1 ـــ الذي يحدث في محافظات الجوع والثروات, ليس استفتاءً على انفصال, ولا اعتصامات تمهد لداعش لإحتلال وتدمير ثلث العراق, انه العراق يبحث عن نفسه, وشعب يريده وطناً على تربة الجوع والثروات والثورات, ينهض العراق من اجل مكوناته في شماله ووسطه وجنوبه, ومثلما يحرر بغداد من حثالات المنطقة الخضراء, ومحافظات الجنوب والوسط, من مليشيات ذوي العاهات, ومقدساتهم في النجف وكربلاء من وسطاء التخريف وشرائع الشعوذة, ويعالج المحافظات الغربية من اورام التطرف الطائفي القومي, والمحافظات الشمالية من مهربي الحزبين الرئيسيين في اربيل والسليمانة, ستنتصر الهوية الوطنية لانتفاضة محافظات الجوع والثروات, علمتنا تجارب التاريخ, ان العراق لا ينهض ثورة وطنية, الا من جنوبه ووسطه, ومن هناك قد يعثر, بفعل غزو خارجي او خيانة داخلية.
2 ـــ امريكا, لا ولن تكن صادقة مع العراق, وايران تبقى السياف التاريخي لذبح العراقيين, والخليج مبغى لتصدير عهر الأختراقات الطائفية, والأسلام التركي المتصهين, يتقاسم المحافظات الشمالية مع ايران, كل تلك الأطراف تتخادم وتتوافق, على انهاك الدولة العراقية, ثم تقاسم الجغرافية والثروات, ثورة الجنوب والوسط, كانت الرد الوطني والفعل الذاتي القادر على تمزيق نسيج قوى التدخل الخارجي, فكانت ساحة التحرير عاصمة الثورة وبغداد رئتها, فتمدد الفعل الوطني داخل شرايين الجنوب والوسط, بدأً بتجفيف روافد التبعية والعمالة والتطرف الطائفي العرقي, لسماسرة العملية السياسية, المرتزقة لا قضية لهم ولا مواقف ثابتة, (اكوام قش) لا تصمد بوجه العاصفة, انه العراق قادم من اعماق تاريخه, شباب يريدون وطن.
3 ـــ من يتابع الشعارات الوطنية, لأنتفاضة الجنوب والوسط, يلاحظ ان لأبناء المحافظات الغربية, وكذلك الشمالية, حصة من تضحيات اشقائهم, وشهداء الأنتفاضة اخوة وابناء لهم, ومن دماء الثوار ثمن لتحررهم, من مؤجريهم وبائعيهم في مزادات الأرتزاق, حتى ولو اكمل نظام ولاية الفقيه مجزرته الجماعية, بالتواطيء مع امريكاء والجوار, فالجرح العراقي ينزف ثأره, نهاية لأيران في العراق وفي عقر دارها, هكذا هو تاريخ التدخل الأيراني في العراق, فجميع امبراطورياتها انتهت وستنتهي في العراق, انتفاضة الجوع والثروات, ستحرر الدولة العراقية, من حكومة البعث الشيعي, ومليشيات البعث الشيعي, وطراطير البعث الشيعي, نكرر وللمرة الألف, ليس كل من يشتم امريكا والسعودية واسرائيل وطني, ولا كل من يلعن البعث ويحذر من اخطار عودته!!, كان واحداً من ضحاياه, بعيداً عن اشكالية التسويق الشخصي.
4 ـــ تبفى قراءة الواقع العراقي المنتفض, في محافظات الجوع والثروات والثورات, ثم احترام ارواح الشهداء ودماء الجرحى ومعاناة المعتقلين والمخطوفين والمشردين, مع وقفة الم امام محنة الأرامل والأيتام, ولوعة فقد الأمهات لأبنائهن واحفادهن, يبقى المحك لمصادقية الأنتماء والولاء الوطني, والفلتر الدقيق لمنع مرور النوايا والخلفيات والمواقف, الملوثة بدسم الأنتهازية والنفعية, ان الوضع المأساوي للموت اليومي, اصبح ساخناً حاداً لا مكان فيه, لخلط الأوراق والهلوسة وعبثية القفز على الحقائق المدماة, وعلى ملشيات الأستثقاف, التوقف عن قنص الوعي العراقي, فالأنتفاضة حالة تراكم وعي, يتفجر الآن ثورة, من صميم محافظات الجوع والثروات.