18 ديسمبر، 2024 11:59 م

ما ان تكتب على الفساد في مكان ما تنهال عليك الاتهامات والتعليقات باسماء وهمية لتحولك من باحث عن الحقيقية بصورة شفافة ونزيهة الى متهم في قفص الاتهامات الكاذبة و الاباطيل المرجفة…
ما ان تضع قلمك وتفتح شاشة التلفزيون حتى تجد القنوات قد جندت لتمجيد شخصيات معينة …
بلا تعيين … بلا انتقاد للفساد … بلا اعلام هادف…. تترك كل الحياة ( بعد ان ضحى ابنك و أخوك و صديقك ليمضون شهداء في الدفاع عن العراق ضد داعش ) وتبحث عن شبراً في هذا العراق لتبني على بعض مترات منه غرفة فيلاحقوك لهدمها….لانها تجاوزعلى الكعكة التي يتقاسموها بمعزل عن الشعب …
فان خرجت لتبحث عن العراق الذي ضحيت من أجله …
عن عراق قضيت سنيناً طويلة تسهر الليالي في القراءة والدراسة لتكون نبراساً في المجتمع العراقي…
تبحث عن عراق تحملت حقبة من سنين الوجع اسمها حقبة التسعينات لم يكن لك فيها ذنب سوى جلوس دكتاتور على كرسي الحكم ….
تبحث عن عراق حلمت بشروق شمسه في 2003 ..
تبحث عن عراق ضحيت في انجاح انتخاباته وكتابة دستوره لكي تبني نظاماً ديمقراطياً لا يعيد حقبة الثمانينات والتسعينات المليئة بالظلم و الاضطهاد لكل فئات الشعب العراقي….
فان خرجت لتبحث عن هذا الوطن وقلت نريد وطن انهالت عليك نفس تلك الاتهامات التي اعتدنا سيناريوهاتها …
انت مندس.. عميل الجوكر … متآمر مع السفارات…
نعم نحن لا نعرف بنظركم كلمة الوطن والكرامة فنحن مندسين …
وانتم لكم خدمة جهادية و رفحاوية تمتد لعشرات السنين…
نحن المندسين الذين لا نفقه حنكتكم السياسية …
وانتم فقهاء السياسسة والقانون و القيادة في الميدان…
نحن المندسين الغير متعلمين ..
وانتم لم تسلم حتى البعثات الدراسية من محاصصتكم وحصل ابناءكم على القاب الاستاذية و مختلف الشهادات من مختلف الدول الاجنبية …
نحن المندسين الذين كنا ناكل النخالة في التسعينات…
وأنتم كنتم تلهون في شوارع التطور في اوربا …
نحن المندسين الذين نسكن التجاوز والايجارات ولا نملك العقارات …
وانتم تسكنون القصور وتبنون العمارات وتركبون سيارات الدفع الرباعي والمصفحات…
فنحن المندسين الذين نسير خلف مرجع ديني لم تسمعوا نصائحه لسنوات حتى بح صوته وسد بابه في وجوهكم …

خرجنا نحن المندسين في الاول من تشرين الاول 2019 لنطالب بحق مشروع لطالما داعتكم به المرجعية حتى بح صوتها…. فكيف تعاملتم وانتم السياسيين المخضرمين والقادة العسكريين والاساتذة المثقفين والعباقرة الملهمين مع تلك الجموع من الشعب العراقي …
لم تكفيكم ستة عشر عاماً من السرقات حتى سرقتم النزاهة بأسم النزاهة …
حتى حرقتم ابناء العراق وارضه….
الم تكف شهران من الاتهامات والقتل والابادة للمتظاهرين وقمع حرياتهم واغتيالهم لتعودوا الى رشدكم وتعترفوا بخطئكم وفشلكم …
الم تكف الدماء لتثبت لكم ان المتظاهرين محقين في مطالبهم المشروعة …
الم تكف شهران لتثبت لكم ان حتى المرجعية لم تجد غير الحراك الشعبي الذي من الممكن ان يحرك ضمائركم وينبه انسانيتكم ويعيد عقلكم الى مافعلتم حينما شرعتم اقتسام الكعكة على حساب الشعب العراقي…
الم تكفكم كيل الاتهامات بالفساد بينكم في الاعلام يومياً وتتبجحون به وكأنكم في معزل عن الفساد…
نعم نحن المندسين الرعية وانتم الحكومة الرعاة علمونا هل هكذا يتم التعامل مع المطالب المشروعة بكيل التهامات والاختطافات و الاغتيالات والتخويف والترهيب للمتظاهر السلمي ..
نحن المندسين الذين صبغنا الارصفة التي لم تصبغ لستة عشر عاماً…
نحن المندسين الذين اعدنا اعمار وتأهيل المطعم التركي الذي لم تصلوا اليه لستة عشر عاماً …
نحن المندسين الذين وزعوا الورود على القوات الامنية ….
نحن المندسين الذين قلتم ليست لهم مطالب فتفاجئتم بكلماتهم في الاعلام وهم يطرحون مطالبهم بكل وضوح وتعاملتم بحنكتم لكتم اصواتهم في الاعلام والقنوات المختلفة…
نحن المندسين الذين سرنا على خطا الحسين عليه السلام في مسيرته و رفعنا رايته ضد الظلم …
هذه الكلمات لكل اولئك الذين يكليلون على المتظاهر السلمي تهمة المندس بدون تفرقة بين المتظاهر والمندس …في محاولة للتخوين والتخويف و تشريع حجة لقمع التظاهرات واعطاء مسوغ لقتل النشطاء في ساحة التظاهرات…
هذه الكلمات دعوة للجميع لنبذ الخوف وتوسيع الحراك الجماهيري الخالي من العنف والقتل و الحرق الذي دعت له المرجعية … كما انها دعوة ضد اولئك الذين لم يفرقوا بين المندسين والمتظاهريين السلميين فيكرسون كل جهودهم لقمع صوت النشطاء والاحرار ويدعمون الحرق والقتل بحجة الطرف الثالث …
اللهم ارحم شهداء العراق وعجل بشفاء مرضاهم …