كذب المنجّمون وإن صدقوا .. هكذا نبدأ مقال اليوم ، لكون أغلب المنجمين وغير المنجمين ، لم يتوقّعوا لحكيم الكرة العراقية وليوثه الصغار أن يحققوا ما نراه الآن ، اللهم باستثناء (حكيم) لوحده والذي كان واثقاً من أنّه ومجموعة اللاعبين الذين اختارهم وأشرف على تربيتهم كروياً ، سيصلون إلى مراتب لا يتوقّعها أحد ، لكن الجميع كان يتمناها. فريق يستحق أن يطلق عليه منتخب (الحكيم) شاكر ، نسبةً إلى من تعب وعمل بجد وجهد وبأقل التكاليف والمطالب ، سمعنا عن معسكرات إعداد ولم نر أياً منها وهذا باستثناء ذلك المعسكر اليتيم الذي كان في أوزباكستان والتي لا تتشابه أجواءها مع الأجواء التركية ورغم ذلك قبل به حكيم شاكر ، لأنّه كان السبيل الوحيد المتاح أمامه ، الرجل اختار هؤلاء وعمل معهم وتحمّل مسؤوليتهم ، كأبٍ وأخ وناصح ومعالجٍ ، حتى أصبحنا نلمس أن الرجل ، بات الأب الروحي لهذا الجيل حكيم اختار من هم معه بالكامل ولم يأبه للأصوات النشاز التي كانت تلاحقه هنا أو هناك ، ليعلن استسلامه ويترك المهمة ، بل قاوم وقاتل مع جنوده وواصل الطريق نحو احتلال الهدف وهو النتائج الطيّبة في مونديال الشباب في تركيا. منتخب حكيم الذي ترونه اليوم وتتغنون به ، لم يكن ليظهر بهذه الصورة ، لولا إصرار مدربه الذي لم يجد عوناً من أحد وهو الذي لم يترك باباً للمسؤولين إلا وطرقه (استجداءً) ، هناك من استمع للرجل وغيره تركوه لوحده في الميدان ، كون اتحاد الكرة العراقي المسؤول عن منتخب الشباب ، كان هو أول من تنصّل من مسؤولياته تجاه منتخب حكيم ، ممثل الكرة العراقية. أصبحنا اليوم على ثقةٍ تامة أن كرتنا عادت إلى واجهة الأحداث وكل ما نرجوه وبغضّ النظر عن الذي سيكون من نتائج ، هو أن يتم احتضان هذه المجموعة مع مدربهم وسترون كيف تنحني الهامات أمامهم لتحيتهم على الألقاب التي يمكن أن يحققونها مستقبلاً ، نحن لا نشك بهؤلاء الفتية (الرجال) أن يسيطروا على المشهد الكروي الآسيوي وحتى الاقتراب من العالمي ، كونهم قابلوا مختلف مدارس العالم الكروية وتعلموا منها وعلّموها كيف تلعب كرة القدم المصحوبة بحب الوطن والشعب. أليسوا هم من قهروا ممثلي قارات أوربا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وفي آسيا مزّقوا شباك الآسيويين ومعهم أستراليا ؟ من بقي لكي يقال أنّه قادر على هزيمة فريقنا ؟ صدقونا ، أمل الكرة العراقية هم هؤلاء الذي لابد من رعايتهم وتعزيز مكانتهم بمعسكرات تجرى لهم في أفضل دول العالم كروياً ولتكون مدّة كل معسكرٍ لا تقل عن شهرٍ أو شهرين ، لكي يتم تعزيز ما لدى ليوثنا ، ليتحمّلوا مسؤولية كرتنا التي علمنا أنّها أصبحت من دون منتخبٍ أولّ ، وأن هذا المنتخب الشبابي ، هو من سيكون المنتخب الأول للدفاع عن كرامة وشرف كرةٍ تبحث عن استعادة الأمجاد الضائعة. قفوا مع حكيم وصغاره ولن تخسروا وسترون الألقاب ، هي من تبايع شبابنا في مختلف المسابقات القادمة ولنا في تجربة الإماراتيين خير مثال ، عندما صنعوا منتخبهم المحلي بقدرات وطنية ، مع الفارق وهو أنّهم وفّروا لكرتهم ورجالها ، كل شيء ونحن لم نقدّم لشبابنا أي شيء!. ثقتنا عالية بالليوث ونتمنى أن لا يخذلهم أحد ، لأنّهم عازمون على تقديم الفرحة لنا وغداً سيكون الموعد مع النصر وتعزيز الحلم ورقصة جديدة يؤدبها حكيم الكرة في مدينة قيصري. ننتظر لنرقص معه جميعاً على أنغام (الجوبي). قولوا معنا ، إن شاء الله.