5 نوفمبر، 2024 8:51 ص
Search
Close this search box.

ثورة قيم… ضد فساد الحكم…..

ثورة قيم… ضد فساد الحكم…..

وقف ابو التك تك الى جانبي،، وهمس بلطف “اوصلكم..؟ ”
صعدت لينقلني من ساحة التحرير حتى سريع محمد القاسم… كانت فرصة لاستطلع ما في داخل التك تك.. ولم اجد الا ملصقات للعلم العراقي…
كان ابو التك تك، بعمر ١٦ سنة تقريبا، وزميله ليس اكبر منه.. انهم جيل المحنة من مواليد ٢٠٠٣،، ليس الا…
فكرت ان اقدم لهما دعما،، وكنت اعي انهما سوف يرفضان.. لان عملهما تطوعي.. واسمى من العمل مقابل اجر..
ان سلوك هؤلاء الشباب، يتناقض تماما، مع سلوك الطبقة الحاكمة.. او هكذا عبر الثوار عن رفضهم لسلوك الحكومة والبرلمان وبقية السلطة..
اكتشفوا ان الطبقة الحاكمة هي؛
اولا. عميلة
فعبر الشباب عن ولاءهم للعراق فقط ، بكل وضوح وشفافية .
ثانيا. السلطة انانية..
فجسد الثوار اسمى معاني الإيثار ونكران الذات، فخرجوا لخدمة الاخرين، والتبرع بالاموال.. بل والانفس..
ثالثا. اكتشفوا ان السلطة فاشلة..
فعبروا عن امكانية النجاح، بالتنظيم والترتيب والفعاليات الفنية الفذة..
رابعا.. السلطة، حكومة وبرلمان،، ماديين،، وهمهم الكسب المادي..
فرفض الثوار ذلك،، وعملوا للعراق دون مقابل،، فهم يتواجدون لمدة ٢٤ ساعة، لينقذوا الشعب والوطن من المحنة الحالية..
خامسا.. اكتشف الثوار ان السلطة بلا اخلاق.. بل هي تروج للفساد والعمالة والذيلية والانانية والطائفية والعنصرية والفئوية ..
فسعى الثوار لنشر قيم عليا واخلاق رفيعة، بوطنيتهم ورفع علم العراق عاليا.. ونشر ثقافة المواطنة والعدالة والمساواة والمهنية..
لم يكن ما شاهدته وعشته في ساحة التحرير، مظاهرات… بل ثورة اخلاق وقيم… ونهضة حضارية.. عجيبة… وغريبة.. بل معجزة، مؤكدا ان عصر المعجزات لم ينتهي..
شباب وطلبة يبيعون لوحاتهم الفنية، ليتبرعوا بثمنها لخدمة واطعام الثوار..
اصحاب حرف ومهن،،، تركوا محلاتهم،، وحضروا هنا ليقدموا خدمات مجانية للثوار… حلاق وخياط.. واسكافي..
عشرات “الجوادر” لتوفير منام… وعشرات الخيم لتقديم الطعام..
انها ثورة… بل نهضة حضارية وثقافية،، بنى الشباب الثوار ما دمره الحكام الاشرار…
ويمكن القول، ان ما شاهدته في ساحة التحرير، يحاكي ساحات الاحتجاج في المحافظات الأخرى.. . بعقل جمعي نوعي، واع. واعتقد ان عطاء ساحات الاحتجاج في المحافظات نسخة مما قدمته ساحة التحرير من قيم انسانية…
وللحديث بقية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات