بعد موافقة مجلس النواب على استقالة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي تتصاعد اسئلة مشروعة عند المواطن بشأن الالية التي سيتم من خلالها اختيار البديل المناسب ليخلف عبد المهدي وهل يمكن في ضوء وجود الكتل السياسية وعقليتها اختياره خارج مفهوم المحاصصة التي يتفق الجميع على انها السبب المباشر للفساد السياسي الذي فرخ انواع اخرى مالي واداري واجتماعي ؟!
الجواب لن يكون هيناً ولن يرضي بالتأكيد احزاب اعتادت الهيمنة والتسلط واحتكار القرار ، لكنه مع ذلك واضح للعيان ومشخص من قبل الجميع ويمكن التنبؤ به من خلال تصريحات هذا النائب او ذاك او ما يشاع من تسريبات وطرح اسماء وصفها البعض بانها فيسبوكية نسبة الى الفيس بوك .وكما يبدو وبرغم ما تردده جميع الاحزاب من شعارات منددة بالمحاصصة وداعية الى اختيار شخصية مستقلة من خارجها حتى صار ينطبق عليها قول الله تعالى ( يأمرون الناس بالمعروف وينسون انفسهم )..فانها اي الاحزاب وكما خبرناها لن تتخلى بسهولة عن المحاصصة كمبدأ فرضته كواقع حال في المشهد السياسي ، لذلك تراها تبحث عن مخرج لمازقها الكبير المتمثل بعدم ثقة الشعب بها وبما تطرحه وهو ما عبر عنه المتظاهرون اكثر من مرة وبطرق مختلفة سواء بالشعارات التي يرفعونها في ساحات العز والكرامة او بالبيانات او بتصريحات واحاديث في وسائل الاعلام . فواقع حال الشارع الشعبي الغاضب رافض وبشكل قاطع ما يسمى من مشاريع او مبادرات لمجلس النواب او الاحزاب ، يقابل ذلك احزاب ما زالت تتوهم امكانية ممارسة اساليب التضليل والخداع والوعود التي فقدت صلاحيتها بفعل وعي المواطنين الوطني .. ومن هنا وامام تمسك الاحزاب بالسلطة وما منحته اياهم من امتيازات المال والقوة ، فانها لجأت ومن خلال ابواقها وبطرق غير مرئية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وتجنيد عناصر للتخريب والحرق والقتل ،الى استغلال الورقة الطائفية وتسريب معلومات ومقالات عن محاولات سلبهم ( حق مسلوب ) بالحكم مفقود منذ 1400 سنة وهي كلمة حق يراد بها باطل ! اضافة الى نشر تقارير مزيفة وخالية من الحقائق تتهم هذه الدولة او تلك بتحريض العراقيين على التظاهر واستمرارها !ومنها ما بعثه احد الاصدقاء من منشور ساجتزأ منه فقرة مع حذف اسم الجهات التي يتهمها التي تقول (ما زالت النجف بكامل عافيتها وقيمتها المعنوية في نفوس الاغلبية الصامتة ولن تتمكنوا من تهوينها واضعافها في نفوس الشعب رغم غزارة الاموال التي انفقتموها لهذا الغرض .. )! مثل هذا الخطاب يحاول تبرئه الاحزاب التي سيطرت على مقدرات العراق منذ الاحتلال الى الان من مسؤوليتها في تدمير العراق ونهب ثرواته وتجويع شعبه ، بل في قتلهم بدم بارد واعتقالهم وتعذيبهم بوحشية ، كما انه وغيره من هذه المنشورات اشارة واضحة الى غرور وتعنت وتمسكها بالسلطة .
اخيرا .. الحل بسيط ياقادة الاحزاب انه باصغائكم الجيد لصوت الشعب وشبابه فما عاد المواطن يقبل بالمحاصصة واتركوا اختيار موقع رئيس مجلس الوزراء وسواه الى المواطنين بعيداً عن المحاصصة . فهل تستمعون ؟!لا اظن مع الاسف !!