17 نوفمبر، 2024 1:38 م
Search
Close this search box.

العلاقات “التركية-الأميركية” .. شد وجذب يستخدمه “إردوغان” لكسب الشارع بعد فقدان شعبيته !

العلاقات “التركية-الأميركية” .. شد وجذب يستخدمه “إردوغان” لكسب الشارع بعد فقدان شعبيته !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أصابت العلاقات “التركية-الأميركية” حالة عالية من التوتر في الفترة الأخيرة؛ وذلك بسبب القرارات المتسارعة والتهديدات المتبادلة بين الجانبين، فمؤخرًا بعد إصرار “تركيا” على استكمال إجراءات الحصول على منظومة (S-400) للدفاع الجوي، التي طورتها “روسيا”، تسبب ذلك في إغضاب “أميركا” بشدة.

لذلك بدأت “واشنطن” في إتخاذ إجراءات ضد “تركيا”، ولوحت بوقف تسليم “تركيا” طائرات (F-35)، وهو ما سيُكبد “تركيا” خسائر مالية ضخمة.

تهديد تركي بغلق القاعدتين..

فهدد وزير الخارجية التركي، “مولود غاويش أوغلو”، بغلق قاعدتي “أنغيرليك” و”كورغيك” الأميركيتين، في حال فرضت “واشنطن” عقوبات على “تركيا”؛ بشأن منظومة (إس-400) الدفاعية الروسية.

وقال “غاويش أوغلو”؛ إنه: “إذا أقدمت الولايات المتحدة الأميركية على خطوة سلبية ضد تركيا، فإن أنقرة سترد عليها”، مشددًا في هذا السياق على أنه: “ينبغي على أعضاء الكونغرس الأميركي أن يدركوا بأنهم لن يصلوا إلى نتيجة عبر الإملاءات”، حسب وكالة (الأناضول) التركية.

مضيفًا أنه: “في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا، فإن أنقرة ستبحث مسألة الوجود الأميركي في قاعدتي (إنغيرليك) و(كورغيك)”، مؤكدًا على أن: “تركيا منفتحة على بدائل لمقاتلات (إف-35) الأميركية، بما في ذلك من روسيا”.

وليست هذه المرة الأولى التي يصرح فيها مسؤول تركي ملوحًا بغلق قاعدة “إنغرليك” أمام القوات الأميركية، إذ صرح “إبراهيم قالن”، المتحدث باسم الرئيس التركي، عام 2017؛ أن لبلاده الحق بإنهاء التواجد الأميركي في قاعدة “إنغرليك” الجوية، التي تستخدم في عمليات “التحالف الدولي” ضد تنظيم (داعش)، وفقًا لشبكة (سي. إن. إن).

قرار يعترف بإبادة الأرمن..

ولم يتوقف التوتر عند هذا الحد فقط؛ وإنما تبنى “مجلس الشيوخ” الأميركي، أمس، بإجماع أعضائه قرارًا يعترف بالإبادة الأرمنية بعدما كان “مجلس النواب” إعترف بذلك رسميًا بغالبية ساحقة في تصويت أثار غضب “أنقرة”.

يعرض مستقبل العلاقات للخطر..

فحذّرت “أنقرة” من أن تبني “مجلس الشيوخ” الأميركي لهذا القرار؛ قائلة أن من شأنه “تعريض مستقبل العلاقات” بين “تركيا” و”الولايات المتحدة”، “للخطر”.

وكتب مدير الإعلام في الرئاسة التركية، “فخرالدين ألتون”، عبر (تويتر): “سلوك بعض أعضاء الكونغرس الأميركي يضر بالعلاقات (التركية-الأميركية).. إن القرار الأميركي الذي تم تبنيه اليوم في مجلس الشيوخ يعرض مستقبل علاقاتنا الثنائية للخطر”.

وأضاف أن السياسيين الذين صوتوا على هذا القرار سيذكرهم التاريخ على أنهم “المسؤولون الذين عرّضوا العلاقات بين أمتينا لأضرار دائمة”.

بدروه؛ قال “إبراهيم قالين”، المتحدث باسم الرئاسة التركية؛ إن تركيا “تندد بالإجراء بقوة وترفضه”.

ومن جهتها؛ نقلت وكالة (الأناضول)، عن “وزارة الخارجية” التركية قولها؛ إن: “اعتماد مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قرار الإبادة الأرمنية المزعومة؛ مثال مخجل على كيفية تسييس التاريخ”.

وتعترف 30 دولة بالإبادة الأرمنية. وتقول التقديرات إن ما بين 1.2 و1.5 مليون أرمني قُتلوا، خلال الحرب العالمية الأولى، على أيدي قوات “السلطنة العثمانية”، التي كانت متحالفة، آنذاك، مع “ألمانيا والنمسا-المجر”.

إلا أن “تركيا” ترفض استخدام كلمة “إبادة” مكتفيةً بالإشارة إلى “مجازر متبادلة”، على خلفية حرب أهلية ومجاعة خلّفت مئات آلاف الضحايا بين الأتراك والأرمن.

انتصار للعدالة والحقيقة..

من جهته؛ أعلن رئيس الوزراء الأرمني، “نيكول باشينيان”، أن قرار “مجلس الشيوخ” الأميركي يُشكّل “انتصارًا للعدالة والحقيقة”.

وكتب “باشينيان” على (تويتر): “باسم الشعب الأرمني، أعبّر عن أمتناننا للكونغرس الأميركي”، معتبرًا أن تصويت، الخميس، “خطوة شجاعة نحو الحؤول دون حصول عمليات إبادة مستقبلاً”.

يخل بالتحالف وسيكون له رد فعل..

