18 ديسمبر، 2024 7:22 م

مع اقتراب دحر عصابات داعش الارهابي من مدينة الموصل ومع اقتراب تحرير الاراضي العراقية من دنس الاحتلال لابد من التفكير جلياً بالتحديات التي يمكن ان يواجهها العراق في المرحلة المقبلة ويبدو الملف الامني والعسكري هو الابرز في هذه التحديات فالخطر الذي يمكن رصده هو تلك المساحات الشاسعة التي تربط العراق بسوريا ومادام ملف الازمة السورية ملفاً مفتوحاً سيكون من الخطأ التراخي في احكام السيطرة على الحدود العراقية – السورية وبرغم الخطط الكثيرة التي تحدث عنها المسؤولون في الوزارات الامنية والترتيبات التي يمكن تنفيذها لحماية الحدود العراقية الا ان اياً منها لم ير النور لتكون المنطقة الغربية ميداناً واسعاً نشط فيه الارهاب طوال اكثر من خمسة عشر عاماً …

اليوم ومع امتلاك العراق الخبرات في مواجهة الارهاب ومع عودة التشكيلات العسكرية والامنية حضورها وتوفر الدعم المطلوب لاداء دورها لابد من اعداد الخطط الكفيلة التي تؤمن حضوراً قوياً للجيش العراقي وقوات الشرطة العراقية والتشكيلات الداعمة لها بما يؤمن الامن والاستقرار لابناء المدن الذين ينتظرون هذا الحضور ليكون داعماً لمنع اية ثغرات او منافذ يمكن لداعش او غيرها من عصابات الارهاب ان يتسلل اليها من جديد وسيكون من المناسب التعاون مع الولايات المتحدة الاميركية او التحالف الدولي عامة من اجل مساندة العراق ودعمه بالاسلحة والمعدات والمستلزمات التقنية والاستخباراتية وتوفير المعلومات الكافية التي تساعد الجيش العراقي وقوات الحدود في رصد المتسللين او اية اخطار امنية يمكن ان تواجهها مدن الانبار والموصل وصلاح الدين ويمكن بلورة هذا التعاون على وفق مباحثات جديدة مع التحالف الدولي تأخذ بنظر الاعتبار الظروف التي مر بها العراق خلال السنوات امنصرمة وتحليل نقاط القوة والضعف في الخطط السابقة وعدم تكرار الاخطاء التي حصلت واسهمت في تدهور الوضع الامني والعسكري في هذه المناطق وسيكون من المهم ايضا ان تمتلك القوات العراقية زمام المبادرة في هذه الخطط واشراك المجالس المحلية في المحافظات المعنية بأية خطط لحمايتها والدفاع عن الحدود العراقية ومن المؤكد ان الانتصارات الاخيرة التي حققتها القوات العراقية ستكون عاملا ومشجعاً وداعماً للعشائر العراقية وسكان هذه المناطق لمعاودة التنسيق بما يحقق الاستقرار في هذه الرقعة الجغرافية من ارض العراق ..
ماينتظره العراقيون هو جهد سياسي وامني وعسكري يرتقي الى مستوى التحديات في مرحلة مابعد الموصل.

نقلا عن جريدة الصباح الجديد