خاص : ترجمة – محمد بناية :
تراجع “علي لاريغاني”، عن الترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة، سوف يعطل قبل أي شيء المعادلات الانتخابية في “قم”، تلك المدينة التي هي واحدة من أهم قواعد الأصوليين، والتي ضجت مؤخرًا بنشر قائمة منسوبة إلى جبهة “مجلس تنسيق الأصوليين”، وهي تضم مرشحين عن جبهة “پايداري”، (الثبات)، بالإضافة إلى مرشحين ثالثة: “مجتبي ذوالنوري”، و”أحمد أمير آبادي” و”علي رضا زاکاني”، كمرشحين عن “قم” في الانتخابات البرلمانية بدورتها الحادية عشر.
وقد أطلقت هذه القائمة سريعًا كارثة داخل المعسكر الأصولي. ليس فقط بسبب عدم علم بعض أعضاء “جبهة التنسيق الأصولية”، في “قم”، مشاركة 6 أحزاب أصولية هي: “جمعية فدائيوا الثورة”، “جمعية قدامى المحاربين”، “جمعية الأوفياء للثورة”، و”جمعية التقدم والعدالة”، و”جمعية التعميريين”، و”جمعية سالكوا طريق الثورة”، بتلكم القائمة، ولكن لأن “جمعية المدرسين”، في “قم”، (القطب الرئيس للمشاورة وإتخاذ القرارات المتعلقة بالتحركات الانتخابية في المدينة)، لم تكن على علم كذلك بهذه القائمة. بحسب صحيفة (آمان ملي) الإيرانية الإصلاحية.
كذلك لم يكن للأصوليين المعتدلين موضع في هذه القائمة، بل إن مجلس التحالف الذي هو عمود التحركات الانتخابية داخل التيار الأصولي حاليًا، أكد عدم العلم بكيفية هذه القائمة.
وفي تقرير الموقع (خبر آنلاين)؛ جاء: “كأن طيف الأصوليين المقرب من، آية الله مصباح يزي، وجبهة پايداري؛ قد نشر القائمة بشكل وقائي حتى يُقضى بزعمهم أولاً على شخص، (علي لاريغاني)، محل ثقة العلماء والمراجع، وثانيًا يضع مجلس التحالف تحت المطرقة. لكن لا (لاريغاني) تأثر بالقائمة ولا مجلس التحالف الذي يرفض حتى الآن الوقوع تحت وطأة دعم القائمة التي تثير علامة استفهام كبيرة: هل ثمة قحط مرشحين في قم بحيث يقدمون، علي رضا زاکاني، كمرشح عن المدينة ؟”.
عزوف “لاريغاني” عن المشاركة.. و”قم” مصدومة !
مع هذا فقد تسبب، “علي لاريغاني”، في صدمة ثانية لهيكل “قم” الأصولي، بتوضيح موقفه بعد فترة من الشائعات عن المشاركة من عدمها، وأعلن قبيل ساعات من إنطلاق مارثون الانتخابات البرلمانية الحادية عشر عدم الترشح.
وجدد تأكيد هذا القرار في مؤتمر صحافي؛ وقال إنه لا يعتزم الترشح للمرة الرابعة.
وهو قرار بلا شك سوف يؤثر على الأجواء الانتخابية في “قم”. فسوف يتجول الأصوليون المتشددون الذين يصارعون للحصول على قاعدة داخل “قم” بأريحية، ومن جهة أخرى، يعيش المعتدلون حالة من القلق خوفًا من ألا يكون المرشح البديل في نفس ثقل، “علي لاريغاني”، سواءً من حيث الحصول على ثقة المراجع أو من حيث الحصول على أصوات.
الفضاء الانتخابي في “قم” بعد “لاريغاني”..
في السياق ذاته؛ علق “محسن غروريان”، على أجواء “قم” الانتخابية، بعد عزوف “لاريغاني”، عن المشاركة: “الكلام بهذا الصدد سابق لأوانه، لابد أولاً البحث في قدرات من يترشحون”.
وأضاف مع إبداء الأمل على إمكانية أن يغير “علي لاريغاني”، رأيه بعد المفاوضات مع العلماء والمراجع: “أعلن السيد لاريغاني عدم وجود خطة للترشح، لكنه لم يقل إنه إتخذ القرار النهائي بشأن عدم الترشح. ومايزال الأمل قائمًا أن يضطلع بعض العلماء والمراجع بالحديث إليه وإقناعه بالعدول عن قراره. يجب أن نصبر قليلاً”.
لكن هل يؤثر قرار “لاريغاني” على قائمة “قم” ؟.. وهل ستكون بداية لجدال بشأن القوائم ؟..
يقول “غرو ريان”، حسبما ذكر موقع (خبر آنلاين): “لم تُعد قم كما كانت عليه سابقًا، بحيث كانت الهيكل صاحب الكلمة الأولى والأخيرة. فقد تبلورت في المدينة، على مدى السنوات الماضية، الكثير من التوجهات السياسية المختلفة في شكل أحزاب وتيارات لكل منها رأي مختلف، ومن ثم فقد تغيرت أجواء تقديم قائمة قم عما كانت عليه سابقًا”.
وتوقع، حال تأكيد عدم مشاركة “لاريغاني” في الانتخابات، تأييد قائمة معتدلة: “لأن لاريغاني صاحب نفوذ في قم، وفيه يثق العلماء والمراجع، ولو أعلن دعم قائمة ما فسوف يكون قادرًا على كسب تأييد المراجع لتلكم القائمة”.