لم يعد خافيا على أحد مدى الفشل الذي أصاب كل من تصدى لما يسموه بالعملية السياسية ومدى الإضرار التي الحقوها بالشعب وبأمواله ومستقبل أجياله ، ومدى الآثار النفسية والجسدية التي الحقوها بالمواطن وبوجوده وبوجود دولته ، وبمدى الاموال الخيالية المسروقة والمهدورة ، والتي بلغت مايقارب ال 500 مليار دولار اضافة الى المديونية البالغة 150 مليار دولار وما يترتب عليها من فوائد سنوية تقدر ب 6 مليار دولار . فقد تصرفوا على وفق قاعدة اسرق اكثر قبل ان تبتر ، واليوم جاء الذي كانوا يحسبون له الف حساب، فقد جاء يوم البتر ، يوم تقطيع وشائج اللحمة التي بنوها مع اجهزة الدولة ودورائرها بعد تحويلها الى اقطاعيات ورثوها عن ابهاتهم أجدادهم ، وتشبثهم بهذه الشوائب لها عاملين ، الاؤل ، يعني سقوطهم انهم فقدوا لذة السلطة وفقدوا معها عقدة النقص التي تلاحقهم الا وهي عقدة الهيمة بكل الوسائل وراء ستار الديمقراطبة ، اما العامل الثاني فهو انهم سيكونون وجها لوجه مع القضاء العادل ليسائلهم عن كل ذرة من ذرات سيادة الوطن ، وعن كل قطرة من دماء ابنائه ، وعن كل دولار سرق من خزائنه وعن كل يتيم ظل على أرضه بلا عون ولا مساعدة، وعن كل لحظة تقدم ضاعت من حضارته ، لذا تراهم يدافعون ومستميتين للدفاع عن مواقعهم وعن مكتسباتكم وعن مستقبلهم الذي بات عند أبواب السجون او النهاية المحتومة بقرار القضاء ، لذا فإنهم أليوم تجنبا لكل ذلك يستعملون اليد بدل النقاش ، السلاح الملثم بدل النقاش في رحاب ساحات الاعتصام..