على الوضع بعد سلسلة هجمات على قواعد تستضيف قوات أميركية.

وكان مسؤول عسكري أميركي بارز قد حذر، الأسبوع الماضي، من أن: “هجمات تشنها فصائل مدعومة من إيران على قواعد تستضيف قوات أميركية في العراق؛ تدفع كل الأطراف صوب تصعيد خارج عن السيطرة”.

وقال “إسبر”، للصحافيين، بحسب وكالة (رويترز): “نحتاج مساعدتهم من أجل استقرار الوضع الأمني ووضعه تحت السيطرة، لكننا ما زلنا نحتفظ بحقنا في الدفاع عن النفس وسنمارسه”.

اتهام إيران بالضلوع وراء الهجمات..

وبسؤاله عمن يعتقد أنه وراء الهجمات الصاروخية الأخيرة، فقال: “ظني أن إيران وراء هذه الهجمات، مثلما هي وراء الكثير من السلوكيات الخبيثة في أنحاء المنطقة، لكن من الصعب الجزم”.

وأمس الأول، قال مكتب “عبدالمهدي”، في بيان؛ إن “إسبر” حث رئيس الوزراء على إتخاذ خطوات لمنع قصف القواعد التي تستضيف قوات أميركية.

تحذير من إتخاذ قرارات أحادية..

وأضاف أن “عبدالمهدي” حذر “إسبر” من أن “إتخاذ قرارات من جانب واحد ستكون له ردود فعل سلبية تصعب السيطرة عليها وتهدد أمن وسيادة واستقلال العراق”.

وأوضح مسؤول عراقي كبير، أن “عبدالمهدي” يخشى أن ترد “الولايات المتحدة” على تلك الهجمات؛ “ما قد يؤدي إلى تصادم على أراض عراقية”.

واستقال “عبدالمهدي”، الشهر الماضي، تحت ضغط احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة، وهو يقوم حاليًا بمهام تصريف الأعمال.

ومنذ 28 تشرين أول/أكتوبر الماضي؛ وقعت 10 هجمات بصواريخ ضد قواعد تضم عسكريين أميركيين، أو “السفارة الأميركية”، في “المنطقة الخضراء”، شديدة التحصين، وسط “بغداد”، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات، لكن “واشنطن” تتهم غالبًا، الفصائل المسلحة الموالية لـ”إيران”.

ولكن “إسبر” قد إعترف بأنه من الصعب إثبات تورط “طهران” في الهجمات، وقال: “أشتبه في وقوف إيران وراء هذه الهجمات، كما أن الإيرانيين وراء الكثير من التصرفات المضرة بكل المنطقة”، وأضاف: “لكن من الصعب إثبات ذلك”.

وكان مصدر أميركي قد أكد؛ لوكالة (فرانس برس) حديثًا، أن الفصائل الموالية لـ”إيران” في “العراق”، باتت تشكل تهديدًا أكبر على الجنود الأميركيين من تنظيم (داعش).

تحذير من الإضرار بالمصالح الأميركية..

وفي الأسبوع الماضي؛ حذر وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، “إيران”، من الإضرار بالمصالح الأميركية في “العراق”، متهمًا مجموعات (الحشد الشعبي)، المدعومة من “إيران”، بتدبير تلك الهجمات على القواعد الأميركية في “العراق”.

وقال “بومبيو”، في بيان: “نفذ وكلاء إيران في الآونة الأخيرة عدة هجمات ضد قواعد تتواجد فيها قوات الأمن العراقية مع أفراد من التحالف الأميركي والدولي”، وأضاف البيان: “ستواصل الولايات المتحدة العمل يداً بيد مع شركائنا العراقيين، بما في ذلك قوات الأمن العراقية، التي لعبت دورًا محوريًا في استعادة سيادة العراق من (داعش)”.

وتصاعد التوتر بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، بسبب “العقوبات الأميركية”، التي أضرت بمصالح “طهران” بقوة، كما تبادل الجانبان الاتهامات بشأن هجمات وقعت على منشآت لـ”النفط” ومستودعات لأسلحة الفصائل المسلحة وقواعد تضم قوات أميركية.

مواجهة غير مباشرة منذ شهور..

تعليقًا على الموضوع؛ يقول نائب مدير المركز “الجمهوري” للبحوث الأمنية والإستراتيجية، الدكتور “عماد علو”، أنه: “منذ عدة أشهر والأراضي العراقية تشهد مواجهة غير مباشرة بين واشنطن وطهران، ويدفع ثمنها المواطن وكذلك العراق، نتيجة هذا التدافع والتنافس من أجل الحصول على النفوذ داخل العراق، وكذلك نتيجة التوتر الحاصل بين إيران والولايات المتحدة بسبب الخلاف على قضية الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني”.

وتابع “علو”: “لاحظنا في الأشهر الماضية؛ عمليات قصف بواسطة طائرات مُسيرة لمواقع تابعة لـ (الحشد الشعبي)، وفي المقابل كانت هناك عمليات قصف للمواقع التي تتواجد فيها قوات أميركية، وكذلك قصف السفارة الأميركية داخل العاصمة، بغداد، حيث أن المواجهات مستمرة بين الطرفين”.

الحكومة لا تمتلك القدرة على كبح جماح الفصائل..

وأضاف “علو”: “على الرغم من إدعاء الحكومة بأن الجماعات المسلحة تأتمر بأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة، إلا أن الحكومة العراقية، وخاصة أنها حكومة تصريف أعمال، لا تملك القدرة على كبح جماح الفصائل المسلحة، حيث أن سيطرتها على هذه الفصائل ليست بالمستوى المطلوب، وهذا واضح من رد السيد، عادل عبدالمهدي، على وزير الدفاع الأميركي، وتحذيره للأخير من أن إتخاذ أي رد فعل عسكري من قِبل القوات الأميركية الموجود على الأراضي العراقية بإتجاه هذه الفصائل، سوف يضعف من هيبة الدولة العراقية وسلطة حكومتها، وبالتالي يتصاعد مستوى الفوضى”.

يُجبر واشنطن على الرد..

من جهته؛ قال المحلل الأمني العراقي، “أحمد الشريفي”: “إن الوجود الأميركي في العراق يأتي في إطار اتفاقيات مبرمة بين الحكومة والولايات المتحدة”، مضيفًا أن القواعد المستهدفة هي قواعد مشتركة بين القوات الأميركية والعراقية؛ وبالتالي فإن استهداف هذه القواعد يُعد ضمنًا استهدافًا للمؤسسة العسكرية والأمنية في “العراق”.

وأكد “الشريفي” على أهمية أن تولي الحكومة العراقية اهتمامًا كبيرًا لإيقاف مثل هذه العمليات التي تستهدف الوجود الأميركي؛ وأن تُشكل رادعًا للجماعات التي تقوم بمثل هذه العمليات، مشيرًا إلى أنه إن لم تستطع الحكومة العراقية منع هذه الاستهدافات؛ فإن القوات الأميركية ستقوم بالرد على مصادر إطلاق النيران.

موضحًا، المحلل الأمني؛ أن الحكومة العراقية تواجه تحديات أمنية عدة بسبب إتجاه القطاعات الأمنية لتأمين التظاهرات فضلًا عن عدم الاستقرار الحالي وبالتالي إتساع الأزمات على مستوى الجبهة الداخلية، الأمر الذي يتطلب قرارًا قويًا وجريئًا لمواجهة الجماعات التي تقوم بهذه الاستهدافات لضبط سلوكها وأدائها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة