16 نوفمبر، 2024 9:35 ص
Search
Close this search box.

المرجعية تُحذر .. هل تجر الميليشيات المسلحة “العراق” لسيناريو سوريا واليمن !

المرجعية تُحذر .. هل تجر الميليشيات المسلحة “العراق” لسيناريو سوريا واليمن !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

حالة الإستقطاب السياسي الحاد التي يشهدها الشارع العراقي، المصحوبة بعمليات الاغتيال والخطف والطعن في جنح الظلام، لم تُعد فقط مجرد محاولات من نظام سياسي لقمع معارضيه، بل تحول الأمر إلى ما يشبه “حرب العصابات”، التي تتزعمها ميليشيات تأتمر بأمر “إيران”، وتنفذ مخطط “الملالي”، وهو ما قد يدفع الآخرون للجوء للعنف المضاد لصد الهجمة الدموية ضد المتظاهرين، ليخرجوا التظاهرات عن سلميتها وتجر البلاد لـ”حرب أهلية”؛ لتشويه صورة المتظاهرين ونعتهم بأنهم جماعات مسلحة على غرار ما حدث بـ”سوريا” و”اليمن”.

المرجعية تُحذر من سيناريو سوريا واليمن..

ويرى مراقبون أن المرجعية العليا، آية الله “علي السيستاني”، تخشى من انتقال الحالة العراقية إلى سيناريو مشابه لما حدث في “سوريا” و”اليمن”، ولذلك تؤكد في أكثر من خطبة على ضرورة الإنتباه إلى عدم الانتقال إلى الفوضى وعدم الاستقرار.

وفي حين أشاروا إلى أن الفصائل التي تنضوي تحت بند “المقاومة” لن تقوم بسحب سلاحها تحت أي قرار حكومي وتحت أي ظرف لمصالحها المشتركة مع الطرف الإيراني، بل ستحافظ على سلاحها للإبقاء على شكل النظام السياسي القائم بـ”العراق”.

إستشعار المرجعية بأن الأمور ماضية بإتجاه التصعيد؛ دفعها إلى تكرار الدعوة لحصر السلاح بيد الدولة بشكل أكثر وضوحًا، فيما تُعول تلك الفصائل المسلحة على أنها حصلت على شرعيتها من دعم سابق للمرجعية، فيما يتعلق بالقتال ضد تنظيم (داعش)، لكن التأييد الذي تلقاه المحتجون من المرجعية، والضغط على الحكومة العراقية لتحقيق مطالبهم ومسائلة المتسببين بقتلهم، فضلاً عن دعواتها لحصر السلاح بيد الدولة، قلل من سطوة تلك الفصائل وإمكانية أن تستهدف الاحتجاجات بقوة أكبر.

وكشفت الاحتجاجات العراقية الأخيرة؛ حجم تأثير الفصائل المسلحة، وإنفلات السلاح في “العراق” وعدم خضوعه للدولة، فضلاً عن حجم التأثير الكبير للنفوذ الإيراني في تحريك بعض الميليشيات المسلحة.

وتزامنًا مع استمرار الحراك الاحتجاجي في “العراق”، والاتهامات الموجهة إلى فصائل مسلحة بالقيام بعمليات قتل وخطف وترويع المحتجين، جدّدت المرجعية الدينية في “النجف” دعواتها لحصر السلاح بيد الدولة، وأكدت دعمها الاحتجاجات وعبرت أيضًا عن رفضها عمليات الخطف والقتل التي يتعرّض لها المحتجون.

يأتي ذلك وسط استمرار الدعوات، من المجتمع الدولي، لضرورة أن تمسك القوى الأمنية الرسمية بزمام الأمور، بعد اتهامات لميليشيات بالقيام بعمليات منظمة لقمع الاحتجاجات الدائرة في البلاد.

العراق ساحة للتدخلات الخارجية..

وباتت الساحة العراقية مسرحًا للتدخلات الخارجية، ما دفع المرجعية للتخوف من أن تؤدي تلك الأحداث إلى الفوضى وتقويض السلم الأهلي، خاصة وأن معظم الفصائل المسلحة مرتبطة بقوى إقليمية، ولن تستجيب لدعوات المرجعية الدينية في “النجف”، لكن الوضع حتى الآن لم يصل إلى درجة نشوب النزاع المسلح.

احتمالات التصعيد أيضًا قائمة واستهداف المصالح الأميركية في “العراق” أيضًا قائم، كما أن الضربات التي وجهتها الفصائل المسلحة القريبة من “طهران” إلى قواعد أميركية؛ هي رسائل قوة توجهها “إيران” من خلال حلفائها، مفادها أن الوضع العراقي مسيطر عليه من قِبلها لجر “واشنطن” إلى التفاوض.

وتحاول تلك الفصائل المسلحة جاهدة إحتواء التظاهرات واستعراض إمكانات القوة للحل الأمني لقمع التظاهرات؛ بدلًا من الدعوة للإستجابة لمطالب المتظاهرين، لأن الإستجابة لمطالب المتظاهرين معناها القضاء على نفوذ الميليشيات الطائفية، لذا فإن كل الفصائل المسلحة الموجودة على الساحة العراقية، لم تلتزم بتوجيهات المرجعية فيما سبق بما يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة، حتى “مقتدى الصدر” لم يستجب إلى تلك الدعوات.

