22 نوفمبر، 2024 10:42 م
Search
Close this search box.

النظام الايراني بين نارين

النظام الايراني بين نارين

النظام الايراني وفي ضوء أزمته الاقتصادية المستفحلة التي يقع تأثيرها الاکبر على الشعب الايراني من جراء إصراره على التمسك ببرنامجه النووي وعدم تخليه عنه على الرغم من کل البلاء والمصائب الذي جلبته على الشعب الايراني، يعلم جيدا بأن العالم صار يعول کثيرا على الاحتجاجات الداخلية الرافضة للنظام وإحتمال أن تقود الى منعطف لاعودة منه وخصوصا بعد إندلاع إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ولأن هذا النظام يعلم جيدا بخطورة الاوضاع ولاسيما من ناحية الاحتمالات السلبية الواردة بشأن الآثار والتداعيات التي من الممکن أن تقود وتنتهي إليه الاوضاع بسبب هذه الانتفاضة، ومن هنا فإن النظام ولکي يأمن نفسه من عواقب هذه الانتفاضة فإن عليه تحقيق أمرين الاول هو تحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب والثاني هو تحسين أوضاع حقوق الانسان والکف عن الممارسات القمعية الاجرامية ضد الشعب.
السٶال الذي يواجه النظام الايراني هنا هو؛ الى أي حد تتمکن تحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب الايراني، خصوصا وإنه يواجه مشکلة حظر بيع النفط؟ وهل إنه يتمکن من کسر هذا الحظر أو إختراقه الى الحد والمستوى الذي يٶمن إحتياجاته ويلبي متطلبات الشعب الايراني؟ من الواضح إن طهران تقوم هنا بتسليم نفسها ومستقبل الاوضاع المعيشية للشعب الايراني للقدر والصدفة ذلك إنه من الصعب جدا أن تتمکن من إعادة نفس السيناريو الذي نجحت في مع إدارة أوباما، الى جانب إنه من سابع المستحيلات أن يبادر هذا النظام الى تحسين أوضاع حقوق الانسان لأن ذلك يخالف الخط العام لنهجه والمبني على قمع الشعب الايراني ومصادرة حرياته.
أکبر وأهم مشکلة تواجه النظام الايراني ولايتمکن من معالجته والتصدي له بالطريقة المناسبة، هي الشعب الايراني نفسه، ذلك إنه وبعد سلسلة الاحداث والتطورات التي مرت به منذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017 والتي مهدت لإندلاع إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019 الحالية، حطمت جدار الخوف والرهبة الذي کان النظام يحيط نفسه به ولاسيما ونحن نعلم بأنه وخلال العامين الاخيرين قد هتف الشعب الايراني بشعارات صريحة تطالب بإسقاط النظام، وإن الشعب لايمکن أن يرضى بأنصاف الحلول أو أن يصبح مرة أخرى کبش فداء للمغامرات التي يقوم بها النظام والتي يعلم النظام جيدا بأن الشعب لايعتبرها مشکلة تتعلق به والاهم من ذلك إن هناك وبإعتراف قادة ومسٶولين إيرانيين دور وتحرك ونشاط وتواجد لمنظمة مجاهدي خلق في داخل إيران والتي صارت لاعبا رئيسيا في الاوضاع الجارية في داخل إيران وما لذلك من معنى وإعتبارات ملفتة للنظر، ومن هنا فإن النظام الايراني الذي قد أصبح بين نار الاوضاع الاقتصادية البائسة وبين نار الانتفاضة الشعبية القائمة ضده والتي تتزامن مع إنتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني، فإن مستقبله يبدو مظلما خصوصا بعد أن بات المجتمع الدولي يميل وبکل وضوح الى دعم وتإييد نضال الشعب الايراني من أجل الحرية وإن مواقف الدول الغربية الاخيرة من الجرائم والانتهاکات التي إرتکبها النظام بحق الشعب خلال الانتفاضة الحالية تجسد ذلك بما يمکن أن يمهد لمرحلة جديدة تمثل بداية العد التنازلي لتلاشي وإنهيار هذا النظام.

أحدث المقالات