بعضٌ مما يثير ويجعل الأعصاب وكأنها في حالة حربِ اعصابٍ شعواء < ولا احتكرُ ذلك لنفسي , فلا بدّ أنّ ملايينَ غيري يشاطرونني ” نرفزة – Nervous” الأعصابِ هذه , فهو الأستخدام والأستماع المتكرر في نشراتِ الأخبار ومواجيزها لعبارة : < اشتباكاتٌ بينَ القوات الأمنيّة والمتظاهرين > , حيثُ لستُ اوّل ولا آخِر مَن يؤكد ويشدد على خطأ استخدام مفردة ” اشتباك ” في هذه الحال , فالإشتباكات تحصل بينَ فريقين او جهتين متكافئتين اوشبه متكافئتين اذا ما كانتا كلتيهما مسلحتين .
لكنه أن يسمّى بأشتباك لأجهزة الأمن مع متظاهرين مدنيين وعُزّل من اية اسلحةٍ , حتى من الأسلحة البيضاء والعصي , فهذا لغوٌ وسفسطة إنْ لم نقل هرطقة لغوية .. وهذا الإستخدام الببغاوي لهذه المفردة من قبل وسائل الإعلام وخصوصاً القنوات الفضائية المحلية والعربية , إنّما يحيط اداراتها وهيئات تحريرها بسلسلةٍ شائكة من علائم الإستفهام واخرى من الإبهام حول ” القسم اللغوي والتصحيح والكوادر التي تعمل فيه ” وحتى سواهم من الأعلى الى الأدنى , بجانب أنّ حالة الأشتباك المفترضة عبر الإعلام هي إجحاف بحق الجموع الغفيرة من المتظاهرين , بالإضافةِ الى تشويهِ صورتهم أمام الرأي العام العربي والعالمي حين ترجمة < الأشتباكات – Clashes > الى اللغات الأوربية وسواها , كما أنّ استمرارية الأستخدام هذه هي من صالح الحكومة العراقية واجهزتها الأمنية والعسكرية التي تواجه المتظاهرين , وبذلك تبدو وتغدو هذه الوسائل الإعلامية وبما فيها السوشيال ميديا وكأنها منحازة الى طرفٍ ضد الآخر .! , ولا من مجالٍ هنا لحُسن النوايا او النيّات .!