الفصائل التي ترفع شعار “المقاومة” بدورها؛ لن تقوم بسحب سلاحها تحت أي قرار من الحكومة القادمة أو التي تليها أو أي حكومة كانت، وذلك لمصالحها المشتركة مع الطرف الإيراني الذي تعمل لحسابه في إمتداده من “طهران” إلى “بيروت”، كما أن تلك الفصائل ستحافظ على سلاحها كونها تريد الحفاظ على شكل النظام السياسي القائم الآن، وحصول الفوضى قد يؤدي فيما بعد إلى تقويض السلم الأهلي.

وبالرغم من أن تلك الفصائل تنفي عمليات الاشتراك بقمع المحتجين، لكن ما دام الطرف الثالث موجودًا تلقي الاتهامات بساحتهم أكثر من الأجهزة الأمنية، خصوصًا بعد ما سمعناه على لسان أكثر من قيادي في الفصائل المسلحة، بأنهم جاهزون لو إستلزم الأمر استخدام القوة للتخلص مما يطلقون عليه المندسين والجهات الخارجية الداعمة.

الميليشيات استغلت موافقة المرجعية بشكل خاطيء..

ويرى سياسيون أن المرجعية توصلت إلى قناعة أنها تم استغلالها من قِبل بعض القوى القريبة من “طهران”، في إضفاء الشرعية عليهم، لكنها باتت تستشعر خطر وجود سلاح خارج إطار الدولة، مبينين أن استخدام اللغة غير المباشرة في السابق أعطى مسوغات لتلك الأطراف في تأويل كلامها.

وقال النائب العراقي، “جوزيف صليوة”، أن بعض الفصائل المنفلتة، القريبة من “طهران”، استغلت غطاء المرجعية لإرتكاب الكثير من الجرائم بحق العراقيين، وكان على المرجعية إطلاق دعوة أخرى لإنهاء “الحشد الشعبي”، وإعادة هيكلته داخل القوات الأمنية، كونه سلاحًا خارج الدستور.

وعن إستجابة الفصائل المسلحة إلى متبنيات المرجعية بحصر السلاح بيد الدولة، بيّن “صليوة” أن: “تلك الجماعات والفصائل، ذات المصالح مع إيران، لن تلبي تلك الدعوة بسهولة”.

الأحزاب وفصائلها المسلحة دائمًا ما تأوّل كلام المرجعية، الذي ينتقدها، وتحوله لمصلحتها في محاولة لركوب الموجة، وبيان أنها مساندة للمرجعية، لكن واقع الحال يقول إنها مخالفة للمرجعية، ولدى المرجعية استشعار بأن يكون هناك نزاع بين الفصائل المسلحة، ومثل هكذا حرب داخلية من أجل صراعات النفوذ يحرج المرجعية ويتجاوز على سلطة القانون، كما أن الصراع على النفوذ بين الأطراف الحزبية مستمر في كل المدن العراقية.

التجاوزات واستهداف المتظاهرين من قِبل فصائل مسلحة حصل 9 مرات، وتلك الفصائل تمثل ذراع الجهات السياسية، هذه الاستهدافات دفعت المرجعية إلى التخوف من الإنجراف نحو “حرب أهلية”؛ بالضبط كتلك التي تديرها “إيران” في “اليمن” و”سوريا”.

إقتتال “شيعي-شيعي”..

اشتباكات “النجف وكربلاء والناصرية”؛ لم تكن وليدة الصدفة والمشاحنات بين أطياف الشيعة في “العراق” تشهد مدًا وجزرًا وتتأثر إلى حد كبير بالأوضاع السياسية العامة في “العراق”، وقد تصل في كثير من الأحيان إلى حد التخوين والتشكيك والتكفير؛ كيف لا والدم الشيعي محرم على الدوام بين الشيعة…

ولعل أكثر ما يؤرق المضاجع؛ هو أن النفوذ المتنامي لـ”إيران”، وهو البلد الذي خاض معه “العراق” حربًا ضروسًا استمرت ثماني سنوات، يزيد من تأجيج التوتر الطائفي بين السُنة والشيعة وصولًا إلى “حرب أهلية”. ونعلم تمامًا بأن هناك خطة إيرانية لتحقيق نفوذ في “العراق”؛ كانت قد بدأت حتى قبل الغزو الأميركي لـ”العراق”، خاصة في المناطق الجنوبية من “العراق”؛ لن تتخلى عنها “إيران” بسهولة دون إراقة مزيد من دماء الرافضين لفكرة الطائفية والمحاصصة.

البرنامج الإيراني للتغلغل في “العراق”؛ إن صح التعبير، يجري في موازاة برنامج أميركي لاحتلال “العراق”، وهو لا يقتصر على بعض المظاهر العسكرية، وإنما يمتد إلى الأعمال التجارية والشركات كواجهات، والمجموعات الدينية والتنظيمات غير الحكومية والمساعدات للمدارس والجامعات تمامًا مثلما تدعم “واشنطن” مرافق حيوية كالإعلام العراقي والشرطة ومؤسسات الدولة.

التغلغل الإيراني في “العراق”، متعدد الأذرع، يمتد من محطات التلفزة والإذاعة حتى “الهلال الأحمر العراقي”، الذي يتردد أنه ينسق مع نظيره الإيراني من خلال “الحرس الثوري” الإيراني. كل هذا جعل شيعة “العراق” منقسمين بين من يطلق عليهم أتباع “إيران”، وبين من تسميهم “إيران” وأعوانها “أتباع السفارة” و”القادمون مع الدبابات الأميركية”. بين هؤلاء الساسة وهؤلاء؛ يقف عموم الشيعة، بل وعموم العراقيين، بين مطرقة الفقر وسندان التبعية والإقتتال.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة