22 نوفمبر، 2024 11:48 م
Search
Close this search box.

بين شحاتة وعباس بلا اخماس ولا اسداس

بين شحاتة وعباس بلا اخماس ولا اسداس

على كثرة مايجري من قتل يومي وبالعشرات ان لم يكن بالمئات احيانا سواء في العراق او سوريا او غيرهما من دنيا “الربيع العربي” الذي خضب ايامنا بالدم بدل الزهور والاوراد و”الجو البديع” مثلما كانت تقول سعاد حسني. اقول بالرغم من ذلك فان قضية مقتل رجل الدين المصري حسن شحاتة المتحول مذهبيا وضرب المواطن العراقي محمد عباس حتى الموت السريري من قبل افراد من قوة حكومية وهو العائد من ربيع هولندا مدربا متبرعا لنادي كربلاء تحولتا الى قضية راي عام.
شحاته المصري قتله مصريون يتفقون معه في المواطنة يختلفون معه في المذهب. وبلا ادنى شك ان هذا اخطر ما يمكن ان يحصل للمواطنة تفكيكا وتفتيتا و”طيحان حظ”. ومحمد عباس اعتدى عليه عراقيون يتفقون معه في الوطنية والمذهب ويختلفون معه في اسلوب تطبيق القانون وضبط النظام العام. وهذا وجه اخر من اوجه الـ “الطيحان الحظ” عندما تصبح السلطة مجرد هراوة للتاديب بيد من لم يفرق بين القانون بوصفه التجسيد المادي للنظام  وبين الة القانون والسنطور والطبل   والربابة والدنبك.
  وبدون ان نضرب اخماسا باسداس فان ماحصل لشحاتة المصري وعباس العراقي مؤشر في غاية الخطورة على احتضار ان لم نقل موت قيم العدالة والحق والاخلاق فضلا عن القانون والنظام. شحاتة لم ينتصر له عراقيون بالاحتجاج والتظاهرات بل وصل الامر حد الانتقام له بمقتل مصري يعيش في العراق. ثأر لا معنى له وغريب على كل المستويات. فما ادرى القاتل ان المصري القتيل في العراق الذي دفع ثمن مقتل شحاتة في مصر مخالف له فيما يعتقد؟ ربما يكون هو الاخر متحول مذهبيا والله اعلم وليس اسلوب الانتقام الاعمى.  
الاحتجاج على الحدثين رسميا وشعبيا يبدو مقبولا حتى الان   شريطة ان لايتطور لعمليات انتقام مجانية  مثلما حصل للمصري الذي قتل في العراق انتقاما لمقتل شحاتة او نوع من تصفيات الحسابات مع الجهة المشرفة على قوات سوات وليس انتصارا لما حصل لعباس. فالثار يتناقض  مع المفهوم الصحيح لبناء راي عام ضاغط من شانه ان يحفظ ويصون حرية وحرمة الدم والموقف ونيل الحق بالاسلوب المدني لا الجاهلي.  فمن انتقم لشحاتة المصري فتح الباب امام انتقام مضاد. والامر نفسه ينطبق على اسلوب احتجاج  بدا اكثر من مطلوب بشان الاعتداء على عباس الهولندي الجنسية عراقي الهوى والانتماء الموقف الوطني. فاعلان الحرب على “سوات” فيه مصادرة للقانون فضلا عن انه نوع من تصفية حساب بـ “راس عباس” لا انتصارا لما حصل له. ان اهم ما نحتاج اليه على صعيد  تشكيل راي عام ضاغط يجب ان يتمحور حول الكيفية التي نجعل فيها القانون ياخذ مجراه لا ان يتحول الى عملية استعداء ثاري وانتقامي. ففي هذه الحالة لن يتوقف مسلسل قتل شحاتة جديد والاعتداء على عباس اخر..  ولا يعني البادي هنا ان يكون .. اظلم.

أحدث المقالات