19 ديسمبر، 2024 2:04 ص

1 ـــ في ساحة التحرير, انتفاضة توحدنا, من جنوبنا الى شمالنا, فيها عمر شهيد بجانب شقيقه علي, وحمه بجانب اخوه محيسن, زينب تضمد جراح شقيقها عثمان, مدينة الثورة تستضيف بنات وابناء المحافظات الغربية, حاملين على اكتافهم وفي جيوبهم معونات, مغموسة بدموع اهلهم, هم ايضاً يريدون وطن, بنات وابناء الثورة, يصطحبونهم الى شوارع وساحات الأنتفاضة, الأعظمية فتحت ابوابها امام ابنائها, الى هناك حيث الأنتفاضة توحدكم مع ابناء الكاظمية, في وطن لا يقبل القسمة على الهويات الفرعية, الكنائس على طول الوطن وعرضه, قررت ارتداء الحداد في ايام اعيادها, وفاءً لشهداء الوطن, المساجد تكرر قراءة الفاتحة على ارواح شهداء وحدة المكونات, في وطن يتوحد, الهوية الوطنية توحد الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين, في قلب الأنتفاضة, مَن القتلة اذن والهوية التي تجمعهم؟؟؟.

2 ـــ نعرفهم نعدهم واحداً واحداً, يوم كانوا جلادين في خدمة البعث, فدائيين تحت امرة صدام حسين واولاده, ينتزعون البراءات من افكار ومعنويات وارواح, بنات وابناء الجنوب والوسط, أحتوتهم احزاب الأسلام السياسي الشيعي, فأكتسبوا من داخلها, خبرات الحرس الثوري الأيراني, مليشيات منغلقة قذرة, دربتها وغسلت ادمعتها وضمائرها خالة المذهب, ثم مذهبتها على هوى جرائم التوسع الدموي لولاية الفقية, مليشيات يقودها سفلة, امثال الفياض والعامري والخزعلي والمهندس واخرون, لا شرف ولا دين ولا مذهب ولا عرض ولا اصل ولا فصل لهم, كيف يمكن لحشدهم ان يكون مقدساً, ان لم يكن حرساً ثورياً تم فصاله على مقاس قتل العراقيين, قد تكون امريكا متواطئة, لكنها وظفت ايران, لتجعل من العراق مشروع قتل وجوع واذلال, وجعلت من احزاب ومراجع مذهبها, اكثر من سياف سامي لنحر الدولة العراقية والمجتمع, ومن مراضع ارضنا, تشرب ثرواتنا وتترك لأهلنا كفر العوز, ومن اعراضنا اسست حوانيت للمتعة, تديرها السماحات في جوار الأضرحة المقدسة.

3 ـــ ما كنا نصدق, ان الحسينيات والحوزات, كانت ومنذ مئأت السنين, بذور (آن اوانها) للموت العراقي المؤجل, يتشاطرون في ادوار ارتكاب المجازر, لا فرق بين مرجع وامين سر حزب, بين بدر وعصائب واحزاب لله, فتلك قيمهم وتربيتهم, تجري دماء سوداء في شرايين عقائدهم, انهم الوجه الثاني لعملة, يشكل داعش وجهها الأول, لو ادرك الله النتيجة, لما قبل ان يكون اسمه لعبة, يلعب به وعليه, شياطين المذاهب ووسطاء الفتنة, المجزرة المروعة الأخيرة في السنك, كما المجزرة التي سبقتها في الناصرية, والمجازر الأخرى التي ادمت الجنوب والوسط, لا يرتكبها الا مرتزقة ايران, الأحزاب الشيعية ومراجعها يتبادلون الأدوار, في ارتكاب ابشع الجرائم, بحق المنتفضين العزل, محتالون سقطوا اخلاقياً واجتماعياً وتربوياً في الشارع العراقي, سيجرفهم غضب الله والوطن, الى حاويات الفضائح والأنحطاط والى الأبد.

4 ـــ ايران ولاية الفقيه, خسرت مصداقيتها ومستقبلها في العراق, ستطاردها دماء العراقيين, ويثأر منها التاريخ, سيستعيد الوطن عافيته, ويلتقي بأبنائه ثانية, كما يلتقون به موحدين, وسيبخل التراب العراقي, على سماسرة ايران, حتى ولو بحفرة, وسيحسدون صدام حسين على نهايته, غداً سيكبر قلب الأنتفاضة, ويتسع لوحدة المصير والمشتركات الوطنية, وتزهر احلام المكونات في عراق اخضر, وتجفف وتطمر سواقي مذاهب الفتن والكراهية, انها معجزة الأنتفاضة, التي انتظرها العراقيون, معاناة الف واربعمائة عام, قد لا يصدق المأزومين ومسوقي عقاقير الأحباط, ان هناك معجزة انتفاضة وطنية في ساحات التحرير, على امتداد محافظات الجنوب والوسط, تربي جيل فتي, على وعي التوحد ودور الطليعة, في استعادة الوطن واعادة اعماره دولة ومجتمع, وهنا على الأباء ان يستشيروا ابنائهم, والأمهات بناتهن, وكتبة الزمن الضائع, ان يمسحوا مخاط اقلامهم, والى غدٍ عراقي افضل.

أحدث المقالات

أحدث المقالات