وحول ما أثير عن قاعدة “إنغرليك”، اعتبر المحلل السياسي التركي، “فوزي زاكر أوغلو”، أن: “ما صرح به وزير الخارجية التركي، حول التواجد الأميركي في قاعدة (أنغرليك)؛ يُعد تنبيها للكونغرس الأميركي بأن أي قرار ستتخذه الإدارة الأميركية مجبورة بفعل ضغط الكونغرس سيكون له ردود فعل ليست بالضعيفة من قِبل أنقرة”.

وقال إن: “الهدف من هذا هو تنبيه الكونغرس أن ما يقوم به الآن هو في الحقيقة يخل بالتحالف التركي الغربي والأميركي بشكل خاص؛ ما سيكون له ردود فعل نبه عليها وزير الخارجية”.

تدافع عن مصالحها..

من جهته؛ قال المحلل السياسي التركي، “ماجد عزام”، إن: “هناك أجواءً معادية لتركيا في الكونغرس الأميركي، وذلك بسبب أن أنقرة لم تُعد منفذة للسياسة الأميركية والغربية بشكل عام”.

وأضاف أن: “تركيا ما زالت عضوًا في (الناتو)، منفتحة على الإنضمام للاتحاد الأوروبي، لكنها تتبع سياسات مستقلة تتناسب مع مصالحها، ولا تضر بمصالح الآخرين”.

وتابع: “وزير الخارجية التركي لم يصرح بإغلاق القاعدتين، بل عن إجراءات يمكن أن يتخذها داخل هذه القواعد في سياق الرد على التهديدات المتكررة من الكونغرس الأميركي بشأن فرض عقوبات اقتصادية على أنقرة بسبب صواريخ (إس-400)”.

وبشأن تهديد “أميركا” بعدم تسليمها لطائرات (إف-35) لـ”أنقرة”، قال إن: “تركيا شريكة في المشروع، وتصنع هياكل الطائرات في أنقرة، وأنفقت ما يزيد عن مليار ونصف دولار على المشروع؛ فلا يمكن إخراجها بهذه الطريقة”.

ومضى قائلًا: “تركيا تدافع عن مصالحها وهي منفتحة على التعاون، وما زالت تنظر إلى أميركا باعتبارها حليف، أيضًا أميركا تعرف جيدًا قوة تركيا وأنه من الصعب الاستغناء عنها كحليف، ليس فقط بسب القواعد، ولكن باعتبارها ثاني أكبر قوة عسكرية في (الناتو)، وتقوم بمهام كبيرة في أفغانستان وكوسوفو”.

مجرد استهلاك إعلامي..

فيما قال “جواد كوك”، المحلل السياسي التركي، إن: “حديث تركيا عن إغلاق قاعدتي (إنغيرليك) و(كورغيك) استهلاك إعلامي، هناك اتفاقيات خاصة بهذه الأمور، ولا تستطيع أي حكومة في تركيا إغلاقها”.

مضيفًا أن: “حكومة تركيا مؤخرًا؛ أطلقت عدة تصريحات وتهديدات بهذا الشأن، تنتهي كلها عند لقاء الرئيس، رجب طيب إردوغان، مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب”.

وتابع: “تأتي التصريحات في محاولة لحكومة إردوغان لإكتساب الشارع بعد تراجع شعبيه بشكل كبير، لكن على أرض الواقع من الصعب أن تقوم أنقرة بهذه الخطوات”.

وأكد على أن: “العلاقات (الأميركية-التركية) تمر بأسوأ حالتها في الفترة الحالية، هناك أزمة ثقة من الجانبين موجودة، لكن التصريحات المتبادلة دائمًا ما تخرج بعيدة عن الرؤساء من قِبل الوزراء أو النواب”.

وأنهى حديثه قائلًا: “ركود اقتصاد تركيا واضح، ولا تستطيع أن تتحمل أي عقوبات من أميركا، لهذا سيكون هناك محاولات للحوار والتقارب”.

يُذكر أنه كانت قد بدأت، في منتصف تموز/يوليو الماضي، عمليات تسليم أحدث أنظمة الدفاع الجوي الروسية، (إس-400)، والتي تسببت في أزمة بين “تركيا” و”الولايات المتحدة”.

ووفقًا للرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، سيتم تشغيل منظومة (إس-400) بالكامل، في نيسان/أبريل 2020. من جانبها؛ طالبت “واشنطن” بإلغاء الصفقة في مقابل الحصول على أنظمة (باتريوت)، مهددة بتأخير أو حتى إلغاء بيع أحدث مقاتلات (إف-35) إلى “تركيا”، وكذلك فرض عقوبات.

ودائمًا ما يطالب أعضاء بـ”الكونغرس” الأميركي بفرض عقوبات على “تركيا” على خلفية شرائها الأنظمة الروسية، التي تقول “الولايات المتحدة” إنها لا تتكامل مع أنظمة “حلف شمال الأطلسي”، (ناتو).

والشهر الماضي؛ أيد “مجلس النواب” الأميركي، بأغلبية ساحقة، قرارًا يعترف بأن: “عمليات القتل الجماعي، التي تعرض لها الأرمن قبل 100 عام؛ إبادة جماعية”، في تصويت رمزي من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم التوتر مع “تركيا”.

ووافق المجلس، الذي يهيمن عليه الديمقراطيون بأغلبية 405 أصوات مقابل 11 صوتًا؛ على القرار الذي يؤكد أن سياسة “الولايات المتحدة”، التي تعتبر مقتل 1.5 مليون أرمني على يد الإمبراطورية العثمانية، خلال الفترة من 1915 إلى 1923، إبادة جماعية.

كما وافق “مجلس النواب” الأميركي بأغلبية ساحقة على قانون يقضي بفرض عقوبات على “تركيا” والمسؤولين الأتراك بسبب عملية “نبع السلام” في شمال شرقي “سوريا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة